كان لنجوم الزمن الجميل عدد من المواقف مع الملك فاروق فبعضهم كان مقربًا منه والبعض الآخر جمعته بهم كراهية مستترة، وكان من بين هؤلاء النجوم الفنان والمنتج الكبير أنور وجدي، الذى حدثت بينه بين الملك فاروق عدد من المواقف لم تكن على ما يرام ووصلت بتهديد الملك باغتياله كما ذكرت بعض المجلات والصحف الصادرة بعد ثورة يوليو.
وحكى أنور وجدى فى مقال نادر عن أول لقاء بينه بين الملك فاروق وأول مرة رأى فيها الملك وكان وقتها فى بداية حياته الفنية يعانى من الفقر الشديد.
وعن هذا اللقاء قال أنور وجدى إنه كان وقتها يعمل بالفرقة المصرية وكان مرتبه ستة جنيهات وخمسة وسبعون قرشا فقط لا غير ينفق منها على نفسه وأسرته وعلى مظهره، وكان قد طلب من مدير الفرقة أكثر من مرة أن يرفع مرتبه ولو جنيهًا واحدًا ولكن طلبه لم يتحقق.
وأوضح وجدى أنه فى هذه الفترة من الفقر الشديد وقعت فى يده تذكرة لحفلة كبرى تقام فى الأوبرج أهداه له أحد أصدقائه، وهو ما جعله يفكر فى أن يبيع هذه التذكرة نظراً لارتفاع سعرها.
وقال الفنان الكبير: "وقتها قلت ما فائدة أن أشاهد هذه الحفلة وأنا الممثل الفقير المركون على رف الفرقة، حتى تذكرنى الحفلة بفقرى وبؤسى"
وتابع: "ليلة الحفلة استأجرت بدلة أنيقة من محل الملابس الذى أتعامل معه وذهبت بالترام إلى الأوبرج، وبهرتنى الأضواء والعربات والثراء الذى يحيط بالمكان والداخلين إليه، فصممت أن أبيع التذكرة، ولكنى وقفت فترة فلم أجد من يشتريها"
وأضاف الفنان الكبير: "فى النهاية دخلت للحفل وجلست على مائدة ولم أجرؤ بالطبع على مناداة الجرسون كما فعل الجميع، وفجأة وقع بصرى على الملك فاروق جالسًا وحوله رجال أقوياء ونساء حسان عاريات الصدور والظهور، وكان يضحك ويقهقه، وتأملته كثيرًا حيث كانت ضمن أمنياتى أن أراه".
ووصف أنور وجدى الملك فاروق قائلاً: "عجبت أنه كالصور التى تنتشر له تماماً، وخطر إلى أن أتقدم منه وأشكو ضآلة راتبى وعدم رضا المسئولين لشكواي وأنا من رعاياه"
واستكمل قائلاً: تقدمت بخطوات مرتبكة نحو الملك وقلت بصوت عال وسريع "مولاى"، وخرج صوتى كالقذيفة من شدة الارتباك، وضحك من حوله، ولكن لم أكد أكمل جملتى حتى أشار الملك بإصبعه، فوجدتنى مرفوعاً على أعناق رجاله الأشداء، الذين ألقونى خارج الأوبرج بقوة، فاصطدمت عظامى بالأسفلت وأصبت بسحجات وأصيبت البدلة التى استأجرتها عدة إصابات، ثم نظرت بحسرة إلى هذه الأضواء ومشيت"
ويبدو أن هذا اللقاء كان له أثره فى المشاعر المتبادلة بين أنور وجدى والملك فاروق، حيث تحدث الكاتب الصحفى محمد بديع سربية فى عدد من مقالاته عن علاقة ليلى مراد بالملك فاروق ومحاولاته التقرب منها قبل زواجها من أنور وجدى وكيف صدت القيثارة الملك أكثر من مرة، وموقف أنور وجدى منه حيث أرسل لها الملك رسولاً ليستدعيها أثناء تصوير فيلم "ليلى بنت الفقراء" فأبلغه أنور وجدى أنها مشغولة وأغلق أبواب الاستديو لفترة طويلة.
وأكد سربية أن فاروق حين قابل ليلى مراد فى حفل برأس التين سألها إن كان أنور يضايقها، فخافت ليلى مراد من أن يبطش به وأكدت أنه مجرد زميل يعاملها بكل ذوق وأدب، وأشار الكاتب الصحفى محمد بديع سربية إلى أن فاروق قال للقيثارة وقتها: "أنا عارف أنك بنت حلال ومش عاوزة تعترفى بالحقيقة، إنما يكون فى علم الممثل اللى اسمه أنور وجدى أنى سوف أرسل فورا من يغتاله إذا عرفت أنه يضايقك"، وبعدها تزوجت ليلى مراد من أنور وجدى ، ونسى فاروق قصة إعجابه بها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة