أثار الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب حالة من الجدل عليى الساحة الدولية بعد تصريحاته المتضاربة بشان الأزمة الأوكرانية، حيث قوبل البعض بالاستغراب والأخر بالانتقاد وكان تصريح خدعة الطائرات الصينية أكثرهم إبهارا.
بدأ الأمر بإشادة من الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين وقراره بالاعتراف رسميا باقليمين انفصاليين فى شرق أوكرانيا الأمر الذى كان الشرارة الأولى لبدء العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا واصفا الخطوة بالـ "عبقرية".
وصرح ترامب أن اعتراف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بجمهوريتى دونيتسك ولوجانسك فى شرق أوكرانيا كان "ذكيًا جدًا"، قائلا: "دخلت البارحة، وكانت هناك شاشة تلفزيون، وقلت: هذا عبقرى بوتين يعلن أن جزءًا كبيرًا من أوكرانيا أنها دولة مستقلة، هذا رائع. "
وأضاف ترامب الذى أشاد ببوتين وسعى إلى إقامة علاقات وثيقة معه خلال فترة وجوده فى المنصب: "قلت ما مدى ذكاء هذا؟ هذه أقوى قوة سلام سيستطيع الدخول إلى هنالك ويظل يحفظ السلام.. يمكننا استخدام ذلك على حدودنا الجنوبية" فى إشارة إلى الأزمة على الحدود مع المكسيك.
وأكمل ترامب قائلا: "هذه أقوى قوة سلام رأيتها فى حياتى.. كان هناك عدد من دبابات الجيش أكثر مما رأيته فى أى وقت مضى. وعلى الرغم من ذلك سيدخل وسوف يحافظون على السلام. "
فى مقابلته، كرر ترامب مزاعمه الكاذبة بأن انتخابات 2020 سرقت منه، وقال إنه لو ظل رئيسا، لما حاول بوتين قط القيام بشيء من هذا القبيل، وقال ترامب "لم يكن ليحدث معنا قط. لو كنت فى المنصب حتى لا يمكن التفكير فيه هل تعرف ما هو رد بايدن؟ لم يكن لديه رد"
كما أصدر الرئيس السابق بيانا وقتها قال فيه إنه "لا يوجد أى سبب على الإطلاق يجعل الوضع الذى يحدث حاليًا فى أوكرانيا يجب أن يحدث على الإطلاق" مشيرا إلى أن رئاسة بايدن تسببت فى زيادة ثروات روسيا.
وقال: "لقد أصبحت روسيا غنية جدًا خلال إدارة بايدن، حيث تضاعفت أسعار النفط وسرعان ما تضاعفت ثلاث مرات وأربع مرات العقوبات الضعيفة غير ذات أهمية بالنسبة للاستيلاء على بلد وقطعة كبيرة من الأرض ذات الموقع الاستراتيجى”.
وبعدها بايام، وصف ترامب الرئيس الروسى بوتين بـ"الذكى”، منتقدا القادة الغربيين الذين اعتبرهم "أغبياء جدا"، خلال خطاب ألقاه فى التجمع السنوى الكبير للمحافظين الأمريكيين فى أورلاندو بفلوريدا.
قال ترامب: "المشكلة ليست أن بوتن ذكى، لأنه بالطبع ذكى.. المشكلة الحقيقية هى أن قادتنا أغبياء جدا"، معتبرا أن "ضعف" خلفه الرئيس الديمقراطى جو بايدن هو السبب فى الهجوم الروسى لأوكرانيا.
وتابع الرئيس السابق خطابه الذى استمر 86 دقيقة، قائلا: "كما يفهم الجميع، لم تكن هذه الكارثة المروعة لتحدث أبدا لو لم يتم تزوير انتخاباتنا".
وفى الأسبوع الأول من بدء العملية الروسية تعرض الرئيس السابق لانتقادات بسبب تصريحاته، وصف ترامب الاحداث بأنها "محرقة" وحث روسيا على وقف القتال، الامر الذى اعتبره الكثير تحول كبير فى اللهجة بعد اشادته بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
جاءت تصريحات ترامب خلال مقابلة مع فوكس نيوز، وقال إن على روسيا "التوقف عن قتل هؤلاء الأشخاص" واقترح التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع.
كانت تصريحاته جزءًا من مقابلة، تضمنت انتقادات لطريقة تعامل إدارة بايدن مع الأزمة الروسية الأوكرانية، والتى كانت بمثابة مذكرة افتتاحية لخطاب حالة الاتحاد الذى ألقاه الرئيس بايدن.
بعد أن قال ترامب إنه "يمكن فعل شيء مع [روسيا] الآن،" سأله المذيع: "ما الحل".
أجاب ترامب: "حسنًا، عليك أن تتوصل إلى اتفاق عليهم أن يتوقفوا عن قتل هؤلاء الناس. إنهم يقتلون كل هؤلاء الناس، وعليهم أن يوقفوا ذلك، وعليهم أن يوقفوه الآن"، وأضاف: "لكنهم لا يحترمون الولايات المتحدة والولايات المتحدة، لا أعرف، لا يفعلون أى شيء حيال ذلك. هذه - هذه محرقة. هذا أمر مروع يحدث. أنت تشهد وتشاهده على التلفزيون كل ليلة ".
غالبًا ما أثنى الرئيس السابق على الزعيم الروسى القوى فلاديمير بوتين، وعقد قمة تعرضت لانتقادات واسعة مع الزعيم الروسى فى هلسنكى خلال فترة رئاسته حيث قال إنه يعتقد أن روسيا لم تتدخل فى الانتخابات الأمريكية مع وقوف بوتين إلى جانبه.
وخلال المقابلة، تردد ترامب فى القول ما إذا كان يعتقد أنه ينبغى منح أوكرانيا عضوية فى التحالف العسكرى لمنظمة حلف شمال الأطلسى (الناتو)، قائلاً أن هذا قرار يجب اتخاذه، وقال ترامب عن هذا الاحتمال: "فى الوقت الحالى، سيكون من الأسهل بكثير أن تقول نعم عما كانت عليه قبل ستة أشهر".
وكان اقتراح ترامب آخر سلسة تصريحاته المتعلقة بالأزمة فى أوكرانيا، حيث قترح الرئيس الأمريكى السابق أن تقوم الولايات المتحدة بإرسال طائرات مقاتلة متخفية بعلم الصين للقيام بقصف روسيا، وقال إن هذا سيدفع البلدين إلى قتال بعضهما البعض.
وخلال خطاب ألقاه أمام مانحين جمهوريين فى نيوأوريلينز بولاية لويزيانا مساء السبت الماضى، تحدث ترامب عن الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، وطرح الرئيس السابق فكرة قلب موسكو وبكين ضد بعضهما البعض.
وقال إن الولايات المتحدة يمكن أن ترسل طائرات إف 22 المقاتلة تحمل أعلاما صينية وتقوم بقصف روسيا، وفقا لتسجيل صوتى نشره مراسل صحيفة واشنطن بوست جوش داوسى.
وتابع ترامب قائلا: وبعدها نقول أن الصين هى من فعلتها وليس أمريكا، ثم يبدأن فى محاربة بعضهما البعض ونجلس نحن ونشاهد.
وعلقت نيوزويك وقالت إنه لا يبدو مرجحا أن إخفاء طائرة أمريكية بعلم صينى سيكون كافيا لخداع الروس، حيث تحتفظ الصين وروسيا بعلاقات قوية، وطلبت بكين من بوتين تعليق هجومه ضد أوكرانيا حتى إجراء أولمبياد بكين الشتوية فى فبراير الماضى، بحسب تقارير.
كما وصف الريس الصينى شى جينبينج نظيره الروسى من قبل باعتباره أفضل أصدقائه وأقربهم وذلك فى يونيو 2018 أثناء تقديمه فى تكريم خاص خلال قمة عقدت بينهما.