اتجهت الدول الغربية إلى تحويل النفط إلى سلاح سياسى فى جهودها للضغط على روسيا لوقف حربها على أوكرانيا، حتى لو كان هذا الأمر سيكون له ثمنه من ارتفاع أسعار البنزين الغاز للمستهلكين.
حيث أعلن أعضاء بارزون بالكونجرس الأمريكى من الجمهوريين والديمقراطيين توصلهم إلى اتفاق بشأن مشروع قانون من شأنه أن يعاقب روسيا على غزوها لأوكرانيا مع سعيهم لحظر واردات أمريكا من النفط الروسى وفى نفس الوقت تمكين الرئيس بايدن بشكل أكبر لفرض تعريفة جمركية على المنتجات الروسية، بحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست.
وجاء الإعلان بعد نشاط تشريعى واسع وسريع الحركة فى الكابيتول، حيث سعى النواب إلى مضاعفة العقوبات المفروضة على الكرملين بالدفع لدعم أوكرانيا بمليارات الدولارات من المساعدات الإنسانية والعسكرية والاقتصادية.
إلا أن صحيفة واشنطن بوست أشارت إلى أن الإستراتيجية الأمريكية التى تسعى لمضاعفة آلام روسيا، تهدد بأن يكون لها تداعيات اقتصادية أكبر. فقد أغلق مؤشر داو جونز الصناعى على انخفاض الاثنين بنحو 800 نقطة، وهو تراجع وصلت نسبته إلى 2.4%، وذلك بعدما تسببت الحرب فى يوم أخر صاخب فى وول ستريت جورنال. وتراجع مؤشر ناسداك نحو 480 نقطة او 3.6%.
وارتفعت أسعار النفط والغاز أيضا، وتجاوز سعر الجالون 4 دولارات فى الولايات المتحدة. وتقول الصحيفة إنه من غير الواضح ما إذا كان الحظر الأمريكى المقترح على الخام الروسى سيؤثر على الاقتصاد العالمى إلا أن احتمال حدوث مزيد من الاضطراب دفعت كبار المسئولين فى إدارة بايدن والأعضاء البارزين فى الكونجرس إلى الاعتراف بالعبء المحتمل، وبدأوا فى استكشاف طرق ربما يحمى العائلات الأمريكية من تحمل أى تكاليف إضافية.
وفى نفس السياق، دعا مستشار اقتصادى بارز لرئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكى العالم إلى القيام بتضحية وتحمل ارتفاع أسعار الغاز المحتملة على المدى القريب للمساعدة فى إحباط الغزو العسكرى الروسى وإنقاذ أرواح، بحسب ما ذكرت مجلة بولتيكو الأمريكية.
وقال أوليج يوستنكو، إن الحظر العالمى على واردات النفط الروسى بقيادة الولايات المتحدة يمكن أن ينهى الحملة العسكرية التى يشنها الرئيس الروسى فلاديمير بوتيمن على أوكرانيا.
وأوضح أنه بدون عائدات النفط والغاز التى تحتاج إليها موسكو بشدة، والتى تمثل حصة كبيرة من إجمالى الدخل الرسى، فإن حكومة بوتين ستواجه سريعا عجزا كبيرا لن تستطيع تمويله فى ظل العقوبات الغربية التى عزلت روسيا بشكل كبير عن الأسواق المالية العالمية. وفى نهاية الأمرـ ستنفذ الأموال من بوتين لتمويل حملته العسكرية وسيجبر على التراجع، بحسب ما يقول يوستنكو.
وأضاف الخبير الاقتصادى، إنه يعترف بأن الأمر سيكون مكلفا للجميع، إلا أن الثمن الذى يدفعه الأوكرانيون هو حياتهم وتدمير مدنهم وقراهم.
وكان وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن قد قال إن إدارة بايدن تجرى محادثات مع حلفائها الأوروبيين بشأن إمكانية حظر واردات النفط الروسى واستكشاف طرق لضمان إمكانية مواصلة إمدادات الطاقة العالمية..
وفى نفس السياق، كثفت كبرى الشركات المنتجة للنفط والغاز حول العالم من إنتاجها للخام بعد أن تجاوز سعر جالون البنزين فى الولايات المتحدة 4.3 دولار.
وقامت شركتى إكسون موبل وشيفرون بتعزيز إنتاجهم للنفط فى حقول غرب تكساس ونيومكسيكو، وهى الإستراتيجية التى وضعتها كبرى شركات النفط العام الماضى، لكنها أصبحت أكثر إلحاحا مع ارتفاع الأسعار.
وفى اوروبا، قالت مجلة بولتيكو إن الاتحاد الأوروبى يمكنه أن يقلل من اعتماد أوروبا على الغاز الروسى بنهاية هذا العام لوطبقت الحكومات إجراءات الطوارئ الذى تم اقتراحه من قبل المفوضية الأوروبية. وكانت الواردات الروسية تمثل 40% من استهلاك الاتحاد الأوروبى للغاز فى 2021، وفقا للوكالة الدولية للطاقة.