بين الحين والآخر أقوم بزيارة المتحف المصري بالتحرير لعمل حلقة جديدة من برنامجي "الشفرة" الذي يذاع على تلفزيون اليوم السابع، ويحكي عن حكاية جديدة من حكايات التاريخ المصري القديم المليء بالأسرار التي تكشف عن براعة المصري القديم في شتى المجالات، وكما نعلم جميعًا أن المتحف المصري بالتحرير هو أحد أكبر وأهم المتاحف العالمية، فهو يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من مختلف العصور.
وفي الحقيقة المتحف المصري بالتحرير يشهد حالة من التجديد والتطوير سواء في طريقة العرض المتحفي، أو كما يطلق الأثريون عليه سيناريو العرض المتحفي، والتي تجعل الزوار يشاهدون بين فترة وأخرى قطعًا أثرية جديدة باستمرار، وهذا يساعد بالتالي على ترميم عدد كبير جدًا من القطع الأثرية الموجودة داخل مخازن المتحف قبل عرضها.
لقد استطاعت الدولة المصرية المتمثلة في وزارة السياحة والآثار الاهتمام بالمواقع والمتاحف الأثرية بشكل ملحوظ، حفاظًا على التراث المصري القديم وحفظه للأجيال المتعاقبة التي تتربى اليوم على التوعية ورفع الوعي تجاه تلك القطع الأثرية التي تعبر عن تاريخنا القديم.
وبعيدًا عن تطوير المتحف وتجديد سيناريو العرض المتحفي، يلفت نظر كل زائر الدور الذي تقوم به وزارة الداخلية من خلال مجموعة من القيادات والجنود المسئولين عن حماية المتحف وزواره، حيث يتم استقبال الزوار بكل حفاوة وتذليل أي عقبة أمامهم والحفاظ على عدم التكدس على بوابات الدخول مطلقًا بفتح عدة منافذ للدخول تحت مراقبة ضباط الشرطة الذين يرحبون بالجمهور الوافد على المتحف سواء من المصريين أو الأجانب.
كما أن الأمر المهم والضروري هو وعي الضباط والجنود بقيمة الواجب الذي يقومون به في حضرة الحضارة المصرية القديمة فنجدهم خير حراس لذلك التاريخ لما يقومون به فى حفظ ما يحتويه المتحف وتسهيل الزيارات من جانب الجمهور طبقًا للقواعد المتبعة وإجراءات احترازية لسلامة الجمهور والعاملين بالمتحف، وعدم المساس بالكنوز المصرية القديمة.. حفظ الله مصر.. تحيا مصر