الليلة فرض واجب على الجميع أن يتخلى عن انتمائه لألوان فريقه الذى يشجعه ويتحد الجميع خلف لون علم مصر، ونهتف كلنا وبصوت جهورى "هوبا إيه هوبا آه إن شاء هنكسب".
ليلة حالمة يدخلها المنتخب الوطنى فى مواجهة نارية أمام السنغال بتمام التاسعة والنصف مساء على ملعب استاد القاهرة بذهاب الدور الفاصل المؤهل لكأس العالم، وسط دعوات ملايين المصريين بتحقيق فوز عريض يبعث الطمأنينة فى النفوس قبل لقاء العودة فى السنغال الثلاثاء المقبل.
مصر ضد السنغال.. هى مباراة مكتملة وتحتاج حسابات أشبه باللوغاريتمات حتى تتوصل إلى فك طلاسمها وحل ألغازها، بما يضمن كيفية الخروج منها منتصرين ونقترب خطوة من التأهل لكأس العالم قطر 2022.
مصر ضد السنغال .. ليست مباراة مدربين فقط أو لاعبين فقط، وإنما تجمع بين الحسنيين ولكل طرف دوره الذى لن يكتمل إلا بالآخر، وليعتبرها كيروش ومعه نجوم المنتخب مباراة تنافسية بينهما.. والتنافس هذا يمثل حالة من فوز الطرفين وحصدهما مكاسب معينة كلا فى مهامه، لتكون المحصلة النهائية فوز المنتخب الوطنى.
وإذا ما نظرنا إلى جزئية المدربين فى مباراة مصر والسنغال، سنجد التفوق لمدرب منتخبنا كارلوس كيروش على حساب أليو سيسيه مدرب أسود التيرانجا، فى أغلب المقارنات سواء المرتبطة بالخبرات أو الفنيات وكذلك القدرة على قراءة المباريات وتجهيز اللاعبين بشكل نفسى على أكمل وجه.
ولكن مع ذلك ماذا نريد من كيروش أمام السنغال؟.
بالطبع الإجابة الأولى والسريعة التى ستخرج من لسان كل المصريين ستكون الفوز والفوز فقط هو ما نريده من الخواجة البرتغالى.. وهذا لن يأتى إلا بأشياء أخرى على كيروش فعلها وربما يكون بعضها غريبا على مسامع البعض.
هل من الممكن أن يعتمد كيروش فى مركز حراسة المرمى أمام السنغال على محمد أبو جبل وليس الشناوى الذى يراه الكثيرون الأقرب باعتباره الحارس الأول للمنتخب الوطنى، إلا أن الواقع يشير إلي أن أبو جبل هو من أنهى آخر مباراة للمنتخب فى البطولة الأفريقية، وللحظ كانت أمام نفس المنافس وقدم أداء بطوليا ضد السنغال في النهائي وقبله الكثير من المنتخبات الكبرى مثل كوت ديفوار والكاميرون ما جعله الأفضل فى البطولة القارية بترشيح جميع الخبراء والمشاركين فى البطولة من لاعبين ومدربين.
وكذلك نريد من كيروش تغيير طريقة اللعب إلى 4-2-3-1 بوجود رأس حربة صريح يخلخل الدفاعات بمعاونة القادمين من الخلف حتى تزيد الخطورة على مرمى العملاق ميندى، ونتمكن من تسجيل أهداف تساعدنا فى لقاء العودة، مع أهمية أن يوظف كيروش أحد اللاعبين فى وسط الملعب بدور هجومي وليكن أفشة فى مركز صانع الألعاب، لتسهيل وصول الكرات إلى مرمى المنافس أو زيزو لتحقيق الزيادة العددية الهجومية.. ويبقى من المهم أيضا عدم اعتماد الجهاز الفنى على الهجمات المرتدة وضرورة الضغط المتواصل على الخط الدفاع السنغالى استغلالا للثغرات المتواجدة بين لاعبيه وكذلك لعدم منح السنغال إيحاء بالخوف منهم.
كل هذا ومع مطالبات تفعيل الشق الهجومى لأعلى معدلاته، لكن يبقى من الضرورى عدم الانجراف إلى الانفتاح الهجومى الشامل، وضرورة التوازن الدفاعى حتى لا نستقبل أهداف وتزيد المهمة صعوبة.
وإن كان هذا رأيى، لكن الأقرب عمليا ألا يغير كيروش طريقته المعتادة 4-3-3 على الأقل فى بداية المباراة حتى يأمن قوة المنافس مع إمكانية التغيير حسب سير اللقاء ونتيجته. خاصة وأن كيروش لديه مرونة تكتيكية ويقسم المباراة أجزاء حسب سيرها.
وبعيدا عن الفنيات، هناك بعض الأمور لا بد من الاستفادة منها معنويا فى مقدمتها الحضور الجماهيرى الكبير كسلاح قوي لإرهاب المنافس وهز مدرجات استاد القاهرة بالهتافات المدوية، لبث الرعب فى نفوس السنغاليين ومنح لاعبينا طاقة إيجابية لرفع حماسهم داخل الملعب علي أن يكون ذلك من أول لآخر دقيقة مهما كانت النتيجة.
وختاما مع اللاعبين الذين يلقون كل الدعم من الجماهير فى ظل الإيمان بالعمل الجماعى الذى قدموه فى بطولة أمم أفريقيا والتفانى الكبير فى سبيل نصرة بلادهم وهو ما ظهر فى المباريات القوية للغاية التى خاضوها فى الأدوار الإقصائية أمام كوت ديفوار، المغرب، الكاميرون، وصولا إلى النهائى أمام السنغال واستمرت جميعها 120 دقيقة ولم يدخر أحدا فيهم جهدا طوالها فى أصعب مشوار ممكن يخوضه أى فريق أو أى لاعب، وهو ما نثق فى تكراره منهم مجددا فى موقعتى السنغال ذهابا وعودة فى ظل الإمكانيات الفنية الكبيرة التى يملكونها جميعا والأداء الجماعى الذى يميزهم عن المنافس الذى يعتمد أكثر على الفردية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة