عاش الشيخ محمد أبو زهرة خلال الفترة (1898 – 1974) فى مدينة المحلة الكبرى وحفظ القرآن الكريم فى وقت مبكر وانتقل إلى الجامع الأحمدى بمدينة طنطا، وعبرالشيخ محمد أبو زهرة عن حياته فى ذلك الوقت " ولما أخذت أشدو فى طلب العلم وأنا فى سنِّ المراهقة كنت أفكِّر: لماذا يوجد الملوك؟ وبأى حق يستعبدُ الملوك الناس؟ فكان كبر العلماء عندى بمقدار عدم خُضوعهم لسيطرة الخديوى الذى كان أمير مصر فى ذلك الوقت".
قضى الشيخ محمد أبو زهرة 3 سنوات فى الجامع الأحمدى ثم انتقل إلى مدرسة القضاء الشرعى سنة 1916م وهى المدرسة التى أنشأها محمد عاطف بركات تعدُّ خرِّيجها لتولِّى مناصب القضاء الشرعى فى المحاكم المصرية، ومكث أبو زهرة فى المدرسة ثمانى سنوات يُواصل حياته الدراسية فى حتى تخرَّج فيها سنة 1343هـ - 1924م، حاصلاً على عالمية القضاء الشرعي، ثم اتَّجه إلى دار العلوم ليَنال معادلتها سنة 1346هـ ـ1927م، فاجتمع له تخصُّصان قويَّان لا بُدَّ منهما لمن يريدُ التمكُّن من علوم الإسلام.
بعد تخرجه عمل محمد أبو زهرة فى ميدان التعليم ودرس العربية فى المدارس الثانويَّة، ثم اختير سنة 1933م للتدريس فى كلية أصول الدين، وكلف بتدريس مادَّة الخطابة، ولمَّا ذاعت شهرته اختارته كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول، ليدرس مادة الخطابة بها، وبعد مدَّةٍ وجيزة عهدت إليه الكلية بتدريس مادَّة الشريعة الإسلامية
وتدرَّج أبو زهرة فى كلية الحقوق التى شهدت أخصب حياته الفكرية حتى ترأَّس قسم الشريعة، وشغل منصب الوكالة فيها، وأُحيل إلى التقاعد سنة 1958م، وبعد صدور قانون تطوير الأزهر اختير الشيخ أبو زهرة عضوًا فى مجمع البحوث الإسلامية سنة 1962م، وهو المجمع الذى أُنشِئ بديلاً عن هيئة كبار العلماء، وإلى جانب هذا كان الشيخ من مؤسِّسى معهد الدراسات الإسلامية بالقاهرة.
كتب الشيخ أبو زهرة مؤلفات كثيرة؛ حيث تناول الملكية، ونظرية العقد، والوقف وأحكامه، والوصية وقوانينها، والتركات والتزاماتها، والأحوال الشخصية فى مؤلفات مستقلة.
وتناول ثمانية من أئمة الإسلام وأعلامه الكبار بالترجمة المفصَّلة التى تُظهِرُ جهودهم فى الفقه الإسلامى فى وضوحٍ وجلاء، وهم: أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وزيد بن علي، وجعفر الصادق، وابن حزم، وابن تيمية. وقد أفرد لكلِّ واحد منهم كتابًا مستقلاًّ فى محاولة رائدة ترسم حياتهم العلمية، وتُبرز أفكارهم واجتهاداتهم الفقهية، وتعرض لآثارهم العلمية التى أثَّرت فى مسيرة الفقه الإسلامي.
وإلى جانب الفقه وقضاياه كان لأبى زهرة جهودٌ طيبة فى التفسير والسيرة؛ فكان يفسر القرآن فى أعداد مجلة "لواء الإسلام"، وأصدر كتابًا جامعًا بعنوان "المعجزة الكبرى" تناول فيه قضايا نزول القرآن وجمعه وتدوينه وقراءته ورسم حروفه وترجمته إلى اللغات الأخرى.
وختَم حياته بكتابه "خاتم النبيين" تناول فيه سيرةَ نبى الإسلام معتمدًا فيه على أوثق المصادر التاريخية، وكتب السُّنَّة المعتمدة، وقد طُبِعت هذه السيرة فى ثلاثة مجلدات.
ألف أكثر من 30 كتاب، وهي:
خاتم النبيين ( 3 مجلدات ).
المعجزة الكبرى - القرآن الكريم.
تاريخ المذاهب الإسلامية (جزءان فى مجلد واحد).
العقوبة فى الفقه الإسلامي.
الجريمة فى الفقه الإسلامي.
الأحوال الشخصية.
أبو حنيفة - حياته وعصرة - آراؤه وفقه.
مالك - حياته وعصره - آراؤه وفقه.
الشافعى - حياته وعصره - آراؤه وفقهه.
ابن حنبل - حياته وعصره - آراؤه وفقهه.
الإمام زيد - حياته وعصره - آراؤه وفقهه.
ابن تيمية - حياته وعصره - آراؤه وفقهه.
ابن حزم - حياته وعصرة - آراؤه وفقه.
الإمام الصادق - حياته وعصرة - آراؤه وفقه.
أحكام التركات والمواريث.
علم أصول الفقه.
محاضرات فى الوقف.
محاضرات فى عقد الزواج وآثاره.
الدعوة إلى الإسلام.
مقارنات الأديان.
محاضرات فى النصرانية.
تنظيم الإسلام للمجتمع.
فى المجتمع الإسلامى.
الولاية على النفس.
الملكية ونظرية العقد.
الخطابة ( أصولها - تاريخها فى أزهى عصورها عند العرب).
تاريخ الجدل.
نتظيم الإسرة وتنظيم النسل.
شرح قانون الوصية.
الوحدة الإسلامية.
العلاقات الدولية فى الإسلام.
التكافل الإجتماعى فى الإسلام.
المجتمع الإنسانى فى ظل الإسلام.
المیراث عند الجعفریة
تفسير زهرة التفاسير حتى الآية 73 من سورة النمل.
مالك