قال السفير دياب اللوح، مندوب فلسطين لدى جامعة الدول العربية، إن اختيار يوم الأرض، ليكون يوماً لأسرى فلسطين، فهم الأحق بإحياء يوم تأكيد فلسطينية الأرض وهويتها العربية، فالترابط ما بين الأسرى والأرض الفلسطينية، كان وما يزال وثيقاً، موضحا أنهم من انتموا إلى الأرض ودافعوا عنها وضحوا لأجلها فأفنوا بزهرات شبابهم وسنوات أعمارهم خلف القضبان، كما ساهموا في تكوين الشخصية الفلسطينية وتعزيز الهوية الوطنية وترسيخ الارتباط بالأرض الفلسطينية، فكان لهم دوراً بارزاً مبجلاً في مقاومة المُحتل على مدار تاريخ النضال الفلسطيني والسعي نحو حرية الأرض والإنسان.
وأضاف، في كلمته أمام ندوة تحت عنوان "دعم حقوق الأسرى في مواجهة الانتهاكات والتنكيل الإسرائيلي" بمقر الأمانة العامة اليوم الاربعاء، أن دعم الأسرى وإسنادهم، ليس واجباً فلسطينياً وعربياً فحسب، أو أخلاقياً وإنسانياً وقانونياً فقط، وإنما هو مسؤولية دولية، خاصة وأن القانون الدولي منح الشعوب الحق في تقرير المصير، وكذلك الحق في مقاومة المُحتل.
واستطرد اللوح أن الشعب الفلسطيني منذ أن أُقتلع من دياره واحتل الإسرائيليون أرضه وسلبوا حريته، أن مقاومة المُحتل، خيار لابد منه، حيث قدم أرقاماً خيالية من الأسرى والمعتقلين، لاسيما وأن الاحتلال الإسرائيلي لجأ إلى الاعتقالات كوسيلة للعقاب الجماعي وأداة لقمع الفلسطينيين وترهيبهم والانتقام منهم ووأد ثورتهم وإخماد مقاومتهم، كما ولم تقتصر اعتقالاته على المقاومين فحسب، وإنما شملت كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني.
وأشار إلى أعداد المعتقلين الفلسطينيين، حيث أكد على تزايد الاعتقالات وارتفاع أعدادها، ووفقا لإحصائيات فلسطينية رسمية، فلقد سُجل العام الماضي2021 اعتقال نحو (8000) فلسطيني، منها (2000) معتقل من المناطق المحتلة عام48، ومن بينها (1300) طفل و(184) فتاة وامرأة واعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال الربع الأول من العام الجاري 2022 قرابة (1400) فلسطيني، منهم ما يزيد عن (200) طفل وأكثر من (30) فتاة وامرأة.
وأوضح أن هناك استهدافاً إسرائيلياً متصاعداً بحق مدينة القدس عاصمة دولة فلسطين خلال السنوات الأخيرة، وتحت ذرائع متعددة اختلقتها سلطات الاحتلال اعتقلت الآلاف من الفلسطينيين هناك.
واضاف أن المقدسيين أبدوا إصراراً على التمسك بحقوقهم التاريخية وانتمائهم الوطني ويخوضون ملحمة تاريخية للدفاع عن هوية القدس ومكانتها التاريخية والقانونية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، ولمنع تهويدها وسرقة تراثها، وقدَّموا وما زالوا يقدمون نماذج كثيرة شكّلت أعمدة أساسية لكفاح الشعب الفلسطيني. وهم جزء أصيل من الحركة الأسيرة، وارتقى منهم ثمانية عشر أسيراً شهداء خلف القضبان منذ سنة 1967.
وأشار إلى الاستهداف الإسرائيلي وتصعيد القمع وصعوبة الواقع الذي يعيشه فلسطينيو القدس وإصرارهم على التمسك بحقوقهم وانتمائهم، وعدم التخلي عن عمقهم الوطني والإسلامي، يتوجّب علينا جميعا العمل على تعزيز صمودهم وتحرير المعتقلين منهم، وتثبيت حقوقهم وحماية أطفالهم ونسائهم من بطش المُحتل.