أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

فى الحرب.. تتزايد الأخبار وتتراجع الحقيقة

السبت، 05 مارس 2022 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحرب الدائرة بين روسيا والغرب وأوكرانيا، تبدو أنها تدور على الهواء، حيث تتزايد الأخبار، من خلال منصات النشر المرئية والمسموعة والمقروءة، فضلا عن مواقع التواصل، التى تزدحم هى الأخرى بالأخبار والتحليلات والتعليقات، وكالعادة ينقسم بعض الجمهور إلى مشجعين لهذا المعسكر أو ذاك، بينما الضحايا يتساقطون، واللافت للنظر أن كل طرف يوجه اتهاماته إلى الطرف الآخر بالمسؤولية أو الكذب، حيث تعلن أوكرانيا عن أرقام تتعلق بخسائر روسيا، ويرد الجانب الروسى بأرقام أقل.
 
وفى لحظة بدا العالم أمام كابوس الرعب النووى، عندما وقع حريق بمحطة «زابوريجيا» للطاقة النووية فى أوكرانيا، وتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية، وخرجت أخبار أولية عن تسرب نووى محتمل، وهو ما أثار رعب العالم، خاصة أن محطة «زابوريجيا»، تساوى عشر مرات مفاعل تشيرنوبل، الشهير، والذى كان موضوعا لتسريب أثار رعب العالم، عندما وقع انفجار فيه عام 1986، وخلال ساعة تقريبا حبس العالم أنفاسه، خوفا من التسريب، قبل أن تخرج السلطات لتؤكد أن الحريق كان بعيدا عن المحطة، وقد وظف كل طرف الأمر من وجهة نظره، روسيا قالت إن من تصفهم بالنازيين فى أوكرانيا وراء الحريق، بينما أعلنت أوكرانيا أن القصف الروسى هو المسؤول. 
 
وما جرى مع محطة «زابوريجيا»، يتكرر مع كل حدث، خاصة مع وجود منصات إخبارية لدى كل الأطراف، حيث تتهم أوكرانيا، روسيا بقتل المدنيين، بينما تنفى روسيا هذا، وتتهم أوكرانيا بالمبالغة وقلب الحقيقة، بل وقتل المدنيين وتحويل المدنيين إلى دروع بشرية، ويتبادل الطرفان الروسى والغربى الاتهامات والنشر، بشكل مكثف، فضلا عن محاولة فك طلاسم وتعقيدات المواقف. 
 
وبالرغم من كثافة أدوات النشر، فإن الحقيقة هى الضحية، مع وجود لجان ومنصات وحرب «سوشيالية» لا تقل سخونة عن الحرب الدائرة على الأرض، لدرجة أن أوروبا قررت حجب وسائل إعلام روسية مثل روسيا اليوم وسبوتنيك، وردت روسيا بحجب منصات غربية مثل دويتشه فيله وغيرها، واعتبرت أوروبا القرار الروسى بأنه معاداة للإعلام والحريات، وهو ما أثار سخرية روسيا التى قالت إنها ترد على قرار حجب منصاتها الإعلامية، وبالطبع فإن كل مشجع لطرف، يتهم الطرف الآخر بالعدوان على الحرية، بينما الحقيقة هى الضحية، حيث فى الحروب تسقط الكثير من الشعارات والمبادئ المعلنة، وتتوه الحقيقة، وهو ما يجرى اليوم بشكل واضح، وينطبق هذا على الجانب الأوروبى، مثلما على الجانب الروسى والأوكرانى، حيث الحرب هى حرب دعاية مع كونها حربا بالسلاح، وهو صراع يشهد ضجيجا فى التعليقات والتحليلات التى تستند إلى أخبار يفترض أنها لا يمكن أن تكون صادقة تماما، خاصة هذه التحليلات التى تنطلق من انحيازات مطلقة أو كليشيهات، وكل من يتابع الحروب على مدى نصف القرن الأخير، يعلم أن الحقيقة هى أولى ضحايا الحرب، ومعها أبرياء من كل الأطراف يدفعون ثمنا من حياتهم وجيوبهم.
 
والحقيقة تصبح ضحية عندما يتم التخلى عن مبادئ راسخة، مثل الإصرار من قبل كل المؤسسات الرياضية على عدم خلط السياسة بالرياضة، لكن مع أول شرارة، تم خلط كل هذا ببعضه، حيث تم منع لاعبين روس ووقف مسابقات، وإلغاء مناسبات رياضية، وحتى الأدب والثقافة لم تخل من الهجوم، حيث أعلنت بعض جامعات أوروبا وقف تدريس الأدب الروسى وأعمال فيودور دوستويفسكى، وقد تمتد هذه التفاصيل إلى أعمال أخرى ورياضات، ورفض لاعبين روس، وبالطبع فإن روسيا تتهم الغرب بالنفاق، وعدم تطبيق ما يدعو إليه، لنكون أمام حرب تدور على الهواء، تتزايد الأخبار حولها، وتضيع الحقيقة، مع ضحايا أبرياء.
 

 

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة