تمر، اليوم، الذكرى الـ35 على رحيل الشاعر الكبير عبد الرحمن الخميسى، إذ رحل فى 1 أبريل عام 1987، وهو شاعر مصرى رومانسى تقلب بين مختلف ألوان الفن فى الشعر والقصة والمسرح والتمثيل والصحافة والتأليف الإذاعى والإخراج السينمائى وتعريب الأوبريت بل وتأليف الموسيقى والأغانى كتابة ولحنا، ومذيعا عرف بأنه "صاحب الصوت الذهبى".
ولد الخميسى فى 13 نوفمبر من عام 1920م، بمدينة بورسعيد، وتلقى تعليمه فى مدرسة القبة الثانوية بالمنصورة، لكنه لم يكمل دراسته بها، وفى سن مبكرة بدأ الخميسى يكتب الشعر ويرسل قصائده من المنصورة، فتنشرها كبرى المجلات الأدبية حينذاك، مثل "الرسالة" للأستاذ أحمد حسن الزيات، و"الثقافة" للأستاذ أحمد أمين.
وفى عام 1936م، قرر عبد الرحمن الخميسى، الانتقال للقاهرة، وهناك أجبرته الظروف على العمل بائعا فى محل بقالة وكمسرى، ومصححا فى مطبعة ومعلما فى مدرسة أهلية والنوم على آرائك الحدائق، كما جاب الريف مع فرقة "أحمد المسيرى" المسرحية الشعبية التى كان صاحبها يرتجل النصوص، وفى فترة لاحقة دخل إلى عالم الصحافة بانضمامه إلى جريدة المصرى لسان حال الوفد قبل ثورة 1952.
لمع الخميسى شاعرا من شعراء الرومانسية ومدرسة أبوللو بروادها الكبار: على محمود طه، ومحمود حسن إسماعيل، وإبراهيم ناجى، وغيرهم. وفى سنوات ما قبل ثورة 52 أخذت تظهر مجموعات الخميسى القصصية التى صورت طموح المجتمع المصرى.
لكن عبد الرحمن الخميسى، ربما تأتى من كونه كشاف للمواهب، فقد قدم العديد من المواهب المتميزة فى الفن والأدب، لكنه اشتهر فقط وتحقق وجوده الوحيد فى كونه مكتشف السندريلا سعاد حسنى، الذى قدمها لأول مرة فى فيلم "حسن ونعيمة" من تأليفه وإخراجه، لتقوم بدور البطولة أمام وجه آخر جديد يقدمه لأول مرة هو المطرب الكبير محرم فؤاد، منحازا لموهبتهم الكبيرة، رغم اعتراض منتج العمل وقتها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.
الخميسى قدم سعاد حسنى للإذاعة قبل الفيلم ولاقت رواجا شديدا واستقبلها الناس بلهفة وإعجاب، وبعد الفيلم احتفى الجمهور بالوجه الجميل الذى يطل عليه عبر شاشة السينما للمرة الأولى، لكن كيف ظلت العلاقة بين الأستاذ والتلميذة، وهل ظلت السندريلا على وفائها لمكتشفها الأول، أم أن شهرتها غيرتها فيما بعد؟
وبحسب كتاب "القديس الصعلوك" تأليف الكاتب الصحفي يوسف الشريف، والذى يتناول السيرة الذاتية للشاعر الراحل عبد الرحمن الخميسى، فإن السندريلا ظلت على وفائها لأستاذها، تشيد به فى كل أحاديثها الصحفية وفضله فى اكتشافها، وبدونه كيف كان مصيرها ومكانها فى الظل، مشيرا إلى أن من علامات وفائها أنها كانت تترد على أسرة الخميسى بعد أن هاجر من مصر وتعرض عليهم أن تقدم لهم أى شىء يحتاجونه، ولم يكن ذلك غريبا عليها فقد كان وفاءها بلا حدود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة