ينتظر المسلمون اليوم استطلاع هلال شهر رمضان المبارك، انتظارا لحلول الشهر الكريم للسنة 1343هـ، ويعد استطلاع رؤية هلال شهر الصيام من العادات القديمة لدى المصريين، وليلة الرؤية إحدى الليالى ذات الأهمية العظمى فى أنها تحدد للمسلمين بداية صوم شهر رمضان المبارك.
وعلى مدار التاريخ منذ الفتح الإسلامي لمصر، اختلفت مظاهر الاحتفال برؤية هلال رمضان فى مصر لتقلب الدول على حكامها الفاطميين والأمويين والعباسيين والعثمانيين والمماليك، فكل من هؤلاء له عاداته وتقاليده.
واختلف المؤرخون حول أول من خرج لرؤية هلال رمضان من قضاة مصر، فذكر السيوطى أن أول من خرج لرؤية الهلال القاضى غوث بن سليمان، وقيل إنه فى عام 155هـ خرج أول قاض لرؤية هلال رمضان وهو القاضى أبو عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة الذى ولى قضاء مصر، وخرج لنظر الهلال، وتبعه بعد ذلك القضاة لرؤيته، حيث كانت تعد لهم "دكة" على سفح جبل المقطم عرفت بـ"دكة القضاة"، يخرج إليها لاستطلاع الأهلة.
وقيل إن أول من خرج من الناس لرؤية هلال رمضان كان القاضي إبراهيم بن محمد، وذلك بمسجد يُدعى "محمود" أو "عبود" بالقرافة، أما شيخ المؤرخين أبو عمر الكندي "ت355هـ" فقد ذكر في كتابه "أخبار قضاة مصر" أن أول قاض ركب في الشهود لرؤية الهلال، هو القاضي أبو عبدالرحمن عبدالله بن لهيعة، الذي تولى قضاء مصر سنة (155هـ)، وقال الكندي: "طلب الناس هلال شهر رمضان، وابن لهيعة على القضاء، فلم يره أحد، وأتى رجلان فزعما أنهما قد رأياه فبعث بهما والى مصر موسى بن علي بن رباح إلى ابن لهيعة فسأل عن عدالتهما، فلم يُعرفا، واختلف الناس وشكوا في ذلك العام".
وفى العام التالي، خرج القاضي عبدالله بن لهيعة في جماعة ما أهل المسجد عُرفوا بالصلاح، فطلبوا الهلال، وكانوا يطلبونه بالجيزة، فتشكل بذلك أول موكب لمعاينة هلال رمضان، وبذلك كان ابن لهيعة هو الذي سن لمن جاء بعده من القضاة هذه السنة الحسنة، فكانوا يخرجون إلى جامع عبود بسفح جبل المقطم لرؤية الهلال فى شهري رجب وشعبان؛ لإثبات هلال رمضان.
وفى العام التالي، خرج القاضي عبدالله بن لهيعة في جماعة ما أهل المسجد عُرفوا بالصلاح، فطلبوا الهلال، وكانوا يطلبونه بالجيزة، فتشكل بذلك أول موكب لمعاينة هلال رمضان، وبذلك كان ابن لهيعة هو الذي سن لمن جاء بعده من القضاة هذه السنة الحسنة، فكانوا يخرجون إلى جامع عبود بسفح جبل المقطم لرؤية الهلال فى شهري رجب وشعبان؛ لإثبات هلال رمضان.
والقاضى غوث بن سليمان غوث بن سليمان الحضرمي، هو قاض مصري، كان اعلم الناس بمعاني القضاء وسياسته، ولم يكن بالفقيه العالم، ولي القضاء بمصر سنة 135- 140، وخرج إلى الصائفة بفلسطين، وعاد في سنته إلى القضاء بمصر، فاقام إلى سنة 144 واتهم بمكاتبة الاباضية في المغرب، فعزل وحبس. وحمل إلى بغداد، فاعتذر للخليفة ابي جعفر المنصور، فعذره ورده إلى مصر، فاقام بها، وأعيد إلى القضاء سنة 167 في ايام المهدي، فاستمر إلى أن توفى.
أما عبد الله بن لهيعة، ابن عقبة بن فرعان بن ربيعة بن ثوبان الحضرمي، أبو عبد الرحمن المصري القاضي، صدوق من السابعة، خلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما، وله في مسلم بعض شيء مقرون، مات سنة أربع وسبعين، وقد ناف على الثمانين، روى عن: الاعرج وابي الزبير ويزيد بن أبي حبيب وابي قبيل المعافري، وابي وهب الجيشاني وجعفر بن ربيعة، وحى بن عبد الله المعافري وخلق.