قال الدكتور علي جمعة، إن الشيخ محمد أبو زهرة تربى في الأزهر الشريف، وبعدما قضى مراحله الأولى على يد أشياخ أجلاء في بدايات القرن العشرين، حينها كان هناك نوع من أنواع التطوير في التدريس لإنشاء ما يسمى بمدرسة القضاء، ومدرسة القضاء الشرعي ستأخذ مناهجها وكتبها من الأزهر، افتتحت تلك المدرسة ودرس فيها علماء الأزهر، ومن بينهم الشيخ محمد أبو زهرة.
وأضاف خلال لقاءه مع الإعلامي عمرو خليل ببرنامج "مصر أرض المجددين" الذي يذاع على قناة "on": "صدرت طائفة تستطيع أن تتحمل مسؤولية القضاء الشرعي وكانت له محكمة مستقلة، وقضية التأليف في هذا المجال والوصل بين الفقه الإسلامي الموروث وبين التقنين المدني الحديث، بعض الناس يروا أن مدرسة القضاء الشرعي هي موازية للأزهر، وهي ليست كذلك، بل هي متفرعة منه".
وقال الدكتور على جمعة: "الشيخ أبو زهرة عندنا تخرج من القضاء الشرعي، وارتدى الزي المدني وهو البدلة، ودخل الأزهر يُدرس فيه بالبدلة، وبعدها فُتح قسم أصول الشريعة في كلية الحقوق، وبدأ حينها في جامعة القاهرة، والشيخ أبو زهرة كان سيدرس في تلك الكلية، فتعمد أن يرتدي الزي الأزهر".
وتابع: "الشيخ أبو زهرة أتى بمشروع تجديدي أبهر الجميع، كان متمكنا تمكن أمكن، هو أستاذ والدي في كلية الحقوق، فكان يحكي لي أبي أنه كان يخرج 5 جنيهات، وكانت لها قيمة كبيرة وقتها، ويقول يا أولاد، تلك الأموال ستكون لمن يجد خطأ في البلاغة أو الصرف أو النحو، وعلى مدار 4 سنوات، لم يستطع أحد أن يأتي بخطأ واحد، على الرغم من أن الطلاب كانوا متخصصين في اللغة".