يعد الإمام الذهبى، من أفذاذ عصره، وهو أحد أشهر مؤرخى الإسلام على مدار تاريخه، اشتهر بمعرفته الكبيرة بقواعد الجرح والتعديل للرجال، كما اهتم بتراجم العلماء ورجال الإسلام التى صارت أساس كثير من كتبه ومحور تفكيره التاريخى، وقيل أنه سمى الإمام الذهبى بالذهبى لأنه كان يزن الرجال كما يزن الجوهرجى الذهب.
الإمام الذهبى هو محمد بن أحمد بن عثمان بن قيم، أبو عبد الله، شمس الدين المعروف بالذهبي، وهو على المذهب الشافعى، ومؤرخ إسلامى، ولد الذهبى فى عام 748 للهجرة، فى دمشق حيث كانت كل عائلته هناك منذ عهد جده عثمان، وكان يعرف أحيانا باسم ابن الصائغ، فى إشارة إلى مهنة والده الذى كان يصنع الذهب.
وبدأ الذهبى دراسة الحديث الشريف وهو فى الثامنة عشر من عمره، ولم يدرس فى دمشق فقط، بل انتقل إلى بعلبك، وحمص، وحماة، ونابلس، والقاهرة، والإسكندرية، والقدس، والحجاز، وغيرها، عاد بعد رحلاته إلى دمشق ليدرس ويقوم بتأليف العديد من الأعمال، ويكون شهرة واسعة كخبير.
فى تدقيق الحديث، ومؤرخ موسوعى، وعالما فى القراءات القرآنية الأساسية، من أبرز تلاميذه فى القراءات هما: ابن ناصر الدين الدمشقى، وابن حجر العسقلانى، وقبل وفاة الذهبى بسنتين، فقد بصره، وكان عنده ثلاثة أطفال، ابنته الكبيرة أمة العزيز، وابنيه عبد الله وعبدالرحمن "أبو هريرة".
وألّف الذهبي حوالي مئة كتاب، وبعضها كان كبير الحجم. ألّف الذهبي في الطّبِّ النّبويّ، وصنّفه على أنّه طبٌّ بديل، وقارن بينه وبين معرفة العرب قبل الإسلام بالطّبِّ اليونانيّ البديل، وكان ينقلُ الكثير من أفكار ومصطلحات أبقراط، وابن سينا.
ومن مؤلّفاته كتاب الكبائر، وسير أعلام النّبلاء، وترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية، وإثبات الشّفاعة، وميزان الاعتدال، والسيرة النبوية من كتاب تاريخ الإسلام، وأهل المئة وتذكرة الحفاظ والموقظة في علم مصطلح الحديث ومختصر العلوم، والعبر من فوائد السير، وتاريخ الإسلام الكبير.
و قال عنه ابن حجر العسقلانى: كان الذهبي أغنى علماء عصره، وكان النّاس يتوقون للحصول على كتبه، والسّفر إليه لهذا الغرض، ونشر كتبه من خلال قراءتها ونسخها، إنّه من بين أولئك الذين لديهم إتقان تامٌّ في مجال علم السّند والرّواية وتوفّي الذهبي رحمه الله ليلة الاثنين في الثّالث من شهر ذي القعدة من عام 748 للهجرة، ودفن في اليوم التّالي في مقبرة الباب الصّغير في دمشق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة