يعد الإمام أحمد بن شعيب النسائى، أحد أشهر أئمة الحديث النبوى الشريف، وهو صاحب السنن الصغرى والكبرى، المعروف بسنن النسائى، وهو أحد علماء الأمة منأكبر أئمة الحديث، حتى أن السيوطي، قال عنه: "النسائى مجدد المائة الثالثة"، وله مسيرة علمية غاية في الأهمية.
هو أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار النسائي، وكنيته "أبو عبد الرحمن"، ولد العام 829م (215هـ)، فى مدينة نَسا، من بلاد خراسان قديماً، وتقع بين إيران وأفغانستان حالياً، لا يعرف الكثير عن بداياته في مسقط رأسه، مما يدل على أنه نشأ في أسرة متواضعة العلم والمكانة.
وقد عاصر الإمام النسائي عشرة من خلفاء بنى العباس، فقد ولد فى نهاية عصر المأمون، وقتل العام "915م/ 303هـ" في عصر المقتدر بالله أبي الفضل جعفر بن أحمد المعتضد.
سنن النسائى هو كتاب من كتب الحديث، جمع فيه الإمام النسائى ما صح عنده من حديث النبى - صلى الله عليه وسلم - بما وافق شروطه وضوابطه فى جمع الحديث، وهو بالأصل منتخب ومستخلص من كتاب آخر كتبه النسائي سماه السنن الكبرى، حيث انتخب منه كتاب المجتبى الذى اشتهر بسنن النسائي.
أما مميزات كتاب النسائي ومكانته فهي: أحد الكتب الحديث الستة المشهورة، تأتى مرتبته بعد الصحيحين، لما جاء فيه من الأحاديث الصحيحة، له شروط شديدة وعالية فى انتقاد الرواة، ليأخذ من الحديث ما صح، فضبط رواته وشدد الثقة بهم، حتى كانت شروطه أشد من شروط أصحاب الكتب الثلاث غير الصحيحين من الكتب الستة المشهورة، جمع الإمام النسائى فى سننه بين الفقه والإسناد، فنجد أنه رتب الأحاديث حسب الأبواب، ووضع لكل باب منها عناوين، وجمع أسانيد الحديث الواحد فى مكان واحد.
أنتج الكثير من مؤلفاته فى مصر، عصر الدولة الطولونية، كما تمكن من استخراج "السنن الصغرى"، من كتابه "السنن الكبرى"، وقد روى ابن الأثير أن "أحد الأمراء، على الأرجح أحمد بن طولون، سأل النسائي: هل كل ما فى كتاب السنن صحيح؟ فقال: لا، فقال له: أخرج لنا الصحيح منه، فعمد إلى ذلك فترة من الزمن، فأخرج كتابه العمدة "السنن الصغرى".
دفع النسائى حياته فى وجه التعصب والتطرف وهو من وصفه الدارقطني إنه "أعلم من مسلم"، وقال عنه الذهبى: "كان بحراً من العلوم، ولا نظير له فى علمه"، فكان قدره أن يموت على يد الجهال والدهماء والمتعصبين، الذين لا يعرفون الحق من الباطل والعالم من الجاهل، كما هو دأبهم في كل زمان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة