قررت القوات المسلحة المصرية الثأر للشهيد البطل الفريق أول عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الذى استشهد بعدوان إسرائيلى وهو بين جنوده على الجبهة يوم 9 مارس 1969، ووفقا للباحثة «إنجى محمد جنيدى» فى كتابها «حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل 1967-1970»: تم قصف مدفعى شديد يوم التاسع من مارس 1969، كما نفذت أعمال خاصة للثأر، والتخطيط لعملية ضد نقطة لسان التمساح، وهى نفس النقطة التى أصيب فيها الفريق رياض.
تذكر«الأهرام» فى مانشيتها الرئيسى، 21 إبريل 1969 تفاصيل عملية «لسان التمساح»، مؤكدة أنها «عملية عسكرية من نوع جديد»، تضيف: عبرت وحدة من القوات الخاصة المصرية قناة السويس، واقتحمت أحد مواقع العدو واشتبكت مع أفراده فى قتال مباشر، وسيطرت على هذا الموقع سيطرة كاملة ساعتين، ولم تتركه إلا بعد أن قتلت وأصابت كل من فيه من الضباط والجنود، وعادت سالمة ومعها علم الموقع، وأسلحة إسرائيلية خفيفة.
تقول «الأهرام»: إن وحدة خاصة عبرت القناة فى السابعة مساء السبت 19 إبريل، مثل هذا اليوم، 1969، واقتحمت موقع العدو على لسان التمساح، المواجه لمدينة الإسماعيلية، وقتلت وأصابت ما لا يقل عن 30 ضابطا وجنديا من جنود العدو داخل الدشم المحصنة، كما دمرت العربات المدرعة ومخازن الذخيرة الموجودة بالموقع، وسيطرت القوة على الموقع تماما حتى تم تطهيره فى الساعة التاسعة والنصف، حيث بدأت فى العودة إلى قواعدها، واشتبكت أثناء ذلك مع دبابات للعدو حاولت التدخل، ونجحت قواتنا فى تدمير إحداها، وعادت جميع القوة إلى قاعدتها سالمة، وأصيب فردان إصابات طفيفة حملهما رفاقهما طوال طريق العودة الحافل بالمخاطر.
تؤكد الأهرام، أن إسرائيل اعترفت بالعملية، ولكن بعد أكثر من 20 ساعة، وأكثر من خمس ساعات من البيان المصرى عنها، وفيما اكتفى البيان العسكرى المصرى بتعريف المجموعة باسم «وحدة القوات المصرية الخاصة»، يكشف الكاتب الصحفى محمد الشافعى تفاصيلها فى كتابه «حكاية المجموعة 39 قتال»، مؤكدا: «هذه العملية كانت بقيادة البطل العقيد إبراهيم الرفاعى قائد «مجموعة 39 قتال»، التى تشكلت فى 24 يوليو 1969 على أن تتبع فرع العمليات الخاصة بإدارة المخابرات الحربية»، بما يعنى أن «عملية لسان التمساح»، 19 إبريل1969، كانت قبل تشكيل «المجموعة 39 قتال» بأكثر من ثلاثة أشهر، لكن«الرفاعى» ورجاله، وفقا للشافعى، كانوا يواصلون تنفيذ عملياتهم الخاصة ضد العدو تحت اسم «منظمة سيناء العربية» لفترة، ثم «الكوماندوز المصريون» لفترة، وفى النهاية، تم إطلاق اسم «المجموعة 39 قتال».
يذكر «الشافعى» عن تفاصيل «عملية لسان التمساح»، أن الرفاعى اجتمع بمكتبه يوم 17 إبريل 1969 مع الرائد عالى نصر، والرائد رجائى عطية، والرائد إسلام توفيق، والنقيب محيى نوح، والنقيب حنفى معوض، والملازم أول وسام حافظ، والملازم أول وئام سالم، والملازم أول ماجد ناشد، والملازم أول محسن طه، وطالبهم بتجهيز قوارب وذخيرة وألغام وقواذف مضادة للدبابات، ولم يكشف السبب، وأمر بأن يكون مع أحمد رجائى عطية 12 مقاتلا، ومثلهم مع وئام سالم، و12 مع حنفى معوض، ومع ماجد ناشد 3 فقط، و4 مع محسن طه، إضافة إلى 10ألغام مضادة للدبابات، وأكد أن الجميع سيتحرك إلى الإسماعيلية صباح الجمعة 18 إبريل، وفى الإسماعيلية، كشف أن العملية ستكون «الإغارة على النقطة الحصينة لموقع لسان التمساح، شرق بحيرة التمساح، المكون من 4 دشم، وحدد مهمة قائد كل مجموعة.. الرائد أحمد رجائى لمهاجمة الدشمة واحد، والنقيب محيى نوح لمهاجمة الدشمة 2، والملازم أول وئام سالم لمهاجمة الدشمة 3، والنقيب حنفى معوض لمهاجمة الدشمة 4، إضافة إلى مجموعة قطع الطريق بقيادة الملازم أول محسن طه.
بعد صلاة المغرب 19 إبريل 1969 تحركوا من مكتب مخابرات الإسماعيلية، وقفز أبطال العملية فى 6 قوارب، وحسب الشافعى: أثناء العبور كانت مدفعية الجيش الثانى تواصل دك مواقع العدو وشرق القناة، ووصلت كل مجموعة إلى الدشمة المحددة لها، وتعاملت مع الأهداف بقوة، وبعد تدمير الدشم الأربع أمر«الرفاعى» بالعودة إلى القوارب، وعاودت مدفعية الجيش الثانى دك موقع العدو فى الضفة الشرقية للقناة، لتأمين العودة إلى الضفة الغربية، يذكر الشافعى، أن خسائر العدو شملت تدمير الموقع بمخازن الذخيرة، وعربة نصف جنزير، وإعطاب دبابتين، وقتل ما لا يقل عن 40 جنديا إسرائيليا، وعاد الأبطال المصريون سالمين ماعدا إصابتين خفيفتين للنقيب محيى نوح، والمساعد أول محمود الجيزى، وانتقلا إلى مستشفى القصاصين ومنها بطائرة إلى مستشفى المعادى، واستقبلهما اللواء محمد أحمد صادق، قائد المخابرات الحربية، وزارهما الرئيس جمال عبدالناصر، وأجرى حوارا مطولا مع النقيب محيى نوح، كما زارهما الفريق أول محمد فوزى وزير الحربية، ثم زار المجموعة فى مقرها بالمخابرات الحربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة