يمر اليوم ربع قرن على رحيل مسحراتى الفن وعبقرى الموسيقى الفنان الكبير سيد مكاوى الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 21 إبريل من عام 1997 بعد رحلة مع الحياة والموسيقى كان فيها نموذجاً إنسانياً وفنياً فريداً وقدم خلالها روائع موسيقية عابرة للأجيال.
سيد مكاوى أحد عمالقة الفن ومبدعيه الذى ترك لنا مئات الروائع التى لا تعد ولا تحصى، فنشر البهجة والحب بألحانه وأغانيه التى تحمل بهجة روحه الطيبة، وأصبح معلما من معالم شهر رمضان، بروائع المسحراتى التى وصف فيها حياتنا وقدمها بالتعاون مع الشاعر فؤاد حداد، كما قدم معه رائعته الأرض بتتكلم عربى، فضلًا عن روائعه مع صديق عمره صلاح جاهين، ومنها أوبريت الليلة الكبيرة، وأغنية هنحارب، والدرس انتهى لموا الكراريس، والرباعيات، كما قدم أعمالًا دينية عديدة للإذاعة المصرية، ووضع اللحن الشهير لأسماء الله الحسنى بصوت 35 شيخًا، وقدم «مولد الهادى» و«حيارى على باب الغفران» لليلى مراد وأدعية رمضانية مع وردة، فضلًا عن أجمل الأغانى التى تبعث على التفاؤل مثل «أوقاتى بتحلو»، «عندك شك ف إيه»، «حلوين من يومنا والله»، «وحياتك يا حبيبى»، «ليلة امبارح»، «كده أجمل انسجام»، «يا حلاوة الدنيا»، كما لحن لكوكب الشرق أم كلثوم أغنية يامسهرنى، وتعاون مع عمالقة الطرب.
نشأ سيد مكاوى فى حارة قبودان بالسيدة زينب لأسرة لديها 3 بنات و3 أولاد، وهو من مواليد عام 1928، وفى طفولته أصابه التهاب فى عينيه وعالجَته أمه بالطب الشعبى نظرًا لضيق الحال، وذلك بإضافة مسحوق البُنّ فى عينيه، ففقد بصره بالكامل، ورغم مرارة هذه الواقعة كان يتذكر هذه الواقعة ضاحكًا، ويقول: «مش كانوا يحطُّوا لى شاى أظرف؟»، وبعدها أرسلته أمه ليتعلم القرآن فى الكتاب كما كان يحدث مع كل ممن فقد بصره، حيث حفظ القرآن كاملًا، ثم توفى والده واضطر سيد مكاوى إلى إعالة الأسرة حيث عمل مقرئًا ومنشدًا فى الموالد.
وفى حوار مع أميرة سيد مكاوى ابنة الموسيقار الكبير مع اليوم السابع كشفت كيف بدأت موهبة وشغفه بالموسيقى منذ الصغر.
وقالت أميرة مكاوى لليوم السابع:" رغم أن والدته لم تكن متعلمة، إلا أنها كانت تشترى له الأسطوانات القديمة من بائع الروبابيكيا، لذا حفظ أبى عن ظهر قلب آلاف الألحان القديمة التى أصقلت موهبته فى التلحين، كما أن حفظه للقرآن زاد من إحساسه المرهف، ثم تعرف على أول صديقين فى تاريخه الفنى وهما الشقيقان إسماعيل رأفت ومحمود رأفت وكانا من أبناء الأثرياء ومن هواة الموسيقى وكانا لديهما فى المنزل آلاف الأسطوانات من تراث الموسيقى الشرقية وكان والدى لديه ذاكرة موسيقية كبيرة، ويحفظ الألحان بسرعة وكون مع صديقيه ما يشبه التخت لإحياء حفلات الأصدقاء"
تقدم سيد مكاوى للإذاعة كمطرب وليس كملحن وأُجيز بأغنية لحنها عبدالعظيم محمد، ثم بدأ طريق التلحين بأغنية «حكايتنا إحنا الاتنين»، لليلى مراد وظل ملحنا لفترة طويلة إلى أن حدث العدوان الثلاثى والنكسة فبدأت تنتشر الحفلات وجمع التبرعات للجيش، وبدأ يغنى فى هذه الحفلات ومن هنا تحول من ملحن إلى ملحن ومطرب وحقق نجاحاً وشهرة كبيرة وسعى كبار المطربين كى يلحن لهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة