يسرد "اليوم السابع" لقرائه يوميا خلال شهر رمضان الكريم قصة عائلة رياضية مسلطا الضوء على تاريخها وإنجازها الكروي وما قدمته هذه الشجرة من مواهب كبيرة كان لها الدور الفعال في إثراء الملاعب والحياة الكروية.
وبطل قصة اليوم هي عائلة "سليم" الأهلاوية التي قدمت 3 أشقاء هم صالح وعبد الوهاب وطارق الذين تربوا بين جدارن القلعة الحمراء وحصدوا مع الأحمر العديد من الألقاب والبطولات التي كان لها دورا كبيرا في مسيرتهم الرياضية.
صالح سليم
بدأ بقطاع الناشئين بالنادى الأهلى، ثم الفريق الأول عام "1948"، وظهر لأول مرة فى مباراة الأهلى أمام المصرى البورسعيدى بملعب الأهلى بالجزيرة، وفاز الأهلى بثلاثية نظيفة سجل خلالها صالح سليم باكورة أهدافه الرسمية، وكان ذلك يوم الجمعة "5 نوفمبر 1948" فى الأسبوع الثالث لأول مسابقة الدورى الممتاز،واستمر حتى موسم "1966-1967"، حيث لعب آخر مباراة له أمام الطيران "11 نوفمبر 1966" بفاصل زمنى "18" عاما وستة أيام.
واستطاع صالح سليم أن يحقق مع النادى الأهلى 11 بطولة دورى من أصل 15 بطولة شارك فيها منذ بداية الدورى المصرى لكرة القدم عام 1948، وكذلك حقق مع النادى الأهلى بطولة كأس مصر 8 مرات، كما أحرز مع فريقه كأس الجمهورية العربية المتحدة عام 1961.
لعب صالح سليم مع فريق الأهلى أكثر من "185" مباراة، وسجل "99" هدفا بواقع "78" فى الدورى ثالث هدافى الأهلى فى المسابقة، و"17" فى كأس مصر، وثلاثة أهداف فى كأس الجمهورية المتحدة، وهدف فى دورى منطقة القاهرة.
صالح سليم صاحب الرقم القياسى للتهديف الشخصى فى مباراة واحدة بتسجيل "7" أهداف فى شباك الإسماعيلى 1958، وصاحب الرقم القياسى فى الفوز المتتالى بلقب الدورى "9" مواسم بالمشاركة مع توتو لاعب الأهلى.
وعلى المستوى الدولى انضم صالح سليم لمنتخب مصر لكرة القدم عام 1950، وكان قائد الفريق الذى فاز بكأس بطولة الأمم الأفريقية عام 1959 بالقاهرة، كما شارك مع المنتخب الوطنى فى دورة الألعاب الأولمبية بروما عام 1960.
ويعد أسطورة الأهلى فى فترة الستينيات "صالح سليم" أبرز الرياضيين فى تاريخ مصر الذين نجحوا فى عالم السينما بدوره فى فيلم "الشموع السوداء"، الذى شهد على موهبته الفنية، لكنه تعرض لنقد شديد من أصحاب الأقلام السواء نقاد أو سينمائيين ما جعله يرفض استكمال مشواره فى السينما مكتفيا بـ3 أفلام فقط هم "السبع بنات، الباب المفتوح، الشموع السوداء".كما تقلد صالح سليم منصب مدير الكرة ثم عضو مجلس إدارة ثم رئيس النادى الأهلى حتى وفاته فى مايو 2002.
صالح سليم
طارق سليم
كان طارق سليم لاعبًا بارزًا، وأحد أشهر من شغل منصب مدير الكرة، والمشرف العام على الكرة، وعضو لجنة الكرة بالنادى الأهلى، بالإضافة لتقلده منصب كبير الطيارين فى شركة مصر للطيران.
وخطى طارق سليم أولى خطواته داخل النادى الأهلى لاعبا فى فرق الناشئين إلى أن لعب بالفريق الأول فى أول مباراة له أمام فريق السويس بملعب السويس، حيث وضعه الكابتن مختار التتش فى التشكيل، وذلك لغياب أحمد مكاوى وصالح سليم وكان مركز طارق سليم بالملعب آنذاك قلب هجوم، وأحرز طارق سليم فى هذه المباراة هدفين ليخرج الأهلى فائزا 4 / 0.
كانت أمنية طارق سليم أن يصبح طيارا وعندما تخرج من مدرسة السعيدية الثانوية، تبادر لذهنه أن يتقدم للالتحاق بالكلية الجوية وذلك لتحقيق أمنية حياته بأن يصبح طيارا، حيث تقدم طارق سليم للاختبارات إلا أن أحد الاختبارات وقف له بالمرصاد وحول حلمه بالالتحاق بالكلية الجوية إلى سراب بعد أن رسب فى الاختبار النفسى، فقال الطبيب النفسى إن ثقته بنفسه أكثر من اللازم تشكل خطورة على حياة الطيار.
ولم ييأس كعادته طارق سليم ودخل كلية التجارة وبعدها تقدم للالتحاق بالكلية الحربية ونجح فى ذلك، إلا أنه تقدم باستقالته منها بعد بضعة شهور، ثم التحق بمعهد مصر للطيران إلى أن حصل على شارة طيار عام 1963.
اعتزل طارق عام 1965 بعد 17 عاما بقميص النادى، واتجه لمهنته الأصلية فعمل طياراً حتى أصبح كبير الطيارين خلال عمله فى الشركة الوطنية للطيران، وتعرض لوعكة صحية فى آخر أيام حياته حتى وافته المنية يوم 16 يوليو عام 2016.
آل سليم
عبد الوهاب سليم
ويعتبر عبد الوهاب سليم الشقيق الأوسط بين صالح وطارق، ولم يحقق شهرة واسعة وكبيرة مثل شقيقيه الآخرين حيث بدأ مشواره مع النادي الأهلي عام 1951 في الفريق الأول، ولعب كظهير أيمن، واستطاع أن يحصد 7 ألقاب للدوري مع النادي الأحمر و4 بطولات لكأس مصر، بالإضافة إلى كأس الوحدة بين مصر وسوريا.
وأعلن اعتزاله عام 1961، بعد ذلك أنتخب عضواً لمجلس إدارة الأهلي عام 1962 ليكون أصغر الأعضاء سناً في هذا التوقيت واستمر عضواً بمجلس الإدارة حتى عام 1966. وفي عام 1968 عين مديراً للكرة ورفض وقتها تقاضي أي راتب ليعمل بصورة تطوعية، واستمر في منصبه حتى أوائل الثمانينيات. كما عمل أيضاً وكيلاً لاتحاد كرة القدم، توفي عبد الوهاب سليم عام 1997 بعد مشوار حافل بالعطاء يليق بأحد أبناء أسرة سليم الأهلاوية العريقة.
صالج
صالح وطارق