حالة كبيرة من الارتباط لدى المصريين تربطهم بالمقاهى المنتشرة فى شوارع وميادين المحروسة، يملكون فيها الكثير من الحكاوى، يستلهمون من جلساتها المتعددة حكاويهم، وتتنوع ثقافتهم باختلاف مرتاديها، لها طابعها المختلف وتاريخها الخاص، فهى شاهدة على أحداث سياسية وثقافية واجتماعية مهمة فى تاريخ البلد، وبخاصة فى التاريخ الحديث، ومنذ انتشارها خلال القرن الثامن عشر، أصبحت جزءًا ومكانًا شبه مألوف لدى المصريون وكأنها بيتهم الثاني.
استمرت المقاهي القاهرية تمثل مركزًا للمعارضة السياسية والتمرد الفكري دائما، حتى إنه في ظل حكم محمد علي باشا، كانت ترسل الجواسيس للمقاهي من أجل رصد مختلف النقاشات التي تجري في الحياة العامة للرعية.
وينسب للمستشرق السويدي دوهسون، واقعة إغلاق المقاهي في عهد الوالى محمد على باشا، والتي قال إنها كانت لأسباب سياسية، ففي عهد السلطان مراد الرابع العثمانى، كانت المقاهي أماكن لقاء لأشخاص وجنود "متمردين"، مذكرا بأن حكومة محمد علي، في مصر، وفي قلب القرن التاسع عشر كانت شديدة القلق من أحاديث التمرد والعصيان في مقاهي القاهرة، بحيث جندت "جواسيس" لكي تصغى للأحاديث التي تدور في المقاهي.
ومع ذلك، على الرغم من الجهود التي بذلتها الدولة على مر التاريخ للقضاء على المقاهي في القاهرة، إلا أنها استمرت في الوجود كمركز ومنتدى للحركات الثقافية والفنية والاجتماعية والسياسية، بالإضافة لمجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات تبعا للسياقات المختلفة، فكانت تستخدم كأماكن لأداء الموسيقى والرقص والمسرح وأعمال الأدب والفنون التي ولدت داخلها، بالإضافة إلى الاحتفالات الدينية مثل الموالد، واعتبرت هذه الفنون المصرية قي مجموعها جزء من التراث الشعبي المنقول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة