سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 28 إبريل 1965.. الرئيس التونسى «بورقيبة» يدعو إلى الاعتراف بإسرائيل وعبدالناصر يرفض تسلم رسالته المقفلة.. و50 ألفا يتظاهرون فى القاهرة احتجاجا

الخميس، 28 أبريل 2022 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 28 إبريل 1965.. الرئيس التونسى «بورقيبة» يدعو إلى الاعتراف بإسرائيل وعبدالناصر يرفض تسلم رسالته المقفلة.. و50 ألفا يتظاهرون فى القاهرة احتجاجا بورقيبة
سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعا الرئيس التونسى الحبيب بورقيبة، إلى الاعتراف بإسرائيل، وإجراء مفاوضات صلح مع إسرائيل والفلسطينيين، وقال إن هذه المفاوضات يجب أن تتم فى دولة محايدة، حسبما ذكرت جريدة «الأخبار» فى عددها يوم 23 إبريل 1965، وكشفت أن تصريحات «بورقيبة» قالها فى خطاب ألقاه منذ يومين، وبقى الخطاب سرا لا يعرف أحد عنه شيئا، إلى أن نشرته الصحف التونسية يوم 22 إبريل 1965، التى ذكرت أن الزعيم التونسى اقترح حلا لمشكلة فلسطين يقوم على اعتراف الدول العربية بإسرائيل بحدودها التى حددتها الأمم المتحدة مقابل أن تقوم إسرائيل بتقديم تعويضات للاجئين الفلسطينيين، وكشفت أن هذه الاقتراحات جاءت ضمن خطاب ألقاه فى اجتماع للطلبة التونسيين الأعضاء فى حزب الدستور الذى يتزعمه، ويذكر الكاتب الصحفى الصافى سعيد، فى كتابه «بورقيبة سيرة شبه محرمة»، أن بورقيبة قال تصريحا مثيرا لجريدة لوموند الفرنسية، قال فيه: «لوكنت قائدا فلسطينيا فإننى لن أتردد فى الذهاب إلى تل أبيب واللقاء بزعمائها».
 
أحدثت هذه التصريحات صدمة فى العالم العربى شعبيا ورسميا، والذى كان فى حالة حرب مع إسرائيل، وعلى الصعيد التونسى يذكر الصافى سعيد: «إن التونسيين لم يكونوا كلهم على رأى ملكهم أو أميرهم، فهو بالنسبة إلى البعض داعية استسلام، وهو بالنسبة إلى البعض الآخر معاد للعروبة ومحب للانشقاق ولا يعول على كلامه لأنه ليس إلا الجانب الآخر من الميدالية العربية، أما الدستوريين فقد أخذوا خطاب زعيمهم على أنه كلام مقدس، يجب أن يسقى هذه الأرض العطشى للدم والانتقام، ثم انتصبوا كوسطاء للسلام بين العرب وإسرائيل».
 
تفاعلت ردود الفعل الساخنة عربيا وإسرائيليا، ففى 28 إبريل، مثل هذا اليوم، 1965 رحب رئيس الوزراء الإسرائيلى ليفى أشكول، بمقترحات «بورقيبة»، وتذكر الأخبار، 29 إبريل 1965، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى يرحب بالاتجاهات الجديدة فى العالم العربى التى برزت من تحت الشعور العدائى، وأضافت: «اعترض أشكول على قيام إسرائيل بتقديم تنازلات إقليمية جديدة».
 
فى نفس اليوم «28 إبريل 1965»، حضر إلى القاهرة من تونس السفير التونسى بمصر، وتذكر «الأخبار» 29 إبريل، أن الرئيس جمال عبدالناصر رفض مقابلته أو تسلم الرسالة التى يحملها من الحبيب بورقيبة، وأضافت «الأخبار»، أن الرسالة التى يحملها السفير كانت «مقفلة» من بورقيبة إلى عبدالناصر، وأن السفير سيعود بالرسالة «مقفلة»، وعلى أثر ذلك أعلنت الحكومة التونسية سحب سفيرها وكذلك كل أعضاء السفارة، وذكرت «الأخبار»، أن السفير توجه إلى الجامعة العربية وقابل عبدالخالق حسونة أمينها العام الذى أعلن بعد اللقاء أن السفير قال له إنه جاء إلى القاهرة «لإصلاح ما أفسده الدهر».
 
تضيف «الأخبار»، أن السفير توجه بعد ذلك إلى وزارة الخارجية وقابل الدكتور محمد حسن الزيات، وكيل الوزارة، وبعد الظهر اتصل السفير بالدكتور سيد نوفل الأمين المساعد للجامعة العربية تليفونيا، وأبلغه أن حكومته قررت سحبه، وأنه لهذا يعتذر عن عدم حضور اجتماع ممثلى الملوك والرؤساء العرب، وكان هذا الاجتماع بدأ فى بحث مذكرة مقدمة من أحمد الشقيرى، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية بشأن هذه التصريحات، وقال فيها إنها تحلل كامل من الهدف المقدس الذى اجتمعت عليه الأمة العربية بتحرير فلسطين، وأقرته قرارات الدول العربية وميثاق الجامعة العربية، وأنها انطوت على تجاهل كامل لمشيئة الشعب الفلسطينى، الذى هو صاحب الحق الأول فى وطنه وفى تقرير مصيره، وطالب «الشقيرى» باتخاذ إجراءات حاسمة ضد بورقيبة لأن كارثة فلسطين وهزيمة 1948 كان من أهم أسبابها خيانة عدد من المسؤولين العرب».
 
على الصعيد الشعبى، خرجت مظاهرات ضخمة فى القاهرة يوم 28 إبريل تستنكر تصريحات «بورقيبة»، وتذكر «الأخبار» 29 إبريل، أن المظاهرات ضمن أكثر من 50 ألفا من الشباب ووفود المنظمات والاتحادات العربية والطلبة الأفريقيين والآسيويين واتحاد عمال فلسطين، ورابطة الطلبة الفلسطينيين، وطلبة البعوث الإسلامية وطلبة جامعة الأزهر، تضيف «الأخبار»: «حاول المتظاهرون اقتحام السفارة التونسية فتصدت لهم قوات الأمن، وقامت معركة بين المتظاهرين وقوات الأمن، أصيب فيها 15 طالبا و12 جنديا بإصابات مختلفة، واضطرت قوات الأمن عند السفارة التونسية إلى إطلاق الرصاص فى الهواء وإلقاء الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، وتمكن بعضهم من التسلل إلى منزل السفير التونسى فى الشارع الخلفى، وأشعلوا الستائر فى المنزل، وكان طلبة من تونس يدرسون فى القاهرة يقودون المظاهرات التى توقفت فى الشوارع منذ الصباح وهى تهتف بسقوط بورقيبة، تذكر «الأخبار»: «كان أبناء فلسطين ينشدون: اسكت أسكت يا غدار..بعت شعبك بالدولار.. اسكت اسكت يا عميل.. لا تقسيم ولا تدويل»، وكان المتظاهرون يحملون لافتات ضخمة تحمل العبارات التى تطالب بطرد بورقيبة من الجامعة العربية».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة