نشأت طائفة الحشاشين أواخر القرن الخامس الهجرى على يد حسن الصباح وقد انفصلت الطائفة الإسماعيلية التى أسماها أتباعها الدعوة الجديدة كما ورد في كتاب "الملل والنحل" للشهرستانى عن الفاطميين لتدعو إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء مِن نسله، واشتهرت بين القرنين الخامس والسابع الهجري وكانت معاقلهم الأساسية في بلاد فارس وفي الشام بعد أن هاجر إليها بعضهم من إيران، واتخذوا من قلعة آلموت في فارس مركزاً لنشر دعوتهم؛ وترسيخ أركان دولتهم.
واختلف المؤرخون على أسباب تسمية الحشاشين بهذا الاسم، فعزاه البعض إلى الحشيش الذى كان مقاتلو هذه الجماعة يتعاطونه، أما البعض الآخر، فعزوا التسمية إلى أن الأصل الاشتقاقى لكلمة الحشاشين هو Assassin، أى "القتلة" وهذه لفظة كان يطلقها الفرنسيون الصليبيون على الإسماعيلية الذين كانوا يفتكون بملوكهم وقادة جيوشهم.
ووفقاً لكتاب "حركة الحشاشين.. تاريخ وعقائد أخطر فرقة سرية فى العالم الإسلامى" لـ محمد عثمان الخشت، كان على "الصباح" أن يختار المكان الذى سيلتقى فيه هو وأتباعه والذى ستظهر منه معتقدات الحشاشين ونشاطهم الاغتيالى، وقد أسس حسن الصباح فرقة مكونة من أكثر المخلصين للعقيدة الإسماعيلية وسماها "الفدائيون"، وتم تدريب هذه الفرقة على الأسلحة المعروفة، ولا سيما الخناجر، وتم تعليمهم الاختفاء والسرية، وأن يقتل الفدائى نفسه فى حالة الخطر قبل أن يبوح بكلمة واحدة من أسرارهم.
كانت الاستراتيجية العسكرية للحشاشين تعتمد على الاغتيالات التى يقوم بها وتمكنوا من اغتيال العديد من الشخصيات المهمة جداً فى ذلك الوقت، مثل الوزير السلجوقي نظام الملك والخليفة العباسي المسترشد والراشد وملك بيت المقدس كونراد، الذى تم اغتياله فى مثل هذا اليوم من عام 1192.
وقد نفذت طائفة الحشاشين عملية اغتيال الوزير السلجوقى "نظام الملك الطوسي" بعد عدة أسابيع من وفاة السلطان ملكشاه عام 485 بعد محاولته اقتحام قلعتهم، وقد كان اغتيال نظام الملك من أوائل عمليات الاغتيال الكبرى التي قام بها الحشاشون وفقا لكتاب الذهبى تاريخ الإسلام.
ويعتبر المركيز "كونراد دى مونفيرا" ملك بيت المقدس الصليبى، أول ضحايا الحشاشين من غير المسلمين، حيث تذكر مصادر تاريخية أن الاغتيال تم بناء على توجيهات ريتشارد قلب الأسد، الذى وصلت العداوة بينه وبين "دى مونفيرا" ذروتها فى تلك الفترة وقد اغتاله الحشاشون بأن اثنين من عناصرهم ليطعنوا المركيز كونراد دى مونفيرا.
قضى المغول بقيادة هولاكو على هذه الطائفة في فارس سنة 1256ميلادية بعد مذبحة كبيرة وإحراق للقلاع والمكاتب الإسماعيلية، وسرعان ما تهاوت الحركة في الشام أيضاً على يد الظاهر بيبرس سنة 1273ميلادية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة