كانت أجود زوجات النبى صلى الله عليه وسلم وأبرهن باليتامى والمساكين، ولقبت بـ«أم المساكين» فى الجاهلية لرحمتها إياهم ورقتها عليهم، وصفها الجميع بالطيبة والكرم والعطف على الفقراء والمساكين فى الجاهلية والإسلام، ولا يكاد اسمها يذكر فى أى كتاب إلا مقرونا بلقبها الكريم «أم المساكين»، إنها السيدة زينب بنت خزيمة رضى الله عنها، التى أكرمها اللَّه عز وجل بالزواج من رسوله وجعلها فى كنفه وإلى جواره.
لقاؤنا اليوم فى الحلقة الجديدة من «حكايات بيت النبوة»، مع خامس زوجات النبى صلى الله عليه وسلم، وهى السيدة زينب بنت خزيمة التى كرمت بدخول بيت النبوة بعد وفاة زوجها فى إحدى الغزوات، وظلت وحيدة تعمل على تعليم الناس والاهتمام بالمساكين، حتى كرمها الله بالزواج من نبيه الكريم.
زواج السيدة زينب من النبى
تزوج النبى صلى الله عليه وسلم السيدة زينب فى العام الثالث للهجرة، بعد استشهاد زوجها فى إحدى الغزوات، وتركها بلا راع ولا أحد يقوم على أمرها، فجاءت رحمة الله بزواجها من النبى الكريم ليكون زواجه منها رحمة بها واحتضانا لها.
خلاف حول مدة إقامتها ببيت النبى
اختلف المؤرخون فى المدة التى قضتها السيدة زينب فى بيت النبوة، فجاءت إحدى الروايات تقول: «كان دخوله صلى الله عليه وسلم بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر رضى الله عنها، ثم لم تلبث عنده شهرين أو ثلاثة وماتت»، وفى روايات أخرى، مكثت السيدة زينب فى البيت النبوى ثمانية أشهر وتوفاها الله تعالى فى عمر الثلاثين.
وفاة زينب بنت خزيمة
فى ربيع الآخر من السنة الرابعة للهجرة، توفيت السيدة زينب، وصلَّى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنها بالبقيع فى شهر ربيع الآخر 4 هـ، فكانت أول من دفن فيه من أمهات المؤمنين، ولم يمت منهن- أمهات المؤمنين- فى حياته غير خديجة بنت خويلد أم المؤمنين الأولى ومدفنها بالحجون فى مكة، وحينما توفيت تجددت أحزان النبى صلى الله عليه وسلم وتذكر بموتها موت خديجة- رضى الله عنها- سيدة نساء العالمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة