يرتبط شهر رمضان المبارك فى أذهان المصريين بالعديد من الطقوس الاجتماعية والدينية، حيث تتميز أيام "شهر الصيام" فى مصر بالكثير من الطقوس المميزة، التى دائماً تعطى للمحروسة طابعًا خاصًا بها خلال الشهر الكريم، ومنها "الدورات الرمضانية" التي تعطى مظهر خاص للشهر الفضيل، حيث تمتلئ الساحات الشعبية بمحبى كرة القدم، لأداء لعبتهم المفضلة خلال أيام الشهر.
وتعتبر الدورات الرياضية، موردًا أساسيًا للمواهب الناشئة التى عادة ما تحظى باهتمام المراقبين الذين يحرصون بدورهم على التواجد فى مثل هذه الدورات لضم النجوم الصغار والعمل على صقل موهبتهم في الأندية، وتشهد البطولات الرمضانية إقبالا شبابيا لافتا، خصوصا أنها تقام مع انتهاء منافسات الموسم الكروى، إضافة إلى تفرغ اللاعبين والجماهير خلال الفترة المسائية.
فى بداية القرن العشرين وجدنا الأطفال يلعبون فى شوارع مصر بشئ صغير غير كامل الاستدارة، يطلقون عليه كرة شراب أو كرة الكولة، والسبب في ظهور هذا الشئ اليدوى الصغير هو عدم توفر الإمكانيات فى الماضى لشراء كدة قدم، مثل التى يلعب بها المباريات كما يشاهدونها فى التلفاز، فكان كل ما عليهم هو إحضار قطن، وخيط، وإسفنج، وكولة، ويتم وضع القطن والإسفنج في الشراب، ولف الخيط عليهم، وفى النهاية يتم لصقهم بالكولة، انتشرت هذه الفكرة بين الناس حتى أصبحت يقام لها بطولات في الأحياء الشعبية، وكان كشافين الأندية يأتون لمشاهدة هذه المباريات، وبالفعل تم اختيار لاعبين كُثر، وانضمامهم لفرق كبيرة بالدوري الممتاز.
أشهر الأماكن التي كان يقام بها بطولات الكرة الشراب في الدورات الرمضانية هي "شبرا، وروض الفرج، وبولاق أبو العلا، وإمبابة، وعين شمس"، ويقول لاعبى الكرة الشراب، إن هذه الكرة هي الكرة الحقيقية، لأن متعتها لا توصف، ومن يلعب الكرة العادية دون أن يمارسها فأنه لم يلعب كرة، إذ أن لاعب الكرة الشراب صاحب مهارات عالية، ربما بحكم العدد القليل الموجود في الملعب، فإذا تباطئ لاعب واحد، ينكشف بسرعة، وهذا هو السبب في جعل البعض يكتسبون شهرة كبيرة، لأنهم يفعلون بالكرة، ما يحلو لهم، ويستعرضون بها كأنهم بهلوانات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة