فى ظل الاستخدام السيئ لمنصات التواصل الاجتماعى، أصبح هناك تحدى خطير يواجه الأسرة بشكل خاص ومنظومة القيم المجتمعية بشكل عام، وأنا هنا أسلط الضوء على ظاهرة سلبية آخذة في الاتساع، وهى التحرش والتطفل عبر السوشيال ميديا، فالمتتبع لهذا العالم يجد سيدات وفتيات بنسب كبيرة أصبحت تكتبن عبارة "لا للتواصل عبر الخاص"، ويجد أيضا الكثيرات بل الكثيرين يقمن بإغلاق الملف الشخصى أو الشات، ويرجع ذلك غاليا إلى وجود مضايقات وتحرش بأشكال مختلفة.
فهناك من يطلب التعارف بشكل فيه تطفل وابتذال، وهناك من يطلب رقم الهاتف دون سابق معرفة أو رابط يجمعهما، وتلك من يرسل رسائل بلا مناسبة أو داعٍ، متناسين أن تلك الأفعال تكشف حجم الانحلال الخلقى وبمثابة انتهاك علنى لخصوصيات الغير، والغريب أن من يمارسون هذا التطفل والتحرش هم أنفسهم يرفضون فعله مع أخواتهم أو أمهاتهم أو بناتهم أو أقاربهم مما يعكس ازدواجية صارخة لهؤلاء، لذلك نقول لهم، إن بفعلكم هذا فأنتم تسيئون للمجتمع، وتتبعون عورات وخصوصيات الغير، وتكشفون زيفكم وانحلال أخلاقكم.
وأعتقد أن تزايد كتابة عبارة "لا للتواصل على الخاص" فيها إدانة للمجتمع ككل، لأنها تكشف حقيقة استخدامنا القبيح للسوشيال ميديا التي من المفترض أن تكون وسيلة إيجابية في التعارف والتقارب وتبادل الخبرات والتجارب، وبدلا من أن تكون وسائل الحداثة نعمة في حياتنا فبأيدينا نحولها إلى نقمة، أخطارها فظيعة وأضرارها جسيمة على المجتمع ككل.
لذلك.. فنحن بحاجة إلى مراجعة أنفسنا تجاه هذه الآفة، والانتباه إلى أن هذه الأفعال الدنيئة والاستخدام السيئ لوسائل الحداثة والسوشيال ميديا ومنصاته الرقمية تقودنا إلى الطعن في قيمنا المجتمعية، وتضرب هويتنا الأخلاقية في مقتل، بل تجرنا هذه الأفعال والتصرفات المقيتة نحو التدهور الأخلاقى والاجتماعى..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة