أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد التايب

"العبادة المهجورة" فى ظل عصر الحداثة

السبت، 07 مايو 2022 12:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في ظل عصر الحداثة والعولمة وسيطرة الحياة المادية على سلوكيات البعض تسود ظاهرة عجيبة ومريبة لأناس أصبح يرون أن "النعمة" تكون فى امتلاك الأبراج والفيلات ودفاتر الشيكات، وموائد الطعام وإقامة الحفلات، وقيادة السيارات الفارهة، متناسين أن "النعمة" ليست في الرفاهية ولا البغددة، إنما هى امتلاء العيّن بما تملك، والاستغناء والاستمتاع بالحلال، وأنها التواضع والكرم والعطاء لا تضخم أرصدة البنوك وامتلاء الكروش والجيوب، وأن تذكرها عبادة أوجبها الله، وتجاهلها نقمة تستوجب عذاب أليم يوم القيامة.

ولا شك أن وسائل الحداثة نفسها نعمة كبيرة من الله عز وجل، فلها من الفوائد الكثير، وغيرت الحياة إلى الأفضل، لكن المؤسف والعجيب أيضا أننا وخاصة في العالم النامى تحولت هذه الوسائل إلى نقمة وأداة هدم لقيم المجتمع والشواهد على ذلك كثيرة، فيكفى مخرجات السوشيال ميديا من فيديوهات البذاءة والاضمحلال الفكرى، والصفحات الوهمية التي تسببت في نشر الفضائح وانتهاك الأعراض، وإدمان البعض لهذا العالم فتقطعت الأرحام، وضيعت بسببها العبادات والصلوات، واتساع آفة نكران الجميل وحالة التهاون والاستهانة من قبل البعض بالثوابت الاجتماعية من قيم  ومبادئ أخلاقية وتقاليد مجتمعية، وللأسف هناك من يمارسها يوميا في حياته وكأنها صفة غير مذمومة بادعاء الشطارة والفهلوة، فلا حياء ولا خجل، إنما بجاحة وتملق، فنجد مثلا أصدقاء تقطعت بينهم صلات الصداقة بعد أن تنكر بعضهم لبعض، ونجد مظاهر مخزية لعقوق والدين.

لذا.. علينا أن نعلم أن ذكر النعمة عبادة، وأن من تمام الشكر أن تشكر من أجرى الله لك النعمة أو الخير على يديه، ففي الحديث القدسى: "عِبَدِيْ! لَمْ تشكرني إِذَا لَمْ تَشْكُرْ مَنْ أَجْرَيْتُ النِّعْمَةَ عَلَى يَدَيْهِ، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "لا يَشْكُرُ اللهَ مَن لا يَشْكُرُ الناسَ" ، ويقول المصطفى عليه السلام: "من صنع إليكم معروفًا فكافِئوه، فإن لم تجدوا ما تكافِئوه فادعوا له حتى ترَوا أنكم قد كافأتُموه".

وختاما.. فقد قال الله تعالى "إِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا" فنعم الله علينا لا حصر لها، وأن تذكر النعم صفةٌ من صفات عباد الله المؤمنين الذين قال عنهم سبحانه: «وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ»،  وأما ما نفعله من سلوكيات وتصرفات وترسيخ مفاهيم ما أنزل الله بها من سلطان فهى كفيلة أن تكون سببا لزوال نعم الله، خاصة فإن الانشغال والانغماس في المباهاة والإسراف والتعالي على الناس تجعلك تتناسى فضائل الله ونعمه عليك فتكون من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا..










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة