قالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية، إن انضمام فنلندا والسويد المحتمل إلى حلف الناتو سيكون على الأرجح أسرع توسع للناتو على الإطلاق، وسيعيد رسم خريطة أمن أوروبا. وقد أعلن قادة فنلندا أمس اعتقادهم بضرورة انضمام بلادهم إلى أكبر منظمة عسكرية فى العالم بسبب حرب روسيا فى أوركانيا، وربما تسير السويد على دربها أيضا.
وأشارت الوكالة إلى أنه لو تقدمت الدولتان بطلب العضوية، فإن الخطوة سيكون لها تداعيات واسعة المدى على شمال أوروبا والأمن عبر الأطلنطى، ولا شك فى أنها ستغضب أيضا روسيا التى تحمل مسئولية حربها فى أوكرانيا، جزئيا على الأقل، على استمرار توسع الناتو بالقرب من حدودها.
وذكرت الوكالة أن فنلندا والسويد، ورغم أنهما ليسا محايدتين مثل سويسرا، إلا أنهما تران أنهما غير منحازتين عسكريا. إلا أن الحرب فى أوكرانيا ورغبة بوتين الظاهرة لتأسيس مجال نفوذ قد غير موقفهما الأمنى. فبعد أيام من بدء الغزو الروسى فى فبراير الماضى، تحول الرأى العام بشكل هائل.
فتزايد الدعم فى أوكرانيا للانضمام للناتو بنسبة تتراوح لما بين 20 إلى 30%، ووصل إلى أكثر من 70% الآن. وتعد السويد وفنلندا أقرب الشركاء للناتو، إلا أنهم تحتفظان بعلاقات جيدة مع روسيا، وهو ما كان جزء مهما فى سياستهما الخارجية، لاسيما بالنسبة لفنلندا. لكن الآن يأملون فى مزيد من الدعم الأمنى من دول الناتو، لاسيما الولايات المتحدة، فى حال صدر رد انتقامى من موسكو. وكانت بريطانيا قد تعهدت يوم الأربعاء بتقديم المساعدة لهما.
وأوضحت الصحيفة، أن عضوية الناتو للدولتين اللتين ستنضمان إلى الجيران الإقليميين الدانمارك والنرويج وآيسلندا، ستضفى الطابع الرسمى على عملهما الأمنى والدفاعى المشترك بطرق لم تفعلها اتفاقية التعاون الدفاعى لدول الشمال الأوروبى.
من جانبها، قالت صحيفة نيويورك تايمز، إنه فى حين أن انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو قد يحدث فى أقل من عام، فإن احتمالات أوكرانيا للانضمام إلى الحلف فى أى وقت قريب، إن كانت سينضم بالأساس، غير مرجحة للغاية، لسبب بسيط وهو أن الناتو، الحلف الذى قام على مبدأ الدفاع المشترك، سيكون من المستبعد جدا ضم دولة فى حالة حرب.
وحذرت روسيا من أن انضمام فنلندا المحتمل إلى الناتو يُنظر إليه كتهديد، وقالت إنها مستعدة لموازنة الموقف، ووصف أى خطوة تقوم باتخاذها فى هذا الشأن بأنها رد فعل ضرورى فرضه عليها التوسع المستمر فى الحلف، وقالت نيويورك تايمز إن خطوة انضمام فنلندا إلى الناتو يمكن أن تعيد تشكيل التوزان الاستراتيجى فى أوروبا.
وعن أهمية انضمام فنلندا والسويد للناتو، قالت وكالة أسوشيتدبرس إنهما تعتبران أقرب شريكين للناتو، وتساهمان فى العمليات الخاصة بالحلف ومراقبة الأجواء.
والأكثر أهمية، أنهما تستوفيان معايير عضوية الناتو من حيث ما يتعلق بأنهما ديمقراطيات فاعلة وعلاقاتهم طيبة مع جيرانهم، والحدود الواضحة والقوات المسلحة موالية للحلفاء.
وبعد الغزو الروسى لأوكرانيا، قامت الدولتان بتعزيز التبادل المعلوماتى مع الناتو رسميا، وشاركتا فى كل اجتماع حول قضايا الحرب.
وقامت الدولتان بتحديث قواتهما المسلحة والاستثمار فى عتاد جديد. كما قامت فنلندا بشراء عشرات من الطائرات الحربية، كما تمتلك السويد طائرات مقاتلة ذات جودة حالية، ولو انضمت فنلندا إلى الناتو، فإن ذلك سيضاعف طول حدود الحلف مع روسيا، وتضيف 1300 كيلو متر أخرى سيتعين على موسكو الدفاع عنها.
ورغم أن بوتين وعد برد عسكرى وتقنى، لو انضمت الدولتان، إلا أن العديد من قوات روسيا التى كانت موجودة قرب فنلندا، تم إرسالها إلى أوكرانيا، وقد عانت تلك الوحدات من خسائر فادحة، بحسب ما قال مسئولون عسكريون أوروبيون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة