شهدت دولة الإمارات العربية، طفرة ثقافية كبيرة ففي عهد الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي وافته المنية صباح اليوم، تميزت بالانفتاح والتسامح وعدم إقصاء الآخر، وعاشت الثقافة ذروة عصرها في عهد الراحل، بدلائل وشواهد متعددة.
واتخذت الثقافة مسارات واضحة، بداية من تخصيص وزارة مستقلة للثقافة وربطها بالشباب وتنمية المجتمع، وأصبحت جزء أصيل من حركة التنمية، عبر تقوية التلاحم الوطني والمجتمعي وتبنيها الفعاليات التي تصب في هذا القالب.
وتميزت الفترة بتناول إيجابي كبير للمستجدات وخلق المبادرات الثقافية الإماراتية، سواء على صعيد الجوائز التي يتم منحها لمبدعي العالم العربي ولكبار مفكري العالم أو على صعيد الأنشطة التي شهدت طفرات كبيرة، وتحولت معارض الكتب التي يجري تنظيمها إلى جانب المؤتمرات لساحة مهمة لتبادل الرأي والمعرفة والانفتاح على الثقافات العالمية.
ومن بين تلك المبادراة مشروع «كلمة» للترجمة الذي حظى بدعم كبير، بالإضافة إلى مشروعات أخرى في مجال المسرح والعناية بالتراث داخل الإمارات وخارجها، وشهد عصره حرص كبير في مجال النشر على احترام قوانين حماية الملكية، وتقديم دعم ما يتم إنتاجه من أفكار ورؤى تخدم الفكر والإبداع بصفة عامة.
وعملت الثقافة الإماراتية على ثلاثة محاور أساسية مهمة، فيما الأول، يتعلق بأن الجوائز الأدبية التي تمنحها الإمارات عربيًا تبرز الجهد والدعم الإماراتي في تعزيز الجوائز الأدبية، وهذا يشكل منافسا كبيرا في تعزيز الإبداع على مستوى أنحاء العالم العربي، والبعد الثاني يتعلق بالنشاط التي تقوم به الإمارات فيما يخص تعزيز نوع من الثقافة التي تعد نوعا من تعزيز الإنسان وبعث روح الأمل والتفاؤل، من خلال مبادرات مهمة، مثل صناع الأمل وتحدي القراءة، أما الجانب الثالث يتعلق بالجهد الذي يبذل لتطوير صناعة الكتاب على مستوى العالم العربي، وهناك تطور كبير جدًا في الصناعات الثقافية المتعلقة بالكتب، وهناك جهد إماراتي ناهض حتى يسبق دور بعض الدول العربية في تعزيز وتطوير الصناعات الثقافية ومنها صناعة الكاتب على وجه التحديد، وهناك دور نشر عالمية بدأت تفتح فروعا لها في الإمارات وتهتم بنشر الكتاب العربي، وهذه أشياء مهمة لدعم الثقافة العربية.
ونجح الراحل في أن يجعل القراءة سلوكاً راسخاً لدى 50% من الإماراتيين البالغين بحلول عام 2026، ولدى 80% من طلبة المدارس؛ وأن يقرأ الطالب 20 كتاباً في المتوسط سنوياً بصورة اختيارية.