أكرم القصاص يكتب: الأسئلة والإجابات فى الطريق إلى الحوار الوطنى

السبت، 14 مايو 2022 10:16 ص
أكرم القصاص يكتب: الأسئلة والإجابات فى الطريق إلى الحوار الوطنى أكرم القصاص
أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فرضت فكرة الحوار نفسها خلال الفترة الأخيرة، ومن متابعة حجم التفاعل مع مبادرة الحوار الوطنى التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى تعكس تفاعلا وتؤكد أن هناك رغبة لدى قطاعات واسعة من السياسيين والمعنيين بالشأن العام للحوار، ليس فقط فى مجال السياسة وتوسيع المشاركة وإدارة التنوع، لكن حتى على مستوى الأحزاب والتيارات والمنظمات الأهلية، بشكل يؤكد أن هذا العدد الذى يتجاوز ثلث المصريين على مواقع التواصل خاصة فيس بوك، لا يجد فى هذا العالم ما يروى تعطشه للمشاركة فى الشأن العام، بشكل مباشر ربما لعدم القدرة على بلورة أفكار أو موضوعات أو حوارات بين أفراد عالم مزدحم لكن يعانى أفراده العزلة.
 
الدعوة لحوار سياسى بين كل القوى دون استثناء أو تمييز، جددت النقاش حول المستقبل والعمل السياسى وطبيعته، وكيفية توسيع المجال العام وفتح آفاق التفاهم بين الدولة وكل التيارات السياسية، وأيضا بين التيارات السياسية والأحزاب بعضها البعض، لأن الأحزاب لا تجلس معا ولا تتشارك فى طرح القضايا العالقة، بشكل مشترك، بل إن الأحزاب ربما توقفت عن العمل الثقافى أو الفعاليات العامة التى تجذب المواطنين للمشاركة، وتصنع زخما من الجدل يمثل فى حد ذاته مكسبا مهما.  
 
ومن خلال متابعة الآراء التى ظهرت خلال الأيام الماضية منذ طرح المبادرة، يمكن استنتاج حالة ورغبة فى التحاور، حول قضايا العمل العام بل وحتى حول ما يجرى على الأرض من مشروعات وحراك، على مدى 8 سنوات، وقد طرحنا من قبل أن قضايا مثل الإرهاب وثمن مواجهته على مدى السنوات الماضية ربما تمثل أحد الموضوعات التى يتم طرحها، ومعها الكثير من الموضوعات السياسية والاقتصادية، لكن الأفضل هو التركيز على القضايا ذات الأولوية والتى تشكل رغبة وعليها اتفاق، مثل العمل السياسى والاجتماعى والحقوق الاقتصادية والاجتماعية ضمن منظومة حقوق الإنسان. 
 
نحن أمام أجندة واسعة، يفترض أن تنتهى المرحلة المهمة خلال 3 شهور حتى لا يستمر الحوار إلى ما لا نهاية، لكن فى تصورى أن الشهور الثلاثة ستكون بداية حوار حقيقى يدور حول نتائج الحوار الأساسى، والذى يفترض أن يكون شاملا للنقاط والقضايا الأساسية التى قد يتفق عليها المشاركون. 
 
وربما يكون من المفيد أن تكون التيارات السياسية والأحزاب مستعدة للحوار مع بعضها وتقبل التقييم والمصارحة حول دورها وأدائها وإمكانية أن تسعى لموازنة العدد الكبير للأحزاب مع ما تنتجه من أفكار وقدرة على المشاركة، باعتبار أن الحزب فى النهاية يمثل قطاعا فى المجتمع بتكوينه ومصالحه وتفاصيل مطالبه. 
 
وربما تكون هناك حاجة إلى أن يدرك المشاركون حجم التحولات التى جرت فى العالم والمنطقة، خلال العقد الماضى وقبله وأدت إلى تغيير فى شكل ومضمون العمل العام والسياسى، فضلا عما تفرضه التحولات التكنولوجية والعلمية من أفكار تستحق أن تكون مجالا للتفكير وتدعو إلى مراجعة، بما أن بعض ما كان مطروحا قبل عشر سنوات لم يعد هو نفسه المعروض الآن، يضاف إلى ذلك أن منصات النشر ومواقع التواصل، أصبحت جزءا من المجال العام تضخ ملايين المواد المرئية والمكتوبة، بعضها حقيقى وكثيرها مزيف أو مصنوع بقصد وتضخيم، وأصبحت جزءا من مفردات العصر بعيوبها وميزاتها، وإن كان تأثيرها الحالى ليس هو نفسه قبل عشر أو إحدى عشرة سنة، والمتلقى لم يعد هو نفسه فى الماضى القريب فقد نضج البعض وتاه البعض الآخر.      
 
وكل هذه الموضوعات تفرض نفسها، وتجعل أهم ما يمكن أن يقود إليه الحوار هو طرح أسئلة صحيحة تنتهى إلى إجابات يمكن أن تمثل ضوءا فى طريق المستقبل. 
 
p.8

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة