ينتشر استخدام منتجات الخوص فى مصر بشكل كبير خاصة داخل القرى والأحياء الشعبية، وتعد صناعة "الخوص"، من المهن القديمة التى مضى عليها عقود من الزمن ولم تندثر، فلا تزال تمارس وتستخدم منتجاتها ويتم تداولها بين الناس حتى وقتنا الحالى، وفى منطقة المنتزه بمدينة الزقازيق العاصمة الشرقاوية، يوجد محل صغير يفوح منه رائحة الزمن الجميل عمره أكثر من 100 عام فى بيع منتجات الخوص يطل من داخله عبق الماضى وحضارة الأجداد فى الفن والصناعات اليدوية التى تعطى منظر جمالى، يتواجد داخله العم" محمد فاضل أحمد" وشهرته محمد الحصرى الذى قارباً على السبعين من العمر، ولا يزال يعمل فى بيع منتجات الخوص التى تواثرها من أبا عن جد، وشاهدة على طفولته ومراحل حياته المختلفة.
وسرد "الحصرى" ذكرياته مع الزمن الجميل مع المحل الذى عمل فيه جدة منذ عام 1924 ميلادية، وبعدها توارث والده المحل عام 1938، وتولى هو مهام العمل بالمحل منذ أكثر من 47 عاما فى بيع منتجات الخوص، حيث كانت الأسرة تعمل فى صناعة الحصر المصنعة من السمار بقرية كفر الحصر بمركز الزقازيق، حيث كانت القرية قديما هى المصدر الأول لتصنيع الحصر السمار بمحافظة الشرقية، وكان يتم جلب الخامات الأولية من محافظة الفيوم، وتصنيعها بقرية كفر الحصر بمدينة الزقازيق، والمهنة فى طريقها للاندثار حيث عدد من كان يعمل بتصنيع الحصر السمار يتخطى مليون عامل حاليا العدد لا يتعدى الأصابع، وحل الحصر البلاستيك محلها، وزمان كنت أحضر السمار من أراضى المزارعين وأقوم بتصنيع الحصر بمقاسات مختلفة حسب طلب الأهالى ويقومون بفرشها والجلوس عليها، وحاليا قل تصنيعها بسبب غلاء سعر السمار وقلة الأيدى العامة، ويقوم بشراء الحصر البلاستيك من مصانع يتعامل معها بمدينة القاهرة وبيعها للأهالي.
وأوضح أن منتجات الخوص من المشنأت والأسبتة متعددة الحجم والأشكال التى تباع فى موسم شم السنيم، تصنع من الحنة بقرية الصوة التابعة لمركز أبوحماد، والأسبتة الغاب يجلبها من قرية دنديط مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، ويحرص على جلب كافة منتجات الخوص إلى يطلبها زبائنه من مناطق الأرياف المجاورة للزقازيق، وتعد الأسبتة المصنوعة من الخوص أقوى من المصنعة من الغاب من حيث التحمل وعدم التلف سريعا، ويستخدمها الأهالى فى التوق بها ووضع أغراض المواسم خلال العام لبناتهم وخالاتهم وأرحامهم، ويحرص على شراء كافة منتجات الخوص من كافة المحافظات لكى يجد الزبون كافة المنتجات حيث يشترى المقشات البلح من مدينة القرين، وتصنع من ألياف النخل، كما يتشرى المقشات الأرز تصنع فى المنشية بمحافظة الإسكندرية وبمدينة طنطا بمحافظة الغريبة.
وأشار العم" الحصرى"، إلى أن حرفة صناعة الخوصيات تعتمد على توفر الخامات الأولية من شجر النخيل، وأكثرها استخداما هو خوص اللبة وخوص السعف، كما تصنع المنتجات من خامات أخرى مثل عزف وليف النخيل، وأغلب من يزاول هذه المهنة المتوارثة هن النساء اللاتى يقمن بصناعته فى المنازل وذلك لاعتمادها على حركة اليدين بمهارة وخبرة عالية وبشكل أكبر من استخدام بعض الأدوات المساعدة لتحويل الخوص إلى العديد من أصناف المنتجات الخوصية، وتلوين الأسبتة التى تستخدم فى شرفات المنازل تعطى بهجة منظر جمالى، وأنه يبيع أيضا حصير تصنيع الجبن القريش ومشنأت لوضع العيش الفلاحى بها، وأن أغلب المترددين عليه لشراء تلك المنتجات من الأرياف وعدد قليل، مقارنة بستينيات القرن الماضى، وأغلب من يتشرى هذ المنتجات من أهالى المدن يحرصون على استخدامها كنوع من الديكورات.
واختتم "الحصرى" حديثه لـ" اليوم السابع"، إن حركة البيع والشراء كانت مرتبطة بمواسم معينة وخاصة شهر رمضان وأعياد شم النسيم، لكى يتم تخزين الكحك والبسكويت بها، وتحرص السيدات على إرسال المخبوزات داخلها لبناتهم وأقاربهم، ورغم قلة حركة البيع، عمره الذى قارب على السبعين عاما لكنه يعتز بعمله بالمحل الذى شهد تطور مراحل حياته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة