تتمتع وتتميز محافظة الغربية بوجود العديد من المساجد والأضرحة الأثرية والتاريخية، والتى تعد أحد أهم المناطق الأثرية الإسلامية داخل مصر، ومن ضمن هذه المناطق، مسجد وضريح الشيخة صباح بمدينة طنطا، والذى شهد أعمال تطوير كبيرة خلال الفترة الماضية وتم العثور بداخله على مصحف أثرى يرجع تاريخه إلى أكثر من 400 سنة.
ضريح-الشيخه-صباح
رصد "اليوم السابع" خلال جولته داخل مدينة طنطا أعمال تطوير الضريح، والتقى الشيخ إبراهيم على إمام وخطيب المسجد، والذى قال إن الضريح والمسجد يعد أحد أهم المناطق الأثرية الإسلامية داخل المحافظة، والذى يقبل عليه العديد من المواطنين من مختلف المحافظات بل الدول الأجنبية أيضا، مشيرًا إلى أنها بدر الصباح بنت محمد بن على بن محمد الغبارى، وأنها من مواليد قرية ميت السودان التابعة لمركز دكرنس بمحافظة الدقهلية عام 1248 هجرية الموافق 1828 ميلادية.
المصحف-الأثري
وأوضح، اشتهر أهل هذه القرية بالصلاح والتقوى، وقد نزل بها أحد خلفاء أبو الحسن الشاذلى، وهو أبو الحسن البجائى فتلقاه أهلها بالترحاب الشديد فأقام بينهم، وأخذ يدعو الناس إلى التقوى والصلاح، وكان من ضمن العائلات المعروفة بالتقوى عائلة الغبارى، وهى عائلة "الشيخة صباح" حيث كان يعقد فى منزل العائلة ندوة أسبوعية لتلاوة القرآن والذكر، ورواية سير الأولياء وكراماتهم، وكان الشيخ محمد الغبارى له ثلاثة أولاد "حسن وأحمد وعلي" وابنة واحدة هى "بدر الصباح" التى اشتهرت فيما بعد باسم "نور الصباح" وكانت تشترك فى إحياء هذه الندوات وما يتلى من الذكر الحكيم والإنشاد، وكانت تحب آل البيت وتتردد على مساجدهم لزيارتهم.
وأضاف إمام المسجد أنها لم تتزوج حيث كان قد تقدم لخطبتها شاب من أهل قريتها، ووافق الوالد، لكنها قالت لأمها: "إحنا ناس بتوع ربنا، وبتوع أهل البيت، قولى لوالدى خلى الطريق مستور" كما يُذكر أن لها كرامات كثيرة".
ضريح-الشيخه-صباح-
وأشار إلى أنها عاشت نحو 80 عامًا فى طاعة ربها معطاءة محبة للفقراء والمساكين ولآل البيت، ولقيت ربها فى شهر جمادى الآخرة سنة 1327 هجرية الموافق شهر مايو1909 ميلادية، ودفنت بضريحها فى اليوم التالى ومازالت تكيتها باقية على حالها حتى الآن شاهدة على أعمالها الخيرية.
وأوضح أنه خلال العاميين الذين أغلق بهم الضريح بسبب انتشار فيروس كورونا وتعرض العالم أجمع للإغلاق، قامت وزارة الآثار بالتعاون مع وزارة الأوقاف بتطوير الضريح بالكامل، مضيفًا أنه أثناء تطوير الضريح عثرنا على مصحف أثرى عبارة عن 30 جزء كل جزء منفصل عن الأخر مصنوع من القماش المقوى، وأجمع علماء الآثار أن تاريخه يرجع إلى أكثر من 400 سنة.
وأضاف أنه وبمقر المسجد اجتمعت لجنة من إدارة آثار الغربية بشأن معاينة المصحف الذى تم العثور عليه، وتبين أنه مصحف كامل مكون من 30 مجلدا، كل مجلد يحتوى على جزء واحد فقط من القرآن الكريم، وهذه المجلدات محفوظة داخل صندوق خشبى قديم، وغلاف هذه المجلدات من الورق المقوى بطبقة رقيقة من القماش ذو اللون الأزرق، ويتوسط كل غلاف صره غائره مزخرفة بزخارف نباتية محوره دون بها كلمة "جزء"، والزخارف والكتابات باللون الذهبى، والغلاف ذو إطار مزدوج به زخارف من أشرطة طوليه وعرضية، وبأركانه الأربعة مساحة صغيرة مربعة تحتوى على شكل دائرة.
وأضاف، أن اللجنة أقرت أن كل ورقة من أوراق هذا المصحف تحتوى على عدد 11 سطرا بخط النسخ داخل مساحة مستطيلة، وجاءت أسماء الصور داخل إطار زخرفى مستطيل مزخرف بزخارف نباتيه محوره متضمنة عدد الآيات كما تحتوى هوامش بعض الصفحات على علامات الأحزاب وإشارات السجدات، كما أن أسفل هوامش الصفحات اليمنى تحتوى على أول كلمه من بداية الصفحات اليسري.
وأشارت اللجنة فى خطاب التوثيق إلى أن المصحف مطبوع طباعة حجرية "بمطبعة عامرة" كما جاء بالختم الموجود بالصفحة الأولى من الجزء الأول والجزء الثلاثون وجاء الختم باللون الأزرق على شكل دائرة ويحتوى على طغراء قرأت باسم السلطان عبدالحميد، وقد أخذت هذه الطبعة عن نسخة الخطاط الشهير بحافظ عثمان الذى أتمها فى أوائل شهر شعبان سنة 1097 هجرية وهو مدون بأخر صفحة بالجزء الثلاثين، ولذا ترى اللجنة المشكلة أن هذا المصحف ومجاداته ذات قيمة أثرية وتاريخية وفنية تستوجب الحفاظ عليه.
المصحف-الأثري-بالضريح
المصحف-الأثري-بضريح-الشيخه-صباح
المصحف-الأثري-بضريح-الشيخه-صباح-بطنطا
المصحف-الذي-تم-العثور-عليه
ختم-المصحف-الأثري
زائرة-أمريكية-أثناء-زيارة-الضريح-
صفحات-المصحف
صفحات-المصحف-الأثري
ضريح-الشيخه-صباح-بطنطا-
وفد-أجنبي-في-زيارة-الضريح-
وفد-أجنبي-لزيارة-الضريح