أكرم القصاص - علا الشافعي

علا رضوان

عودة الوعى الدرامى

الثلاثاء، 17 مايو 2022 04:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لعل أهم ما يميز الموسم الرمضاني الأخير 2022 هو ما يمكن أن نسميه بالوعي الدرامي.. وهو أن تكون الأعمال الدرامية تحت مظلة منظومة كاملة ومتناغمة حتى لا تتضارب فحوى الرسالة الدرامية من عمل لآخر حتى وإن تنوعت وتباينت أشكالها ما بين الوثائقي التاريخي، كما في مسلسلى "الاختيار، والعائدون"، أو الاجتماعي كما في "راجعين يا هوى، ويوتيرن، وأمل فاتن حربي، وأحلام سعيدة، ودايما عامر"، أو في التشويق كما في "ملف سري والمشوار"، أو في الكلاسيكي كما في "جزيرة غمام"، أو في الكوميدي كما في "الكبير أوي، ومكتوب عليا وفي بيتنا روبوت"، وكما في الممصر مثل سوتس وحتى في الأطفال كما في يحيى وكنوز.
 
سردت هنا بالكامل اسم 15 عملا أنتجتها الشركة المتحدة في رمضان هذا العام لأؤكد على وحدة الرسالة الدرامية لتلك الأعمال، فالوعي تبدو قضية مسيطرة وهاجس لدى صناع هذه الأعمال، فعودة الوعي الوطني جعل الجمهور يلتف حول أعمال مثل الاختيار والعائدون كما كان يلتف من قبل حول أعمال كبيرة مثل رأفت الهجان ودموع في عيون وقحة، وعودة الوعي الاجتماعي بالقضايا الاجتماعية التي تخلق حراكا اجتماعيا يدفع قدما في تحقيق المساواة بين فئات المجتمع وبين الرجل والمرأة كما في فاتن أمل حربي ويوتيرن، وقضية تجديد الخطاب الروحي والديني تظهر جلية في مسلسل جزيرة غمام، والكوميديا التي يلتف حواليها افراد الاسرة دون خوف مما يخدش الحياء مثل الكبير أوي ومكتوب عليا، حيث الوعي بقيم الاسرة المصرية، والوعي بقضية النشئ وكيفية غرز الشعور بالنتماء لتاريخ بلده كما في يحيى وكنوز، والوعي بدور فئات قدت وتقدم الكثير في سبيل الوطن كما ظهر وبرز دور القضاة في مسلسل ملف سري في 2013، والوعي بقضايا التعليم كما جاء في مسلسل دايما عامر، وأما في المشوار فكان نصيب الوعي فيها لما يتضمن من خطورة التجارة بكنوز البلاد من الآثار.
 
في الحقيقة هذا يستحق الاشادة ويثبت أن هناك من لاحظ كم تكون الدراما مؤثرة وخاصة في الأجيال الجديدة فقرر أن تكون الدراما هذا العام على مستوى يسمح بتشكيل وعي جديد ربما فاته الكثير من منظومة قيم راسخة تسيطر على هذا البلد الطيب: مصر، ومن الجميل أن هناك منصة واتشيت التي يستطيع من خلالها الشباب الملول الذي لا يستطيع مشاهدة المسلسلات وسط هذا السيل العارم من الاعلانات، فتكون تلك المنصة الخيار الأنصب لها، وقد تطورت المنصة بشكل كبير وملحوظة فقد كنت أتابعها قبل رمضان بقليل، ثم تابعت عليها أعمال رمضان وقد لاحظت التطور الكبير الذي لا تخطئه عين من سهولة التبويب والترتيب حيث يوضح مدى الجهد المبذول خلال فترة وجيزة لتطوير منصة وطنية في غزو منصات علمية اقتحمت وسوف تقتحم السوق المصري، وهذا شيء جيد فالتنوع يضمن جودة المنتج المقدم للمشاهد، ويضمن حرصا على ارضائه حتى لا ينتقل لمتابعة منصة أخرى.
 
يبقى أن نقول أن بعض الأعمال الدرامية فيما سبق من سنوات كانت تفتقد فكرة البوصلة حيث الدراما متضاربة فيما تقدمه من رسائل قد تصل لحد التناقض أحيانا، لا تمجيد هذا الموسم لأعمال البلطجة في ما قدمته الشركة المتحدة، حرص واضح على أن تكون الدراما واعية بقضايا المجتمع وهمومه وأحزانه وأفراحه، والمشاركة فيها قدما إلى قدم وكتفا بكتف، ووعي بوعي تام، حتى يصح أن نطلق على هذا الموسم الرمضاني موسم عودة الوعي الدرامي، ليس هذا وفقط، ولكن (عودة الروح) إذا ما استعرنا اسم العمل الادبي العظيم للكاتب الكبير توفيق الحكيم، عودة الروح المصرية الأصيلة









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة