تمر اليوم الذكرى الـ 224 على تحرك الحملة الفرنسية نحو مصر من ميناء تولون بقيادة نابليون بونابرت باتجاه الإسكندرية، وذلك في 19 مايو عام 1798م، وكان جيش نابليون وصل إلى تولون في 9 مايو 1798، وأقام مع بينوت دي ناجاك، الضابط المسئول عن إعداد الأسطول. صعد الجيش السفن واثقا في قيادته وفي 19 مايو، بمجرد صعوده السفينة، وجه بونابرت خطابا إلى قواته، خاصة هؤلاء الذين كانوا معه في جيش إيطاليا.
في الطريق إلى مصر وعندما وصل أسطول نابليون إلى مالطا طلب نابليون من فرسان مالطا السماح لأسطوله بدخول الميناء والحصول على الماء والطعام. رد فون هومبيش على هذا الطلب بأنه لن يسمح إلا بدخول سفينتين فرنسيتين في المرة الواحدة. بعد معرفة الرد، فكر نابليون في أن ذلك سيتطلب أسابيعا حتى يصل الأسطول بأكمله، وتخوف من لحاق الأسطول البريطاني بقيادة نيلسون بهم، فأمر بغزو مالطا، وكانت الثورة الفرنسية قد ساهمت في إضعاف الفرسان وقدرتهم على تشكيل أي مقاومة فعلية، بالإضافة إلى أن نصفهم كانوا فرنسيين ورفضوا القتال.
خرجت الحملة الفرنسية من ميناء طولون يوم 19 مايو 1798، حيث أقلع أسطول فرنسى كبير، مؤلف من 32 ألف جندى من البرية والبحرية فى 14 بارجة، و400 سفينة لنقل العساكر والمهمات، وتقرر أن تسير السفن من ثغور طولون ومارسيليا وجنوا فى فرنسا وسيفاتافتشا فى إيطاليا ومن إلى الإسكندرية، وكان تكوين القوة من حيث الأسلحة 24300 من المشاة "البيادة"، و4000 خياله "سوارى"، وطوبجية 3000 ونحو ألف من الأتباع، والمجموع 32300.
وعلى الرغم من السرية التامة التي أحاطت بتحركات الحملة الفرنسية وبوجهتها فإن أخبارها تسربت إلى بريطانيا العدو اللدود لفرنسا، وبدأ الأسطول البريطاني يراقب الملاحة في البحر المتوسط، واستطاع نيلسون قائد الأسطول الوصول إلى ميناء الإسكندرية قبل وصول الحملة الفرنسية بثلاثة أيام، وأرسل بعثة صغيرة للتفاهم مع السيد “محمد كريم” حاكم المدينة وإخباره أنهم حضروا للتفتيش عن الفرنسيين الذين خرجوا بحملة كبيرة وقد يهاجمون الإسكندرية التي لن تتمكن من دفعها ومقاومتها، لكن السيد محمد كريم ظن أن الأمر خدعة من جانب الإنجليز لاحتلال المدينة تحت دعوى مساعدة المصريين لصد الفرنسيين، وأغلظ القول للبعثة؛ فعرضت أن يقف الأسطول البريطاني في عرض البحر لملاقاة الحملة الفرنسية وأنه ربما يحتاج للتموين بالماء والزاد في مقابل دفع الثمن، لكن السلطات رفضت هذا الطلب.
انتظر الفرنسيون مرور نهار اليوم الأول من يوليو، وكانت الساعة الثانية من صباح اليوم الثانى شهدت وضع أقدام الحملة على أرض مصر، عند نقطة تبعد نحو ثلاثة فراسخ من الإسكندرية (المكس) وفى الثالثة بدأ الزحف على الإسكندرية بنحو ثلاثة آليات تحت قيادة كليبر وبون ومورات تحت رياسة القائد العام، بينما كان القائد العام نابليون يسير على قدميه، لأنه لم يكن قد أنزل الخيول القادمة مع الحملة إلا جوادا واحدا.
وما إن نزل الجنود الفرنسيين فى البر ليلا، حتى أسرع أحد الجنود على فرسه إلى الإسكندرية، وأبلع السيد محمد كريم، والذى أخذ معه نحو 20 فارسا من المماليك الإنكشارية فالتقت هذه القوة الصغيرة عند مطلع الفجر بطليعة الجيش الفرنسى وظنوا أنها كل القوى المعادية فهاجمها الإنكشارية وقتلوا ضابطها وقطعوا رأسه وعادوا بها ظافرين إلى شوارع الإسكندرية.