المعارضة الوطنية، هي التي تخرج للوطن ومن على أرض الوطن. الوطنية ليست ادعاء أو اصطناع أو أكاذيب. الوطنية حقائق تنبع من شعور وجداني وشعبي يتمتع بالصدق والقدرة على الحديث الواضح، البعيد عن الأهواء الشخصية.
هذه هي الوطنية التي نتمناها لمصر، لا الوطنية التي تدعيها التنظيمات الإرهابية المعادية لنا. فالشعب المصري لن يقبل أي عمليه تضليل تساهم فيها التنظيمات التي رفعت السلاح في وجه المصريين أو جيشهم الوطني وقيادته.
الدعوة التي وجهها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي للحوار الوطني، كانت دعوة صريحة وواضحة في أنه لا استثناء أو تمييز بين القوى السياسية والتيارات المتنوعة المقرر مشاركتها في هذا الحوار.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن وبكل قوة: لماذا يصر التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية على طرح نفسه كفصيل سياسي وطني؟!
الإجابة ببساطة تتمثل في العزلة الدولية والإقليمية ، التي يعاني منها التنظيم على مدى السنوات القليلة الماضية. فبعد أن فشلت رواية "المصالحة" مع الدولة المصرية، وتأكد كذبها بالكامل، وهنا لم يعد أمام منصات التنظيم الدولي سوى الترويج لرواية أخرى أكثر كذبا، وهي ادعاء أن كوادره ممن تسميهم بالمعارضين الوطنيين المقيمين خارج مصر، يرغبون بالمشاركة في هذا الحوار!
هذا يعني أن حتى مصطلح "المعارضة الوطنية"، يحتاج الى إعادة ضبط، تستهدف بالدرجة الأولى تحديد مساره وتوصيفه وصفا جيدا، وتعريفه تعريفا موضوعيا يليق بقدسيته وبقدسية الوطنية المصرية، التي ضحى من أجلها الأجداد والآباء.
آخر ألاعيب التنظيم الدولي، كان البيان الذي أصدرته جبهة "محمود حسين" المعروفة باسم "معسكر اسطنبول"، والذي ذكرت فيه أن الحوار أداة سياسية وأمر طبيعي وأن ظهوره يحتاج الإرادة الصادقة لإجرائه وينبغي أن تتوفر لها شروط النجاح والاستمرار، وفي مقدمتها توافر حسن النية وبناء الثقة.
بمثل هذا البيان الهزيل الذي يحمل السم داخل العسل، فان الجماعة- وتنظيمها المشبوه- تريد أن تضيف كذبة جديدة إلى سلسلة الأكاذيب التي روجت لها على مر تاريخها.
تنظيم الإخوان لم يكن يوما فصيلا وطنيا، والجماعة لم تكن جماعة معارضة على الإطلاق. فهي جماعة حاولت دوما اختراق صفوف المعارضة الوطنية المصرية وتضليل الجماهير وإيهامها بأنها جزء منها.
لو تتبعنا وجود الإخوان كجماعة في الحياة السياسية، على مدى العقود الأربعة الماضية، سنجد أنها حاولت اختراق كل الأحزاب السياسية المصرية، وانتهى الأمر بها في النهاية إلى اتجاهين، الأول هو الطرد والثاني هو الحل أو التجميد.
الجماعة لديها منهج واضح، فهي تحاول دوما القفز على أي تجمع سياسي في سبيل الوصول إلى أهدافها المشبوهة. حتى القفز على الثورات وقنص كل أحلام الوطن، واستهداف كل ما هو وطني شريف.
المعارضة الوطنية يا سادة، هي التي تتحرك الآن على أرض مصر وتضع أوراق عمل للحوار الوطني وضوابطه، دون أن تستقوي بالخارج.. أو تنتظر دعما من قوى كبرى.
sherifaref2020@gmail.com
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة