تشتعل الانتخابات الكولومبية المقرر عقدها فى 29 مايو الجارى، وذلك فى ظل اتهامات متبادلة بين الحكومة الكولومبية والمرشحين من اليسار حول احتمالية تعليق الانتخابات، فى الوقت الذى يتصدر فيه اليسار لأول مرة استطلاعات الرأى، مما يجعل هناك حالة من القلق وعدم اليقين السياسى.
و تدخل كولومبيا اسبوعا حاسما ، حيث أنه فى غضون 7 أيام، يبدأ المواطنون فى اختيار رئيس جديد للدولة التى تقع فى امريكا اللاتينية والتى تعانى من أزمة سياسية واجتماعية حادة، مع 8 مرشحين فى الانتخابات.
8 مرشحين
هناك ثمانية مرشحين للرئاسة في هذه الجولة الأولى، وإذا لم يحصل أى منهم على أغلبية بسيطة من الأصوات - كما تشير استطلاعات الرأى - فستكون هناك جولة ثانية بين أكثر اثنين تم التصويت عليهما في 19 يونيو لتحديد من يخلف الرئيس الحالى، إيفان دوكى، والفائز بالمنصب سيتولى مهام عمله فى 7 أغسطس.
وأشارت صحيفة "الباييس" الإسبانية إلى أن المرشح اليسارى جوستافو بيترو ، هو الذى يتصدر حتى الآن استطلاعات الرأى، وانهى حملته الانتخابية امس الاحد قائلا لمؤيديه "اسمى جوستافو بيترو واريد أن أكون لك رئيس، وترى الصحيفة أن اليسار يمكنه الاستفادة من التغير الذى يطالب به الشعب الكولومبى للوصول إلى السلطة لأول مرة على يد جوستافو بيترو ، المرشح الاول حظا فى جميع استطلاعات الرأى.
وتتبادل الاتهامات بين الحكومة والمرشحين حول تعليق الانتخابات،حيث وجه بيترو اتهامات للحكومة وقالت انها تعتزم تعليق الانتخابات الرئاسية التى يعتبر هو المرشح المفضل فى استطلاعات الرأى الخاصة بها.
ورد الرئيس الكولومبى ، إيفان دوكى، "لدينا ديمقراطية قديمة ، واحدة من اقدم الديمقراطيات فى امريكا اللاتينية ، ومؤسسات قوية ومتينة ، ولا يمكن لاحد ان يقول انه سيتم تعليق الانتخابات او انه سيكون هناك انقلاب ".
وفي هذا الصدد ، شدد دوكي على أن هذا الافتراض لا أساس له لأنه "ديمقراطي"مشيرا الى انه دائما يقف امام الديكتاتوريين وليس هو واحد منهم".
ويقود بيترو جميع استطلاعات نية التصويت منذ بدء السباق الرئاسي ، لكنه لم يصل إلى النصف زائد واحد من الأصوات.
أزمات متلاحقة
وأشارت الصحيفة إلى أنه في بلد سئم من العنف الناجم عن النزاع المسلح وتهريب المخدرات والجريمة والفساد والفقر وعدم المساواة التي ظهرت في الاحتجاجات الاجتماعية العام الماضي ، وجد بيترو ، عضو مجلس الشيوخ ورئيس بلدية بوجوتا السابق ، أرضًا خصبة لخطابه من أجل التغيير.
وقالت ساندرا بوردا محللة سياسية "السبب وراء تصدر جوستافو بيترو في استطلاعات الرأي هو أن أوضح توقع للتغيير يتم تجسيده من قبله لأنه شخص لا يعتبره الناس عضوًا في المؤسسة السياسية.
ومنذ بدء الحملة ، كان بيترو ، وهو مقاتل سابق من إم -19 والذي يترشح للرئاسة للمرة الثالثة ، متقدمًا في استطلاعات نية التصويت، وإذا كان حتى قبل أيام قليلة كان من شبه المؤكد أنه سيذهب إلى الجولة الثانية مع فيديريكو "فيكو" جوتيريز ، من فريق الائتلاف اليميني لكولومبيا.
وأشارت إلى أن السباق الرئاسي اخذ منعطفاً في اللحظة الأخيرة مع ارتفاع استطلاعات الرأي للمهندس رودولفو هيرنانديز ، وهو شعبوي مستقل ، وله لسان حاد ضد الفاسدين ، ويقترب من المركز الثاني لجوتيريز ، وبالتالي احتمال خوضه فى الجولة الثانية مع بيترو.
كما أضافت هيرنانديز دعم رهينة فارك السابقة أنجريد بيتانكورت ، المرأة الوحيدة في السباق ، التي قررت ، في ضوء نتائجها الضعيفة في استطلاعات الرأي ، التخلي عن السباق الرئاسي ودعم المهندس الذي تعتبره " الشخص الوحيد القادر على هزيمة نظام "الفساد".
الامن والمخدرات ابرز التحديات
في بداية مسلسل "تحديات الرئيس الجديد" ، الذي يتعمق في المشاكل الوطنية الكبرى التي سيواجهها كل من يفوز في الانتخابات الرئاسية ، بغض النظر عن راياته السياسية ،قالت الخبيرة ماريا أليخاندرا فيليز ، من جامعة يونيفرسيداد إن "السيطرة على حمل الاسلحة النارية والتى تؤدى الى زيادة اعمال العنف والسرقة وغيرها من الجرائم تعتبر من اولويات الرئيس المقبل".
كما سلطت الضوء على اهمية أهمية معالجة مشكلة الاتجار بالمخدرات بما يتجاوز النماذج القمعية حصراً ، وخاصة تجاه مزارعي أوراق الكوكا، وفقا لصحيفة "التيمبو" التشيلية.
