يمثل السير بالسيارات عكس الاتجاه "انتحار"، وجريمة تستوجب العقاب الفوري، حيث يعرض مرتكبها نفسه وغير للخطر، من أجل الاستسهال، وعدم رغبته في السير بالطريق الصحيح.
يحاول البعض التعامل بـ"الفهولة" في الطرق، عن طريق السير عكس اتجاه السيارات لكسب مزيد من الوقت، لا سيما من بعض سائقي "الميكروباصات" والنقل، خاصة في الطرق الفرعية والمناطق الداخلية، ويتسببون في ارتباك مروري بمحيط نزلات وطلعات الطريق الدائري.
وأنت تسير في أمان الله، تجد فجأة أمامك سيارة تسير بقوة، وجها لوجه، فتدرك أن الموت يقترب منك، وتتدخل العناية الإلهية لإنقاذك في أخر لحظة.
الغريب والملف للانتباه، أن هؤلاء الذين يسيرون عكس الاتجاه، يتعاملون بـ"بجاحة" شديدة، وكأنهم أصحاب حق، يدافعون عن وجهة نظرهم بشدة.
ورغم أن هناك جهود أمنية قوية وصارمة تتصدى لهؤلاء المخالفين، إلا أن "الثقافة الفردية الخاطئة" لبعض الأشخاص تجعل هذه الحوادث تظهر بين الحين والآخر.
مؤخرًا، تسبب سائق يسير عكس الاتجاه في قتل شابا قبل زفافه بأيام، وكاد سائق نقل يسير عكس الاتجاه في صلاح سالم الإطاحة بعدد من المواطنين حيث تم ضبطه.
الإدارة العامة للمرور برئاسة اللواء مؤمن سعيد مساعد وزير الداخلية، تبذل جهود ضخمة في ملاحقة كافة صور المخالفات المرورية، حيث وجهت حملات مكبرة على مدار أسبوع، نجحت في تحرير 315148 مخالفة متنوعة بينها سير عكس الاتجاه، فضلًا عن إجراء تحليل للكشف عن المواد المخدرة لـ 4517 من قائدي المركبات بالطرق، تبين إيجابية 216 سائق منهم.
ومع قانون المرور الجديد توجد عقوبات صارمة تنتظر هؤلاء المخالفين، حيث يعاقب القانون في مادته رقم 76 المخالفين بالحبس وغرامة لا تقل على عن 4 آلاف جنيه ولا تزيد على 8 آلاف جنيه، لكل من يتعمد السير عكس الاتجاه في الطريق العام داخل المدن أو خارجها.
ورغم الحملات المرورية الضخمة على مدار الـ24 ساعة، والعقوبات الصارمة، إلا أن الأمر يتوقف على السلوك البشري الخاطئ، الذي يجب أن يتغير ويتعدل للأفضل، ويدرك الجميع أنهم يسيرون في الطريق الصحيح في وقت زمني أكثر، أفضل بكثير من أن نختصر المسافات بالسير عكس الاتجاه فنصل للأخرة أسرع.