فرقة أولاد عكاشة.. ما الذى قدموه للمسرح المصرى

الثلاثاء، 03 مايو 2022 12:00 ص
فرقة أولاد عكاشة.. ما الذى قدموه للمسرح المصرى فرقة أولاد عكاشة
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خرج من فوق خشبة المسرح فى بداية تأسيسه في مصر العديد من الفرق التى ساهمت في انتشار "أبو الفنون" وعملت على صناعة حركة مسرحية كبيرة، خلق جيل واعٍ بالفنانين، والمخرجين، والكتاب، حتى أصبحوا أحد رموز الحركة المسرحية في مصر والوطن العربى، من أبرزهم فرقة "أولاد عكاشة" التي أصبحت من المنسيين في عالم المسرح الآن.
 
وبحسب كتاب "مسيرة المسرح فى مصر 1900–1935 : فرق المسرح الغنائي" تأليف سيد على إسماعيل، جاء تأسيس الفرقة عن طريق "عبد الله عكاشة، زكى عكاشة، عبد الحميد عكاشة، عبد الباقي عكاشة"، وهم أربعة أشقاء أحبُّوا التمثيل والغناء، فانضموا إلى فرقة الشيخ سلامة حجازي عام 1905، كمساعدين للشيخ فى إلقاء نشيدَي الافتتاح والختام في بعض الروايات، وكان أكثرهم ظهورًا عبد الله عكاشة الذي لمع نجمه عندما مثَّل في مسرحية «تسبا» أو «شهيد الوفاء»، وعندما طُبِعت هذه المسرحية عام 1906 كُتِب فيها اسم عبد الله عكاشة لأول مرة في صفحة توزيع الأدوار.
 
استمر أولاد عكاشة في عملهم بفرقة الشيخ سلامة حتى رحلة الشام في صيف 1909، وعندما أُصيب الشيخ بالفالج ـ كما مرَّ بنا ـ  عادت الفرقة ومثَّلت بعض العروض البسيطة بدار التمثيل العربى، وبعد فترة قصيرة أجر الشيخ مسرحه لآخرين دون استشارة أفراد الفرقة، مما جعلهم يتخلون عن الشيخ، ويكونون فرقة مسرحية بقيادة عبد الله عكاشة.
 
عندما أصيب الشيخ سلامة حجازى بالشلل النصفى والمقصود به إصابة أحد شقى الجسم طولا، عادت الفرقة ومثلت بعض العروض البسيطة بدار التمثيل العربى، وبعد فترة قصيرة قام الشيخ سلامة بتأجير مسرحه لآخرين دون استشارة أفراد الفرقة، مما جعلهم يتخلون عنه ويكونون فرقة مسرحية بقيادة عبدالله عكاشة.
 
استأجر "عكاشة" مسرح إسكندر فرح بشارع عبدالعزيز، وأطلق على الفرقة اسم «شركة التمثيل العربي»، والتف معظم أفراد فرقة الشيخ سلامة حجازى حول قائدهم الجديد وافتتح عملها بتقديم مسرحية «تسبا» في أول ديسمبر 1909، أتبعها مسرحيتى «مغائر الجن». «البخيل»، يوضح لنا المؤلف أنه من الملاحظ أن الفرقة بدأت عملها بمسرحيات قديمة، مثلتها أغلب الفرق من قبل وبالأخص فرقة الشيخ سلامة حجازى، ولكن سرعان ما تحركت الفرقة وبعد أيام قليلة قدمت أول مسرحية جديدة بعنوان "شهداء الوطنية" مأساة ذات الخمسة فصول، للمؤلف الفرنسى الشهير فكتوريان ساردو، وتعريب زاكى مابرو، في 9 ديسمبر 1909، وقد تم التجهيز لهذه المسرحية والتدريب عليها قبل انفصال أولاد عكاشة عن فرقة الشيخ سلامة حجازى وكان من المقرر تمثيلها من قبل فرقة «حجازي» في هذا الموسم المسرحى للفرقة في ذلك الوقت.
 
قامت شركة التمثيل العربى، بتقديم مجموعة كبيرة من مسرحيات الشيخ سلامة حجازى من بينهاك «مغائر الجن». «البخيل»، «العواطف الشريفة»، «عواطف البنين»، «تسبا»، «شهداء الغرام»، «العفو القاتل»، «هملت»، وغيرها، وكانت تقدم الفرقة بين فصول هذه المسرحيات الموسيقى الوترية بالإضافة إلى الفصول المضحكة من محمد ناجى، فين قدمت الفرقة أيضا بعض المسرحيات لصالح عدة جمعيات من بينها: «جمعية المحبة المركزية، والتوفيق القبطية، والمساعى الخيرية المارونية، ورعاية الأطفال".
 
ويوضح الكتاب سالف الذكرى، أنه فى عام 1928، يعتبر هذا الموسم هو آخِر موسم تمثيلى شبه منتظم فى تاريخ حياة فرقة عكاشة على الإطلاق، فمع بدايته كثرت المشاكل وساءت الإدارة، هذا بالإضافة إلى خروج ودخول الكثير من الممثلين، ووصل الأمر بفرقة عكاشة ـ ذات رأس المال الضخم في السابق ـ أن تؤجر مسرحها للفرق الأجنبية! ومنها كانت فرقة مدام ماري تيريزا الفرنسية، التي مثلت على مسرح الحديقة في يناير 1928عدة مسرحيات، منها: مسرحية "الماريونيت" لبيير وولف، ولم يقف الحال عند هذا الحد، بل وجدنا الفرقة تهجر مسرحها بالأزبكية فترات طويلة، لتعرض مسرحياتها بالأقاليم.
 
لا يعتبر هذا الموسم موسمًا تمثيليا بالمعنى المعروف والمعتاد كمواسم الفرقة السابقة! ولكنه كان آخر موسم قرأنا فيه إعلانات تَذكُر اسم «فرقة عكاشة»، حيث توقَّفت نهائيًّا عن العمل المسرحي فيما بعد. والسبب في ذلك أن إدارة زكي عكاشة وصلت إلى حدٍّ كبيرٍ من الاضطراب، ومخالفة شروط الشركة. بل ووصل الأمر بين إخوان عكاشة إلى رفع القضايا فيما بينهم أمام المحاكم، من أجل نصيب كل منهم في أسهم الشركة.
 
هذه الأمور أثرت عَلَى الفرقة من الناحية الفنية، فلم تقدِّم أية مسرحية جديدة في هذا الموسم، واقتصرت عَلَى عروضها بمسرح الحديقة عَلَى إعادة مسرحياتها السابقة لصالح بعض الجمعيات والمدارس، ومن هذه العروض مسرحية "عبد الرحمن الناصر" لصالح جمعية النجاح بالقللى في يناير 1928، والمسرحية نفسها عرضتها لصالح مدرسة النجاح الأدبية فى فبراير 1929، لتكون آخر مسرحية عرضتها فرقة عكاشة في تاريخها، بعد ذلك مباشرة انحلت الفرقة وتفرق ممثلوها، وتوقفت نهائيًّا عن العمل المسرحى، وتفرغ زكي عكاشة لإدارة بوفيه الحديقة، حيث العروض السينمائية، ومنها فيلم «باتاشون بوليس سري» وفيلم «بنت الشعب».









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة