"لو مربى قطة فى بيتك" فهذا أمر طبيعى فى تربية الحيوانات الأليفة داخل المنازل فلا يمكن أن يقع منها خطر بالغ، ولكن الغريب وعلى غير المعتاد هو تربية حيوانات مفترسة خاصة إذا كانت تمساح من أشرس الزواحف الحية يتم تربيته داخل البيوت ويحرص الزوار على التقاط الصور التذكارية معه، فما هى القصة وراء تربية التماسيح فى البيوت.
قال العم ناصر، صاحب أحد البيوت النوبية فى أسوان، لـ"اليوم السابع"، إن معظم البيوت النوبية فى غرب سهيل تربى التماسيح وخاصة التى تستقبل السائحين الأجانب والمصريين طوال السنة، وهذا الشيئ من ضمن المزارات الموجودة فى غرب سهيل، وجاءت فكرة تربية التماسيح كمزار سياحى، من إرث الأجداد فى النوبة الذين كانوا يربون التماسيح فى البيوت دليل على القوة، ثم عادت الفكرة من جديد لجذب آلاف السائحين سنوياً إلى قرى النوبة.
وتابع أحمد عادل، من أبناء النوبة فى أسوان، الحديث عن التماسيح قائلاً: لم يكن تربية التماسيح بالأمر السهل الذى يمكن تقليده فى باقى البيوت والمجتمعات، ولكن أهل النوبة اعتادوا على ذلك نظراً لما توارثوه من الأجداد وخبرتهم فى تربية التماسيح داخل المنازل.
وأوضح أحمد عادل، بأن التماسيح يأتون بها أهل النوبة من النيل وكانت منتشرة بكثرة قبل بناء السد العالى والذى حجزها للبحيرة لذا اعتاد الأجداد على اصطيادها وخاصة الصغير منها ووضعها فى قفص داخل المنزل مبنى جدرانه المرتفعة بطول متر واحد فقط من الأسمنت وأرضيته من البلاط التى تسمح بتوصيل المياه له حتى يعيش فى بيئة أشبه بالتى كان عليها فى ضفاف النيل، وسقفه من الحديد الذى يمكن فتحه وإغلاقه مرة أخرى لوضع الطعام أو إخراج التمساح.
وأضاف طه النوبى، أحد أبناء قرية غرب سهيل بأسوان، أن التمساح يفضل أكل الأسماك أو اللحوم بمعدل من 3 إلى 5 كيلو سمك يومياً حسب التمساح، وفى الغالب يأكل كل يومين وجبة خاصة خلال فترة الصيف، وفى فصل الشتاء يأكل كل ثلاثة أو أربعة أيام مثلاً، بينما يفضل التمساح الصيام خلال شهر يناير وفبراير وهى فترة البيات الشتوى للتمساح.
وأوضح طه النوبى، بأن زوار القرية من السائحين الأجانب والمصريين يقضون وقتاً ممتعاً داخل قرية غرب سهيل ويحرصون على التقاط الصور التذكارية والسيلفى مع التماسيح داخل البيوت ويعجبون من هذا الأمر الغريب فى المجتمعات المختلفة، ويستمتعون من المرشدين السائحين المرافقين لهم عن قصص تربية التماسيح فى النوبة.
وأشار صابر عسكر، أحد أبناء النوبة بأسوان، إلى رغبة بعض السائحين فى شراء هذه التماسيح، إلا أن الناس تؤكد لهم أنه محظور بيئياً، وكذلك تحرص البيئة على عدم إطلاق هذه التماسيح فى الشوارع أو ترك العنان لها نظراً لخطورة الأمر، بجانب حرص البيئة على التأكد بنفسها فى حال وفاة التمساح والذى يعيش فى الغالب نفس عمر الإنسان لذلك فى النوبة يعتبرونه "الوفى" لأنه يولد ويموت فى عمر الإنسان مثلاً 60 أو 65 أو 70 سنة، وتأتى البيئة للتأكد من خبر وفاته بعد أن يتم حفظه فى درجة حرارة باردة "ثلاجات" لحين الانتهاء من إجراءات دفنه.
وعلق "عسكر" قائلاً: بعض التماسيح بعد وفاتها تحنط وتوضع على واجهة المنازل، أو يتم تحنيط جزء منها كالرأس ووضع مصباح داخل فمه، وإضافة بعض الرسومات حول الرأس المحنطة الموضوعة أعلى باب المنزل، فى إشارة ودلالة على القوة التى يظهر بها أهل هذا المنزل، علاوة على إعجاب الأجانب بهذه الطقوس النوبية والمزارات الأخرى التى يشاهدونها فى القرى النوبية فقط من ركوب الجمال وتناول الأطعمة النوبية والرسومات والمشغولات اليدوية البيئية والمنتجات الأسوانية.
أبناء النوبة يربون التماسيح
أقفاص التماسيح
الأجانب يلتقطون الصور للتماسيح
التماسيح المحنطة على باب المنازل
التماسيح فى النوبة
النوبة
تربية التماسيح فى النوبة
حياة التمساح داخل البيوت النوبية
صحفى اليوم السابع فى بيوت النوبة
صور تذكارية مع التماسيح
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة