الصحة العالمية: سوريا تعانى من احتياجات إنسانية وصحية لا مثيل لها

الجمعة، 06 مايو 2022 12:34 م
الصحة العالمية: سوريا تعانى من احتياجات إنسانية وصحية لا مثيل لها الدكتور احمد المنظري المدير الاقليمي لشرق المتوسط
كتبت أمل علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كشف الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لشرق التوسط، خلال مؤتمر صحفى اليوم الجمعة، على هامش مؤتمر بروكسل السادس لدعم مستقبل سوريا في مجال الصحة، يمكن أن يمثل إبقاء انتباه العالم على سوريا تحديًا، لاسيما بالنظر إلى الصراع الذي مضى عليه أكثر من عقد من الزمان.

وقال: اليوم الأزمات والنداءات للفت انتباهنا موجودة في كل مكان من جائحة عالمية إلى مناخ منهار إلى الوحشية التي تعيشها أوكرانيا الآن.

وأضاف، صحيح أن طواقم التليفزيون التي وثقت ذات مرة الأطفال الذين انتشلوا من تحت الأنقاض وقصف المستشفيات إلى أنقاض لم توثق محنة سوريا كما كانت من قبل - إلا أن معاناة الشعب السوري لا تزال قائمة، مضيفًا: الواقع القاسي هو أنه بعد 11 عامًا من الحرب، تعاني سوريا من معاناة واحتياجات إنسانية لا مثيل لها، هناك حوالي 6.9 مليون سوري نازحون داخليًا، و5.6 مليون آخرين هم لاجئون في الخارج.

وقال: تستمر الأعمال العدائية في جميع أنحاء البلاد - بينما يعيش 97% من السكان تحت خط الفقر

ويعاني أكثر من 80% من السكان من انعدام الأمن الغذائي، مشيرا إلى أن أدى الوباء إلى تفاقم معاناة الشعب السوري بسبب الآثار الكارثية المستمرة للنزاع والعقوبات، وتدمير البنية التحتية للصحة العامة، ونضوب الطاقم الطبي والإمدادات الطبية، وسوء الأحوال المعيشية وغير ذلك، يستمر الوضع الاجتماعي والاقتصادي في التدهور، ما يؤدي إلى تشريد السكان وتعميق أوجه عدم المساواة والضعف البشري، موضحًا، كل هذه البيانات لا تعني شيئًا إذا نسينا أننا نتحدث عن أناس حقيقيين.

وأضاف، عندما أقول إن الملايين يعانون، من بينهم جعفر البالغ من العمر 6سنوات - والذي التقيته منذ وقت ليس ببعيد في مهمة إلى سوريا، والذي يعتمد على غسيل الكلى 3 مرات في الأسبوع في مركز رعاية صحية تديره منظمة غير حكومية تدعمه منظمة الصحة العالمية في حمص للبقاء على قيد الحياة، عندما أقول إن الخدمات الصحية معطلة، أشتمل على الأم العزباء رقية، مع اثنين من الصبية المكفوفين الذين انتظروا عامين لإجراء عملية رأب الأوعية الدموية، أنا أشمل كل الآخرين الذين لم ينجوا من الانتظار.

وقال: عندما أخبرك أن سوريا فقدت أكثر من نصف العاملين في المجال الطبي منذ بداية الأزمة، الاحتياجات هائلة، والظروف بكل صراحة رهيبة، في منظمة الصحة العالمية، نعمل على معالجة المحددات العامة للصحة في هذه الدولة من خلال التعاون مع شركاء القطاع الاجتماعي والاقتصادي.

وأكد، هدفنا هو مداواة سوريا وتمكينها لتصبح دولة سلام وازدهار، لبناء مجتمعات قادرة على الصمود وحماية الحقوق الصحية وتقليل عدم المساواة الاجتماعية، تؤكد خطة التنمية المستدامة لعام 2030 على الترابط بين الاهتمامات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، كما تسلط الضوء على أهمية معالجة المحددات الاجتماعية للصحة، السلام والنزاع، والدخل والحماية الاجتماعية، والأمن الوظيفي، والتعليم، والأمن الغذائي، والإسكان، والإدماج الاجتماعي، والوصول إلى الخدمات الاجتماعية بأسعار معقولة.

وأوضح، إذا أردنا تحسين هذه الظروف الصحية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة والصحة الإقليمية للجميع بكل الأهداف، يجب أن نركز على تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض، وليس فقط معالجتها، وبالتالي إنقاذ الأرواح.

وهذا يتطلب الانتقال إلى شراكات جديدة متعددة الأطراف ضرورية لتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض، مما يؤدي في النهاية إلى الحفاظ على صمود وصحة الشعب السوري، يجب علينا أيضًا التركيز على الاستثمار ومشاركة المعرفة والسياسات والتشريعات وجميع السبل الأخرى التي يمكن أن تساعدنا في معالجة هذه التهديدات بشكل أفضل وتحسين جودة الخدمات وتحقيق نتائج صحية أفضل.

صحيح أن هذا ليس بالأمر السهل في بلد حيث الأمن غير مستقر، تعمل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في ظروف صعبة، ويعيقهم انعدام الأمن والقيود المفروضة على الوصول.

وقال، الحقيقة الصارخة هي أنه في كثير من الأحيان، يجتمع الصراع والمرض معًا، نرى هذا في أفغانستان واليمن وإثيوبيا وميانمار وفي سوريا، لا يمكن أن تكون هناك صحة بدون سلام، ولا سلام بدون صحة، من خلال مبادرة منظمة الصحة العالمية للصحة من أجل السلام، نعمل على تعزيز المرونة في مواجهة العنف وتمكين الناس من إعادة بناء علاقات صحية وسلمية مع بعضهم البعض.

وأضاف، نحن نشجع الرعاية الصحية كنشاط محايد وسلعة عالمية، يمكن للفصائل المتحاربة أن تلتف حولها، ونحن نقوم بذلك بطريقة خاصة بسياق النزاع، ومراعية لمحفزاته، وتوفر كلاً من الفوائد الصحية وآفاق السلام.

وتابع: تعمل منظمة الصحة العالمية، ضمن مستوى من المخاطر لإيصال المساعدات الإنسانية والعاملين في المجال الإنساني إلى المناطق التي يعيش فيها السوريون.

وعلى الرغم من أن سوريا كانت من بين الدول الأكثر تضرراً من عدم المساواة في اللقاحات، إلا أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن الصين وكوبا وأيسلندا واليابان والنرويج وعمان والاتحاد الروسي وسويسرا والإمارات العربية المتحدة، تبرعت بلقاحات كورونا لسوريا، سواء كان الأمر كذلك. من خلال التبرعات الثنائية أو كجزء من آلية مرفق كوفاكس متعددة الأطراف.

بالإضافة إلى اللقاحات، قدم أعضاء الاتحاد الأوروبي وكذلك أستراليا والنرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وغيرها التمويل والمعدات الطبية القيمة والتبرعات العينية، وبسبب ذلك تمكنت منظمة الصحة العالمية من الحفاظ على مستوى أساسي من الرعاية الصحية يمكننا البناء عليه بدعم من المجتمع الدولي وشركائنا الملتزمين، لقد أنقذنا الأرواح.

وقال: إن احتياجات الشعب السوري هائلة، وكذلك معاناتهم، لكنني عدت من رحلتي إلى سوريا بتفاؤل. لأنني على الرغم من الدمار والحرمان، رأيت أيضًا صمودًا وأملًا، على الرغم من ندرة الموارد المالية والبشرية، رأيت أيضًا مهنيين طبيين يتنقلون لخدمة شعوبهم، على الرغم من الألم الذي شعرت به، التقيت بأشخاص رائعين وراء هذه الأرقام المدمرة.

وأوضح، ما زلت أفكر في جعفر الصغير حتى يومنا هذا، أفكر في رقية التي أخبرتك عنها وابنيها المكفوفين، أنا لم أنساهم، دعونا لا ننسى الشعب السوري، دعونا ننهي معاناتهم، دعونا نوليهم اهتمامنا، خاصة الآن بعد أن أدى تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي إلى ترك الملايين في حاجة إلى المساعدة.

وأشار، إلى إنه يعتمد مستقبل سوريا العادل والسلمي على الالتزام المتجدد للمجتمع الدولي والدول الأعضاء والشركاء، نحن بحاجة إلى تعددية جديدة من أجل تحقيق الصحة للشعب السوري وضمان الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والازدهار المشترك.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة