لم تتوقف مصر - على مدار سنوات - عن الحديث بشأن أهمية لحاق أفريقيا بركب التقدم، وأن تحقق التنمية والتقدم بما يليق بشعوبها والإمكانيات التى تمتلكها، وتحتاج لاستغلالها وتوظيفها، ولا يترك الرئيس فرصة إلا ويتحدث فيها عن أحلام التنمية والتقدم لمصر، وأيضا للأشقاء فى أفريقيا، بل إن الدولة المصرية سعت - على مدار السنوات الماضية - إلى عقد مؤتمرات أفريقيا مع الصين، واليابان، والاتحاد الأوربى، وروسيا، وفى كل فعالية دولية، تحدث الرئيس عن حق أفريقيا ودولها وشعوبها فى التقدم والتنمية، بما يناسب ما تمتلكه من إمكانيات، وآخر نموذج هو اجتماعات البنك الأفريقى، والتى تعقد بالقاهرة، وقبلها مؤتمر «صحة أفريقيا» قبل أيام.
«أفريقيا لن تعبر ما هى فيه إلا عندما تكون قلوبنا على قلب بعض، نتجاوز أى خلافات ومشاكل، من أجل مستقبل نغير فيه الواقع إلى مستقبل أفضل».
هكذا تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى اجتماعات البنك الأفريقى للتصدير والاستيراد، ملخصا أحلام القارة فى التنمية والتقدم، وحق دولها وشعوبها فى أن تعيش بشكل يتناسب مع طموحاتها، وأن تستطيع الدول الأفريقية استغلال ثرواتها، واللحاق بالاقتصاد الحديث، وأن تستغل إمكانياتها الزراعية والصناعية.
وقال الرئيس، إن الدول الأفريقية تمتلك إمكانيات هائلة، لكنها تحتاج إلى موازنات ضخمة لإقامة بنية أساسية، تمكنها من أن تمهد لتنمية حقيقية، وإنشاء هذه البنية يحتاج إلى مئات المليارات مشيرا إلى أن تأهيل وزراعة مليون فدان يتخطى فى التكلفة 200 مليار جنيه تحتاج إلى كهرباء وأموال ضخمة وتكنولوجيا زراعية حديثة، وبعض الدول المجاورة لديها 200 مليون فدان لكنها غير قادرة على زراعتها، وهذا هو ما يفترض أن يلفت النظر إلى الفارق بين الرغبة والقدرة، وإذا كان تجهيز مليون فدان يتكلف نحو 30 مليار دولار، فكم يحتاج تجهيز 200 مليون فدان أو ملايين الأفدنة المتوافرة فى أفريقيا.
والواقع أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، كان يتحدث عن أحلام أفريقيا فى اللحاق بركب التنمية والتقدم، وحصول شعوبها على ما يستحقونه ويتناسب مع إمكانيات ضخمة تحتاج إلى توظيف، لأن دول العالم المتقدمة والغنية أقل من 20% من دول العالم، وإذا كانت مصر احتاجت من 400 إلى 500 مليار دولار على مدار 7 سنوات، ومساحتها مليون كيلومتر، وأنجزنا من 10 إلى 12% منه، فماذا ونحن نتحدث عن أفريقيا، ومساحة 30 مليون كيلومتر مربع؟
وقال الرئيس السيسى: «أوكرانيا بتطلع 60 مليون طن قمح ومساحتها 600 ألف كيلومتر مربع، لكن لكى تكون مزرعة تنتج هذا الكم وتصدر الغذاء للعالم، احتاجت مع الإرادة السياسية القدرة على امتلاك بنية اساسية للزراعة، من كهرباء ومصارف وطرق وتكنولوجيا للزراعة المتقدمة حتى الصوامع تستوعب 5 ملايين طن حجم تصريف شهرى، وإذا كانت دولة مثل أوكرانيا تحقق هذا، فإن هناك دولا أفريقية لديها إمكانيات لكن تحتاج إلى قدرات لاستغلال هذا.
قبل ذلك، وفى مؤتمر «صحة أفريقيا» أكد الرئيس أن نقص القدرة لا يعنى الإحباط، بل الأمل والرغبة فى عمل شاق وتعاون واسع لتأسيس بنية أساسية، ولفت الرئيس النظر إلى ما سبق وأعلنه فى حديثه فى ألمانيا عن حق أفريقيا فى التنمية مثلما تقدمت الدول الكبرى، وهل لدى الدول المتقدمة ومؤسسات التمويل الاستعداد لإقراض أفريقيا لتقيم بنيتها الأساسية للتنمية.
ويرى الرئيس أن أول تحدٍ، هو إيجاد بنية أساسية قارية، حلم الناس فى أفريقيا، صاحبة أكبر نمو سكان وأكبر حجم شباب، ومع هذا لا يمكن الانتقال بين دولها بالقطارات أو الطرق، «مش قادر أروح لإثيوبيا بالقطر، مش قادر أروح لكينيا بالقطر، ولا بالطريق مفيش سكة حديد، ولا خطوط طيران، ولا موانئ، وهى قضية تعنى السياسيين لكنها تتم وفق القدرات الاقتصادية».
الرئيس يتحدث دائما عن إرادة التقدم والتنمية، والتعاون ومساندة الدول الكبرى، لكنه أيضا يؤكد أهمية الاستقرار السيسى والأمن كأساس للتنمية والاستثمار وتحقيق حلم التقدم فى أفريقيا لشعوبها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة