أحمد التايب

صواريخ من الزوابع.. لماذا أصبحنا هكذا؟

السبت، 18 يونيو 2022 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ظل انتشار السوشيال ميديا، والسعى نحو الترند انتشرت عدة ظواهر غير حميدة، أهمها غياب الوعى، وتآكل القيم والأخلاق، والأخطر انتشار السطحية وانشغال الناس بسفاسف الأمور ، ليصبح الاهتمام بقضايا تافهة ليس بها فائدة ولا منفعة لا للمجتمع ولا حتى للأفراد، لتصبح محورا للبحث ومحلا للنقاش، بل العجب،  أنه يتم من أجل مناقشتها عقد ندوات وجلسات تلفزيونية على الهواء تتكلف ملايين الملايين من الجنيهات.
 
والمؤسف أيضا، أنه بين مؤيد ومعارض لهذه القضايا والتوافه الجدلية تضيع القضايا المهمة، ولا يعرف المجتمع تحدياته ولا كيفية مواجهتها ولا يقدر ما يحيط به، بل الخطر أن هذه القضايا الجدلية تحل محل القضايا المهمة والأولويات، ويصبح ما يشغل الناس فلان تزوج فلانة، والممثل فلان طلق فلانة، وأخرى لبست فستانا يظهر كذا، وتلك تركب سيارة نوعها كذا وثمنها كذا.
 
ويكثر الجدل واللغط حول تفاهات وهيافات تظهر جليا فى تعليقات الرواد والمتابعين بل ينضموا إليهم رجال دين وشخصيات تطلق على نفسها رموزا وتقدم عبر الشاشات التلفزيونية كمفكرين وتنويرين، ليشاركون فى هذه القضايا الغير نافعة، بل هم أنفسهم يطلقون صواريخ من الزوابع كل يوم لا معنى ولا قيمة لها، فهذا يطلق تصريحا مثيرا عن تعدد الزوجات، وآخر يثير الجدل عن قصة من قصص التراث الإسلامي. وثالث يطلق قذائف لا معنى لها إلا إثارة الجدل وتحقيقا للشهرة.
 
والعجيب، انخراط بعض هذه الشخصيات العامة فى هذه البراثن بداعى الحرية أو التربح أو إدمان الشهرة، غير عابئة بقيم المجتمع، ولا بمدى خطورة ذلك على النشء، ولا بأن أفعالهم هذا ترسخ للانحطاط وتمهد السبل للتعدى على أخلاقيات المجتمع.
 
 فكم من قصص وحكايات نقرأها ونسمع عنها يوميا لا قيمة لها ولا فائدة، وكم من فيديوهات وصور تدخل بيوتنا كل دقيقة تحمل فى طياتها ألفاظا خارجة وتعبيرات مزرية وصورة سلبية لانحطاطيات فكرية واجتماعية، وتصبح قضية رأى عام تنصب لها الفضائيات برامج وحوارات، وتكون مادة تحريرية دسمة لمواقع إلكترونية لركوب الترند.
 
لتكون النتيجة فى النهاية للأسف، أن نكون أمام مشهد مخزى، فبدلاً من الانشغال بقضايانا  المُلحة، وخلق حالة وعى نحو تحديات مستقبلنا وواقعنا، نذهب الى التعارك والاختلاف حول قضايا من سفافس الأمور، ولا أعرف ما سيفيد هذا فى حل مشكلات الشباب أو إصلاح منظومة القيم أو مواجهة التحديات فى التعليم والصحة أو خطر الزيادة السكانية أو  الأمية.
 
 
وأخيرا .. ندق ناقوس خطر، وجرس إنذار لمواجهة هذه الظواهر السيئة، والدعوة بضرورة التسلح بالوعى لحماية الحاضر والمستقبل، ونتذكر قول الإمام علي بن أبي طالب: إذا غضب الله علي قوم، رزقهم كثرة الجَدل، وقِلة العمل!!..
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة