مشاهد حصرية لتدفق المياه العذبة من أعماق الآبار على ساحل شمال سيناء

الأحد، 19 يونيو 2022 09:31 ص

تدفق المياه العذبة من أعماق الآبار على ساحل شمال سيناء

شمال سيناء ـ محمد حسين

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تنتشر على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط بنطاق محافظة شمال سيناء، آبار مياه جوفية طبيعية، منها تتدفق المياه العذبة وتتجدد طبيعيا وينتشلها الأهالى من أعماق هذه الآبار بالدلو، يستخدمونها فى ملء أوعيتهم وسقى حيواناتهم، وهى آبار حفرها القدماء من أهل سيناء ويتوارث أحفادهم حتى اليوم استخدامها وصيانتها لتبقى فى الخدمة .

نقل تليفزيون اليوم السابع، مشاهد حصرية لنموذج من بين هذه الآبار، وهو بئر منطقة جرادة شرق مدينة العريش على ساحل محافظة شمال سيناء، والذى تم حفره فى منخفض تحيط به تلال رملية شاهقة الارتفاع تفصله عن شاطئ البحر بمسافة تقدر بنحو 200 متر.

وروى أحمد فرج أبو عجيرم، أحد الشباب بالمنطقة التى فيها حفر اجداده هذا البئر بقوله انه واحدا من بين كثير من الآبار التى تنتشر على طول الساحل لافتا انه فى الماضى كان يتم اختيار مكان منخفض قرب الساحل لحفر البئر بعمق لا يقل عن 10 امتار، ويصبح ملكا للجميع يأتى اليه من يريد ان يملأ أوعيته ويسقى ابله واغنامه من الرعاة .

وأضاف أنه حتى قبل سنوات قليلة كانت هذه الابار تشهد وصول اعداد كبيرة من الأهالي إليها لنقل المياه، وتراجع العدد فى السنوات الأخيرة بعد وصول خدمات توفير المياه بالبيوت، واصبح يحتاجها الرعاة والأسر التى تتخذ لها مساكن بشكل مؤقت قريبا منها.

وأشار إلى أنه من تقاليد الاستفادة من هذه الآبار عدم إهدار الماء بما لا يفيد ، ويتم رى الاغنام والإبل فى احواض كانت قديما تصنع من الطين وحاليا من الاسمنت بجوار البئر، وبعد الانتهاء يتم ملئها بالماء وتركها حتى تستفيد منها الطيور والحيوانات البرية فى المكان .

وتابع يحيى سالم شهوان، أحد شباب المنطقة بقوله، أن والده قام بتجديد البئر وبنائه بالأسمنت وهو تقليد ان يتم الحفاظ على البئر من اقرب من يسكن المكان المحفور فيها.

وأضاف أنه درجت العادة فى الماضي أنه يتجمع الشباب ويقومون بحفر البئر فى مكان منخفض، وبناء الطوب حوله ليحفظه وكان قديما يتم البناء بأحجار تنحت من الجبال وتنقل على ظهور الإبل ومع التطور الطبيعى أصبح تستخدم الأحجار الاسمنتية وتنقل على الكارات او الجرارات الزراعية لأن هذه الابار تحفر فى مناطق رملية لا تصلها الطرق الممهدة.

وأوضح أن البئر فى كل مكان يخرج منه ماء عذب ويطلق على مراحل تجدده اسم " الجم " اى تجدد المياه، بينما هناك ما تسمى الثميلة وهى نموذج مصغر من البئر وتستخدم فيها البراميل العادية وتكون على مسافة قريبة من البحر، لتستخدم فى الشرب، وهناك البرك المفتوحة التى تحفر لتتجمع فيها المياه الحلوة المتدفقة من أعماق الأرض وتستخدم فى الزراعة.