تنضم كولومبيا إلى الموجة الجديدة من الحكومات اليسارية التى وصلت إلى السلطة فى أمريكا اللاتينية ، وهذا العام كان المرشحون اليساريون للرئاسة هم المرشحون فى صناديق الاقتراع فى تشيلى وهندوراس، كما من المتوقع أن يهزم اليسار الجناح اليمينى فى البرازيل فى انتخابات أكتوبر المقبل.
واتخذت أمريكا اللاتينية منعطفا يساريا آخر، حيث تم انتخاب جوستافو بيترو رئيسا لكولومبيا، ليدخل التاريخ كأول يساري في البلاد يُنتخب لهذا المنصب، وهو ما سيؤدى بطبيعة الحال إلى تغيير في السياسة الداخلية وكذلك في ميزان القوى في أمريكا اللاتينية، حيث سيضيف زخم إلى موجة انتصارات اليسار في المنطقة.
وقال جان بويستن، خبير السياسة والباحث فى معهد أمريكا اللاتينية "هناك موجة جديدة من اليسار آخذة في الظهور في المنطقة، و على عكس الموجة الأولى ، بين عامي 2000 و 2010 ، ويبدو أن هذه الموجة أقوى ، وذلك لوجود الآن تحديات ".
وأشار الخبير إلى أن أحد الأسباب الأساسية لظهور وفوز اليسار في بعض الدول بأمريكا اللاتينية مثل تشيلى وهندوراس وكولومبيا، " هو سوء إدارة الوباء والمعاناة الاقتصادية التى تمر بها القارة اللاتينية وبالتالي زيادة عدم المساواة".
في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ، فاز المرشحون اليساريون بانتخابات رئاسية حاسمة ، مثل هوجو شافيز في فنزويلا، ولولا دا سيلفا في البرازيل، و نيستور كيرشنر في الأرجنتين، و ميشيل باتشيليت في تشيلي، وخوسيه موخيكا في أوروجواي وإيفو موراليس في بوليفيا ، ورافائيل كوريا ، في الإكوادور ، من بين آخرين.
وأشارت صحيفة "انفوباى" الأرجنتين إلى أن البرازيل هي الانتصار التالي المتوقع لليسار، وذلك حال فوز الرئيس الأسبق، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في انتخابات الرئاسة المقررة في أكتوبر القادم.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التغييرات من شأنها أن تقوي الكتلة اليسارية في المنطقة وهي التي، بطبيعة الحال، لها وجهة نظر عدائية ضد الولايات المتحدة.
وتعتبر سياسة واشنطن العامل الأول لصعود اليسار فى أمريكا اللاتينية، حيث أن مواطني وساسة الدول اللاتينية بدأوا يدركون أن اهتمامات الجار الأكبر في قارتهم باتت تقتصر على ما يهم المصالح الامريكية وليس المصالح المشتركة، فاهتمامات واشنطن تكاد تتركز في مكافحة المخدرات، وتأمين الممرات المائية الاستراتيجية لسفنها وناقلاتها، ووارداتها من المعادن والثروات الطبيعية، وحماية وتعزيز مصالح الشركات الأمريكية، ومواجهة أي توجهات يسارية تظهر في دول القارة تراها واشنطن.
وكانت تشيلى احتفلت بفوز مرشح أقصى اليسار جابريال بوريك، البالغ من العمر 35 عاما فقط، انتخب مرشح اليسار التقدمى جابريال بوريك رسميا، ليحقق بذلك الائتلاف اليسارى الذي ينتمي إليه الحزب الشيوعي انتصارا ساحقا في هذه المواجهة الانتخابية غير المسبوقة منذ العودة إلى الديمقراطية في عام 1990 بين مرشحين لديهما مشاريع اجتماعية متعارضة تماما، ودعي نحو 15 مليونا من أبناء البلاد البالغ عددهم الإجمالي 19 مليون نسمة، لاختيار واحد من المرشحين المتنافسين.
وحصل المرشح الشاب جابريال بوريك على 56% من الأصوات مقابل 44% لمنافسه اليميني المتطرف خوسيه أنطونيو كاست بعد فرز أكثر من 99% من مراكز الاقتراع.
وفى هندوراس، فازت زيومارا كاسترو فى انتخابات هندوراس الرئاسية ، لتصبح أول امرأة تتولى الرئاسة فى البلاد، وتنهى 12 عاما من حكم الحزب الوطنى الذى يرتبط بفضائح خاصة بالجريمة المنظمة وتهريب الكوكايين.
وأشارت صحيفة "الباييس" الإسبانية، إلى أن فوز كاسترو مدعوم بإقبال تاريخى تجاوز 68%، وهو رقم مرتفع بشكل خاص فى حالة الركود التى تشهدها الانتخابات، وعادت كاسترو التى تبلغ من العمر 62 عاما إلى السلطة كرئيس ، بعد الإطاحة بها كسيدة أولى.
وقالت كاسترو أمام مؤيدها بعد فوزها "12 عاما ..12 عاما "، مشيرة إلى أنه فى يونيو 2009 أطيح بزوجها مانويل زيلايا بإنقلاب أطاح به من السلطة، وقالت "رحلة طويلة لليسار الهندوراسى فى محاولة لاستعادة الرئاسة.
فمنذ الانقلاب الذى أطاح الرئيس اليسارى مانويل زيلايا عام 2009، حكم هندوراس الرئيس المنتهية ولايته خوان أورلاندو هيرنانديز، الذى تشتبه الولايات المتحدة بتورطه فى تجارة المخدرات.
زيومارا كاسترو زوجة الرئيس السابق ميل زيلايا، الذى أطاحه انقلاب فى العام 2009، زعيمة حزب "ليبرى" اليسارى، هى المرشحة التى كانت بالفعل الأوفر حظا، وتعتبر هى السياسية الأكثر تأثيرا فى اليسار الهندوراس.