أثبتت مجموعة من أهالى مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، نجاح مشروع تربية النحل فى مناطقهم، والحصول منه على أنقى وأفضل أنواع العسل بكل أنواعه الطبى منه والغذائى.
واعتمد النحالون فى مدينة الشيخ زويد على زهور النباتات البرية والعطرية والطبية والأشجار المعمرة، وأحواض النخيل والتين الشوكي كمصدر رحيق للنحل وتربيته فى أجواء طبيعية مفتوحة فى بيئة خالية من التلوث.
التجربة قادها 4 من النحالين على مدار سنوات بدأوها كهواية وبتشجيع من وزارة الزراعة، ثم طورها واستفادوا من مراحلها وتقلباتها، حتى تحولت لمشروعات بجوار منازلهم تطل على مساحات زراعية منوعة ما بين أشجار مزروعة وأخرى برية نامية، هى مصدر تغذية النحل فى الصناديق التى أعدوها له كمستقر لخلاياه، ويبحث عن إنتاجها من العسل النقى كثير من المرضى ومن يحتاجونه للعلاج، أو التغذية من ابناء سيناء وكافة المحافظات.
من بين من قاموا بتنفيذ مشروعات إنتاج العسل، المهندس محمد أحمد بلال باحث فى مركز البحوث، وهو من شباب مدينة الشيخ زويد، وقام بتكوين وبناء خلايا النحل على ساحل مدينة الشيخ زويد بمنطقة الزهور.
وقال "بلال"، إن التجربة بدأت بالنسبة له بتشجيع من والده المهندس الزراعى، بعد أن تبين أن النحل فى مناطقهم لا يستفاد منه، فهو يعبر مزارعهم فى مجموعات برية تتنقل بين الأشجار.
وأضاف أنه تمكن من الحصول على مجموعة طرود بسعر رمزى من وزارة الزراعة، بهدف التجربة وكانت المفاجأة نجاح المشروع فى بداياته البسيطة، لافتا إلى أن مصدر تغذية النحل على النباتات والأشجار البرية وخصوصا " الرطريط والأثل " وهو جزء من سر نجاحه فهى مصادر طبيعية جدا، إضافة لأشجار الموالح التى تنتشر فى مناطق ساحل مدينة الشيخ زويد فهى بيئة خصبة ومناسبة للإنتاج.
وقال إن الإنتاج يكون محدودا، ويصل لنحو 2 كيلو للصندوق وهو إنتاج ضعيف قياسا بالإنتاج الطبيعى للنحل فى مناطق أخرى والذي يتجاوز أضعاف هذا الرقم، لافتا إلى أن الجدوى هنا تقاس ليس بالكمية، ولكن بخصوصية الإنتاج من العسل فهو يخرج من مصادر طبيعية بحتة، وليس على مصادر سكرية مضافة يدويا.
وأشار إلى أن كميات الإنتاج من عموم المناحل فى المنطقة تستهلك محليا، وجودة النحل تجعل منه محل اهتمام من كثيرين خارج المحافظة ممن يعرفون قيمة العسل الأصلى النقى، لافتا إلى أنه توجد آلة واحدة لديهم لاستخراج النحل من الخلايا.
وتابع الحديث أحمد يوسف أحد النحالين فى حى الصقور وسط مدينة الشيخ زويد بقوله، ان تجربتهم مع إنتاج النحل بدأها والده فى عام 2015، بشكل محدود من خلال خلايا مقدمة من وزارة الزراعة، واصبح هذا مشروع لديهم لافتا إلى أنهم يستغلون مقومات الطبيعة من حولهم ان تكون مصدر لمعيشة النحل وانتاج العسل من خلال احواض نخيل منطقة السبخة التى تحيط بهم إضافة للتين الشوكي وشجر الأكاسيا، وكل هذه مقومات تساعدهم فى نجاح المشروع .
وأضاف أن المشروع لا يكلف شيئا وإنتاجه يفيد إذا كان محدودا لتوفير العسل لهم، وإذا كان هناك فائض فهو يباع بسعر جيد لأنه طبيعى ويعرفه من يبحثون عنه من أصحاب الخبرة فى فرز الجيد من العسل الأصلى.
وبدوره أكد "محمد عبدالمالك الحمايدة" أحد كبار النحالين فى مدينة الشيخ زويد ، والذى استطاع أن يقيم مشروعه وسط مزارع طبيعية بجوار منزله فى حى الحمايدة ، ان ما يميز عسل المنطقة انه يتغذى على مصادر زهور طبيعية، لافتا انه اضافة للنباتات البرية التى يعتمد فيها على ان تكون مصدر لمعيشة النحل توجد أشجار طبية وعطرية، ومنها الزعتر والمرمية ، اضافة لأقوى مصدر لإنتاج اللقاح وهو التين الشوكى الطبيعى الذى ينمو فى المنطقة ، وجميعها مصادر لا تعتمد بأي شكل على وجود كيماويات فضلا عن الطبيعة النقية، حتى ان النحل فى الخلايا ينتج مادة صمغ النحل بشكل جيد .
وأشار إلى أنه فى احدى المرات تناولت جهات بحثية فى وزارة الزراعة تحليل ما يخرج من منطقتهم من عسل، فوجد أنه أفضل وأنقى الأنواع فى مصر، لافتا إلى أنه بعض المرضى يحضرون خصيصا للحصول عليه .
وأضاف انه يقوم بمشروعه وسط كروم زراعات بمنطقتهم الزراعية الخصبة وهذا ساعد على نجاحه، ويكون سعيدا ان يحضر اليه من يبحث عن وصفة علاج بالعسل ومن النحل الذى لا يجد وقتا لديه افضل من الجلوس بجوار خلاياه وخدمته.
وتابع الحديث من نفس المنطقة الشاب هانى الحمايدة، الذى بدوره يربى النحل كمشروع ناجح كما يقول، لافتا إلى أن بدايتهم كانت بالصدفة فى عام 1996، عندما عثروا فى زراعات تجاور بيتهم على خلية نحل برية متنقلة، واثار مشهدها الشغف لديهم ان يتم استئناسها، فكانت النواة لمشروع لايزال حتى اليوم، ومرو بتجارب صقلت خبرتهم فى التعامل مع النحل، واستعانوا بخبرات كثيرة من متخصصين حتى أصبحوا ملمين بكل التفاصيل.
وأشار إلى أن المشروع تعرض لإخفاقات نتيجة تراجع الزراعات فى بعض الاحيان، لكن دائما ما يميزه عن غيره ان المنتج طبيعى جدا، وانه وصل فى بعض مراحله لاستخراج عسل بكميات من 200 صندوق فيها يتم تربية النحل .
وقال انه وبحسب خبرتهم يعد مشروع تربية النحل من أنجح المشروعات فى المنطقة، ويتوقع ان يحظى خلال الفترات القادمة بفرص نجاح اكبر مع زيادة المساحات الزراعية من جديد وتنوع المحاصيل .
وأشار المهندس أحمد عبد الله بلال مدير عام بمديرية الزراعة على المعاش، إلى أن مناطق الشيخ زويد تعد من أخصب اماكن تربية النحل فهى من حيث الأجواء بكر طبيعية ، وتتوفر فيها مساحات شاسعة تنمو فيها الزهور البرية من نباتات منوعة الأصناف فضلا عن الزراعات سواء البعلية على المطر او على مياه الأبار ، وتابع انه يشجع هذه المشروعات ويدعو للإكثار منها واستثمار المكان وطبيعته فى التوسع فيها .
احمد-يوسف-صقر
العسل-يتدفق-من-الخلية
المشروعات-لانتاج-النحل
المهندس-احمد-عبدالله-بلال
المهندس-محمد-بلال
النحل-فى-المزارع-الطبيعية_optimized
النحل-فى-بيوته_
انتاج-العسل
انتاج-من-مناحل-الشيخ-زويد
تربية_
تربية-النحل-فى-مدينة-الشيخ-زويد_
خلايا-نحل
طرق-منوعة-للانتاج
عسل-النحل
عسل-طبيعى-خالص
عسل-نحل-طبيعى-تنتجه-الخلايا
ماكينة-تجهيز-العسل-وسحبه-من-الخلايا
مشروعات-الانتاج-فى-مدينة-الشيخ-زويد
مشروعات-تربية-النحل_
مشروع--ناجح
مشهد-العسل-الطبيعى
مناحل-فى-مدينة-الشيخ-زويد_1
منحل-فى-مدينة-الشيخ-زويد
من-خلايا-النحل
من-خلايا-النحل_