أين ذهبت لوحات محمود بقشيش؟.. واقعة عمرها 20 عاما ولا يزال البحث جاريا.. من فتح المرسم واستولى على المتعلقات؟.. زوجة الفنان: ملف الجرد صفحة بيضاء وهناك 3 حالات لاختفاء اللوحات.. ومسئولو وزارة الثقافة يردون

الإثنين، 11 يوليو 2022 08:00 م
أين ذهبت لوحات محمود بقشيش؟.. واقعة عمرها 20 عاما ولا يزال البحث جاريا.. من فتح المرسم واستولى على المتعلقات؟.. زوجة الفنان: ملف الجرد صفحة بيضاء وهناك 3 حالات لاختفاء اللوحات.. ومسئولو وزارة الثقافة يردون محررة اليوم السابع مع هدى يونس
بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- زوجة الفنان: تقدمت بشكاوى طوال السنوات الماضية لاستراد حق محمود بقشيش وأوصلت الأمر لمجلس الوزراء
- محمود بقشيش لديه لوحة من مقتنيات صندوق التنمية الثقافية رأيتها تباع فى الأسواق بثمن بخس
- حاولت اقتناء لوحة بقشيش المباعة فى الأسواق لكن البائع اختفى 
- صبحى الشارونى كتب فى أوراق جمعية نقاد الفنانين التشكيليين ما يثبت ملكيتنا لـ5 أعمال لمحمود بقشيش لكنها سرقت
- أناشد المسئولين استرجاع تاريخ محمود بقشيش المنهوب
- رئيس نقابة التشكيليين السابق: حاولنا حل مشكلة لوحات جمعية نقاد الفنانين بشكل ودى لكن لم يفلح الموضوع
-رئيس قطاع الفنون التشكيلية: صعدنا واقعة فتح مراسم بقشيش إلى النيابة الإدارية للتحقيق فيها

"لا نملك ولا نرث من محمود بقشيش شيئاً غير تاريخه المشرف"، هكذا بدأت الكاتبة هدى يونس، زوجة الفنان التشكيلى الراحل محمود بقشيش ( 1939 – 2001 )، حديثها معنا، حيث سردت لنا بالتفاصيل وقائع ما أطلقت عليه "نهب" ممتلكات محمود بقشيش بعد رحيله، فقد ظلت تبحث عن أعماله قرابة العشرين عاما دون جدوى، ومن هنا سوف نستعرض خلال السطور التالية عمليات البحث عن أعماله ومحاولة إرجاع ممتلكاته لأسرته التى باءت بالفشل. 
 
وقبل البدء فى استعراض هذه الوقائع علينا ذكر، أن الفنان محمود بقشيش من رواد الفنانين التشكيليين، وكان صاحب مدرسة حتى أن فنانين كثيرين ساروا على دربه، كما عمل طويلاً ناقدا فنيا وكاتبا صحفيا تبنى قضايا الفنانين والمثقفين فى مقاله الثابت بجريدة الهلال، وأصدر على نفقته الخاصة سلسلة آفاق 1979م لنشر الكتابات الأدبية والفكرية والفنية التى لم يتمكن مؤلفوها من نشرها.
 
محمود بقشيش
 

لوحاته ومتعلقاته الموجودة فى مرسمه ذهبت مع الريح

تقول هدى يونس، فى لقاء مع اليوم السابع، بعد ثلاث سنوات من وفاة محمود بقشيش وبالتحديد فى عام 2003، توجهت إلى مرسمه بوكالة الغورى بحى الحسين، وكانت لا تزال جميع متعلقاته الشخصية ولوحاته موجودة، لكن منعونى من الدخول، وعلى الرغم من أننى فى ذلك الحين كنت الوصية على ابنتى "فيروز" صاحبة كل الممتلكات الموجودة بالمرسم الخاص بوالدها بحكم محكمة، كما أن جميع لوحته الموجودة بالمرسم مسجلة باسم ابنته بيع وشراء، لكن جاء منعى من الدخول من قبل مديرة المراسم التابعة لقطاع الفنون التشكيلية فى ذلك الوقت. 
وتابعت هدى يونس، حاولت أفهم سبب المنع، فقالت مديرة المراسم "إنها تريد جميع الوارثة"، وكان ردى عليها "أن الوارثة ليس لهم شأن لأن جميع اللوحات ملك ابنته فيروز، كما أن أشقاءه جميعهم رحلوا منذ زمن طويل وأبناءهم متفرقين فى دول مختلفة ولا أعلم عناوين منازلهم، ووجهت لمديرة المراسم سؤالا: كيف أعثر عليهم لكى افتح المرسم؟ ولم تأتى برد واضح!. 
 
وأضافت هدى يونس، كنت على علم أن المرسم يضم أكثر من 30 لوحة، كما يضم الخامات المتعلقة بالرسم وأدواته الخاصة ومتعلقاته الشخصية وصورنا الفوتوغراقية الشخصية، إضافة إلى بعض اللوحات الأخرى التى كان يقتنيها من المعارض، وبعد إصرار مديرة المراسم على عدم فتح مرسم محمود بقشيش انتظرت سنوات لأنى كنت مطمئنة أن المرسم تابع لوزارة الثقافة، ولا يمكن فتحه ونقل محتواياته دون الرجوع لى أو لابنتى، ففتح باب المرسم يحتاج إلى محضر لجنة جرد ولجنة لفحص الأعمال ولجنة خاصة بالورثة، ولكن المفاجأة كانت أكبر من توقعاتى حينما أبلغنى النحات "سيد توفيق" أن المرسم تم فتحه ونقله لفنان آخر هو "نوبى بديع "، وتوجهت بالفعل إلى المرسم بعد 10 سنوات، وسألت العمال هل المرسم سلم للفنان فارغا؟، فأكدوا أنه كان خاليا من أى مقتنيات. 
الفنون
الفنون
وفى السنوات الـ 10 كنت أذهب إلى المرسم أشاهده من بعيد، وأطمئن إلى أنه مغلق وأرحل، وكان أهم شىئ بالنسبة إلىَّ أنه مغلق، وفى ذلك الوقت حدث ترميم لوكالة الغورى وتم منع الناس أصلا من الدخول، وكنت على أمل أن ابنتى فيروز تتقدم فى السن لكى تكبر وتطالب بحقها دون وجود وصى عليها، كما أن حقها موجودة ومحفوظ من قبل الدولة لذلك لم يكن لدى أى نوع من أنواع التخوين. 
 
 وعندما ذهبت إلى المرسم بعد علمى بأنه فتح وتم نقل مقتنيات محمود بقشيش كنت فى حالة ذهول لأنه لا يمكن لأى شخص من الناحية القانونية التصرف فى اللوحات دون الرجوع إلى وإلى ابنتى، فتساءلت كيف حدث ذلك؟ ورأيت مديرة جديدة للمراسم غير الأخرى التى منعتنى من الدخول فى سنة عام 2003، وعندما سألتها أين متعلقات محمود بقشيش؟ أخرجت لى ملفه الموجود بالقطاع وكله "صفحات بيضاء"، ولا توجد له أى مقتينات فى المرسم، وكان ردى عليها، كيف؟ ولا يزال المرسم مكتوبا عليه اسم محمود بقشيش. 
 
وبعد ذلك توجهت بشكوى إلى الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية عام 2018، وكان رده "أن كل هذا لم يحدث فى فترة مسئوليتى على القطاع".
 
هدى يونس
 
 ومن هنا صعدت المشكلة إلى الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، وقمت بإرسال شكوتين لها، وكان الرد "أن التحقيق جارى على أعلى مستوى"، ومن 2018 حتى وقتنا هذا لم يحدث جديد، وأوصلت الأمر إلى شكوى فى مجلس الوزراء والذى بدوره وجه الشكوى إلى وزيرة الثقافة، وقامت الوزيرة بتوجيه الشكوى إلى قطاع الفنون التشكيلية كأننا ندور فى دائرة مغلقة. 
وتابعت هدى يونس، إن ما حدث معى ومع حق ابنتى، خرق لكل القوانين، ولا أتهم الدولة بالتقصير لكن الاتهام يقع على الموظفين والأفراد الذين يستغلون مناصبهم لارتكاب مثل هذه السرقات. 
ومن جانبه توجه "اليوم السابع" إلى الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، فعلق "إن هذه الواقعة سبقت فترة مسئوليتى رئيسا لقطاع الفنون التشكيلة" مضيفا أنه بصفته مسئولا عن القطاع تم تحرير الواقعة وتحويلها إلى الشئون القانونية بقطاع الفنون التشكيلية عام 2018 للبث فيها، ومن بعد ذلك تم إيصال القضية إلى النيابة الإدارية للتحقيق بشأنها خلال عام 2019 .

سرقة لوحاته من الجمعية المصرية لنقاد الفن التشكيلى 

ننتقل إلى واقعة أخرى، حدثت أيضا بعد وفاة الفنان محمود بقشيش، ترويها هدى يونس، حيث كان الفنان يريد أن يزين حوائط الجمعية المصرية لنقاد الفن التشكيلى التى كان مقرها فى وكالة الغورى أيضا، فقام بارسال 5 من لوحاته تحت إيصال أمانه ترد بعد سنوات إلى الورثة الشرعين لهذه اللوحات وهم زوجته وابنته "فيروز"، وبالفعل دون الناقد صبحى الشارونى هذا الكلام فى أوارق الجمعية، لكن الوارثه لم يحصلوا على لوحاته، وجاء ذلك حينما قام أحد العاملين بالجمعية بالاستيلاء على الـ 5 لوحات.

 

وجاءت تفاصيل القصة كالأتى: تحدث مع كمال الجويلى، رئيس الجمعية المصرية لنقاد الفنانين التشكيلى فى ذلك الوقت، وذلك لكى استرد اللوحات الموجودة بالجمعية، لأنها موجود بصفة أمانى وهناك وأوراق تثبت صحة هذا الكلام، وكان رد "الجويلى" أن الفنان "ع – ث" معه كل أوراق الجمعية، وللأسف لم يكن معى ورق يثبت حقنا فى اللوحات غير أوراق الجمعية، ويرجع السبب فى ذلك لأن التعاملات قديما مع الفنانين التشكيليين كانت الكلمة فيها مثل السيف.
 
أوراق محمود بقشيش
 
ورحل "الجويلى" قبل أن يذهب معى للفنان كى أسترد الأعمال، ولكنى لم أيأس وتحدثت مع هذا الفنان وقال فى بداية الأمر "لم أستطيع فتح أبواب الجميعة التى نقلت إلى مدينة نصر"، وكان الناقد عز الدين نجيب شاهداً على أنه رأى اللوحات معلقة فى ذلك الوقت، وبعد ذلك علمت أن هذا الفنان قد قام ببيع أحد اللوحات، حيث اتصل بى المشترى كى يتأكد أن هذه اللوحة رسمها الفنان محمود بقشيش، وأنها ليست مزورة، وأكد أن أخذها من هذا الفنان بمبلغ كذا.
وعلى الرغم من أنى علمت بهذه الواقعة إلا أننى لم أقم بإبلاغ هذا الفنان على أمل أن يقوم بإرجاع اللوحات المتبقية وكان رده "الفئران أكلتها"، وقلت له "أرسل لى ما تبقى من أكل الفئران" وسمعت من الفنانين التشكيليين أنه يقول لهم "إذا كان معها ورق يثبت أن لوحات محمود بقشيش ملكها تروح تشتكى". 
 
 وبعد فترة قصيرة علمت أنه اشترك بثلاث لوحات فى معرضين لمحمود بقشيش، بأحد الجاليرهات الخاصة، وقام بتسعيرها باسم الفنان، وهذه اللوحات كانت موجودة فى الجمعية.
 
 
 وبعد هذه الواقعة قمت بتقدم شكوى لنقابة الفنانين التشكيليين التى كان يرأسها الدكتور حمدى أبو المعاطى، وشرحت له كل التفاصيل، ويومها أخبرنى حمدى أبو المعاطى "لا نستطيع أن نقف صامتين" وقام بتشكيل لجنة لمناقشة هذا الموضوع، وتشكلت اللجنة وكان أحد أعضائها الفنان نفسه المشكو فى حقه، لذلك انسحب عز الدين نجيب من اللجنة قائلا: "كيف تقومون بوضع الخصم فى اللجنة المشكلة للبحث فى تلك القضية"، ومن هنا توقف الموضوع.
 
 وقد تواصل "اليوم السابع" مع الدكتور حمدى أبو المعاطى، رئيس نقابة التشكيليين السابق، والذى أكد أنه قام بالفعل بتشكيل لجنة بشكل ودى وليس بشكل قانونى، مكونة من الناقد صلاح بيصار، والفنان عز الدين نجيب، والفنان المشكو في حقه، للتفاهم ودياً لإرجاع اللوحات، خاصة أن الكاتبة هدى يونس، ليس لديها أوراق تثبت أن اللوحات تخص أسرتها، لكن الفنان عز الدين نجيب رفض أن يكون الفنان موجوداً باللجنة، وهذا غير منطقى لأن لابد من أن يكون الخصم موجودا لمناقشته والتفاهم وديا حول لوحات محمود بقشيش، لأننا لا نستطيع أن نقتحم منزله ونأخذ الأعمال بالقوة، لذلك كان لابد من التعامل بشكل ودى ولكن لم يكتمل الموضوع ووقف عند تشكيل اللجنة. 

بيع لوحة كانت موجودة فى أحد مراكز قطاع صندوق التنمية الثقافية 

 ننتقل إلى واقعة أخرى تخص وزارة الثقافة ولوحات محمود بقشيش، ذكرتها هدى يونس، التي قالت إن الشخص الذى تواصل معي ليتأكد أن اللوحة التى باعها لها الفنان ترجع إلى محمود بقشيش قام بإظهار لوحة ثانية وكانت المفاجأة بالنسبة لى حيث إن هذه اللوحة رسمها محمود بقشيش فى أواخر أيامه ورسمها أثناء وجوده فى "جمصة" وكنت شاهدة على ميلاد هذه اللوحة، كما أننى كنت أعلم هذه اللوحة جيداً لأن بقشيش رسمى أنا فى اللوحة مقاسها مترX  متر، وكنت على علم أن هذه اللوحة ذهبت لتعلق فى أحد المراكز الإبداعية لصندوق التنمية الثقافية، وكان السؤال الذى تردد فى ذهنى فى ذلك الوقت كيف خرجت من صندوق التنمية الثقافية؟ وكيف تم بيعها؟

 

وأضافت هدى يونس، حاولت أقتنى اللوحة حيث إنها كانت مسعرة بثمن بخس، ووافق هذا الشخص وبعد فترة لم يرد علىَّ.
 وأنا أعلم أن صندوق التنمية الثقافية اقتنى عددا من لوحات محمود بقشيش فهل هى موجودة أم لا؟، لا أعلم عنها شيئا.

محمود بقشيش
محمود بقشيش
وتواصل اليوم السابع من جانبه مع الناقد الدكتور عز الدين نجيب، الذى أكد أنه عند وفاة الفنان محمود بقشيش، قامت المستشفى التى كان يعالج بها، برهن جثمانه حتى دفع كافة المصاريف، ومن هنا وجه الفنان فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق، صندوق التنمية الثقافية، بشراء عملين من أعمال محمود بقشيش لدفع مصاريف المستشفى والإفراج عن جثمانه لدفنه. 
 
وأوضح عز الدين نجيب من المحتمل أن اللوحة التى رأتها الكاتبة هدى يونس معروضة للبيع إحدى هاتين اللوحتين اللتين اقتناهما الصندوق، والمفترض أن الصندوق لا يقوم ببيعها، لأنها ضمن مقتنيات الدولة. 
 
 
 
وتواصل اليوم السابع مع الناقد سمير غريب، الذى أكد أنه وقت توليه منصب رئيس صندوق التنمية الثقافية، اقتنى بالفعل لوحتين من الفنان محمود بقشيش ليصرف به على علاجه بالمستشفى، وهذا كان دور الصندوق أن يكون الداعم للفنانين والكتاب بشكل عام، مضيفا أن الصندوق فى ذلك الوقت كان يقتنى عدداً من اللوحات الفنية فى ذلك الوقت وكانت تحدث أيضا إعارات للأعمال الفنية من قبل قطاع الفنون التشكيلية، لكن لا يمكن القول إن اللوحة  
 
وفى النهاية قالت هدى يونس، وبعد سرد هذه الوقائع والسرقات التى حدثت من بعد رحيل محمود بقشيش لعام 2001، أناشد المسئولين باسترجاع جزء من تاريخ محمود بقشيش المنهوب.
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة