بين ظلمات المقابر وسكونها، يعيش مسن كفيف في قلب هذه المدافن بين أربعة جدران من الخشب، تاركا الحياة وما فيها من متاع، وتاركا معها البشر، فقد اعتكف طيلة 33 عاما حتى الآن مع الأموات، فهو يعتبرهم خير ونس، يمر أمامه يوميا موتى يودعون الدنيا وما فيها، ويستقبلون الدار الآخرة بأعمالهم، فمن منهم عمل مثقال ذرة خيرا سيرى، ومن منهم عمل مثقال ذرة شر سيرى.
وفى حلقة جديدة من برنامج "فتحى شو"، تقديم محمد فتحى عبد الغفار، نسلط الضوء على حكاية لها العجب، لرجل مسن يسكن المقابر ويعتكف فيها منذ 33 سنة، هربا من متاعب الحياة ومشاقها، إنه عم عاشور الطيب، الذى بنى لنفسه سكنا بعيدا عن البشر حتى يعزل نفسه كليا عنهم ويكون صديق دربه ورفقته كلب بلدى هو سنده في الحياة ودليله حين يخرج من المقابر.
قصة لها نواحى كثيرة في الحياة وتعاليم ملهمة عن الصبر عند الابتلاء والرضا بقضاء الله وقدره عند وقوع المصائب، فالحياة لا تتوقف عند وقوعها بل تستمر ويزيح الله عز وجل البلاء عن عبده الصابر، ونجد أن الرفق بالحيوان والعطف عليه ومعاملته المعاملة الحسنة له مردود كبير عند هذا الحيوان الوفى وهو الكلب البلدى الذى يدعى "شيكو" .
"شيكو" كلب بلدى كان رفيق الدرب لعم عاشور الذى فقد بصره منذ 10 أعوام، بنسبة 90 % لا يرى إلا ضباب امامه، حنيه عم عاشور مع كلبه غيرت مجرى حياته فكان لا ياكل الا اذا اطمئن أن أحشاء كلبه قد أمتلئت ثم يفكر فيما يأكل هو وكان الكلب لا يغفل عينه طوال غفلة صديقه عم عاشور ، كان الكلب البلدى يرشد عم عاشور عن أماكن الحفر التي يتعثر بها وينبح عليه ليلفت نظره وكان ينتظره في ميعاد محدد اتفقا عليه ليدخله الى مكان سكنه داخل المقابر فكان خير دليل إنها حقا حكاية ليها العجب .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة