أثارت الأحداث الكبرى التى شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية خلال العقد الأخير حالة من الجدل داخل المجتمع الأمريكى، فما بين فوز غير متوقع أحرزه دونالد ترامب فى عام 2016، وصولاً إلى مشاهد الفوضى التى صاحبت نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة التى خسرها، فضلاً عن الأداء الذى خيب آمال كثيرين من قبل الإدارة الحالية برئاسة جو بايدن، خرجت صحيفة نيويورك تايمز باستطلاع رأى شامل خلصت من خلاله إلى حاجة ماسة لإجراء تعديلات على النظام السياسى فى البلاد.
وكشفت نتائج الاستطلاع أن 58% من الأمريكيين يرون نظامهم السياسى بحاجة إلى إصلاح شامل لعجزه عن التعامل مع المشكلات والأزمات المعتادة فى مختلف الدول.
شمل الاستطلاع أسئلة موجهة لمنتمين للحزبين الجمهورى والديمقراطى بشكل منفصل، وأخرى موجهة لعموم الأمريكيين، وخلص إلى أن الغالبية ترى ضرورة إلى اجراء تعديلات على آلية عمل المؤسسات وأركان النظام فى الديمقراطية التى وصفتها الصحيفة بـ"الأقدم فى العالم".
وعلى صعيد الحزب الجمهوري، كشف الاستطلاع أن هيمنة الرئيس السابق دونالد ترامب على الحزب، خلقت آراء متضاربة، حيث يرى 61 % إنه الفائز الشرعى فى الانتخابات الأخيرة، فيما يرى 72 % من المستطلعين أن أحداث اقتحام الكونجرس ليلة 6 يناير 2021، كانت مجرد احتجاج خرج عن السيطرة.
تأتى نتائج الاستطلاع فى الوقت الذى كشفت فيه لجنة مجلس النواب التى تحقق فى 6 يناير عن أدلة جديدة هذا الأسبوع على أن ترامب ومساعديه كان لهم يد فى توجيه عناصر الشغب إلى مبنى الكابيتول لمحاولة الحفاظ على سيطرته على السلطة التنفيذية، واظهرت النتائج انقسام حزبى حاد.
ومن بين من شملهم الاستطلاع، قال 49% أن أحداث الشغب فى الكابيتول كانت محاولة للإطاحة بالحكومة وقال 55% آخرون أن تصرفات ترامب بعد انتخابات 2020 هددت الديمقراطية الأمريكية، ويرى 76 % من الناخبين الجمهوريين أن ترامب كان ببساطة يمارس حقه فى الاعتراض على خسارته.
وعن ارتكب ترامب جرائم ومخالفات اثناء خوضه الانتخابات الأخيرة وافق 89% من الديمقراطيين و49% من المستقلين على الامر بينما قال 80% من الجمهوريين انه لم يفعل.
وعلى صعيد المنتمين للحزب الديمقراطي، قال 84 % أن هجوم الكابيتول كان محاولة للإطاحة بالحكومة وقال 92 فى المائة أن ترامب يهدد الديمقراطية الأمريكية.
وقالت الصحيفة إن هناك حالة من التشاؤم تسيطر على الديمقراطيين فعلى الرغم من سيطرتهم على البيت الأبيض والكونجرس الا أن الجمهوريين هم من يحققون أهدافًا سياسية طال انتظارها من خلال حلفائهم فى المحكمة الدستورية والمحكمة العليا.
وجاء تشاؤم الديمقراطيين بشأن المستقبل من عدم قدرة حزبهم على حماية حقوق الإجهاض، وتمرير إجراءات شاملة للسيطرة على السلاح، ومتابعة أولويات أخرى فى مواجهة المعارضة الجمهورية، وأعرب بعض الناخبين عن إحباطهم من النظام السياسى الذى اعتبروه غير مجهز للتعامل مع المشكلات.
وخلص الاستطلاع إلى أن المحكمة العليا، التى طالما حافظت على سمعتها على أنها فوق السياسة، يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها هيئة سياسية، وقال ما يقرب من ثلثى الذين شملهم الاستطلاع أن أحكام القضاة استندت إلى آرائهم السياسية، وليس على الدستور، وهو اعتقاد يشترك فيه 88 فى المائة من الديمقراطيين و 39 فى المائة من الجمهوريين.
وقال 53 فى المائة، أن النظام السياسى الأمريكى منقسم للغاية لحل مشاكل الأمة، والمشاعر الآن أكثر حدة بين الناخبين السود وأصغر الناخبين، حيث يعتقد 48% ممن شملهم الاستطلاع تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 عامًا قالوا أن التصويت لم يحدث فرقًا فى كيفية عمل حكومتهم.
وقال الناخبون الذين أيدوا بايدن فى عام 2020 إنهم يشعرون بالإحباط بسبب الأغلبية المحافظة فى المحكمة العليا، والتى تضم ثلاثة قضاة عينهم ترامب.
وقالت الصحيفة أن المقابلات مع الناخبين الذين تم استطلاع آرائهم كشفت عن وجود فجوات فى المجتمع الأمريكى امتدت إلى ما هو أبعد من المناقشات السياسية لتشمل تدابير مراقبة الأسلحة المقترحة ومكاسب فى الحقوق للأشخاص المتحولين جنسياً التى عارضها البعض، فى حين قال الليبراليون إنهم لا يستطيعون تصديق أن التقدم فى مجال الحقوق المدنية فى البلاد قد تحرك ببطء شديد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة