أكرم القصاص - علا الشافعي

كيف تحولت الثانوية العامة من "بعبع" للطلاب لفرحة الأسرة؟ الطب النفسى يجيب

الجمعة، 22 يوليو 2022 02:06 م
كيف تحولت الثانوية العامة من "بعبع" للطلاب لفرحة الأسرة؟ الطب النفسى يجيب طالب ثانوية عامة
كتبت- نورا طارق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ظلت "الثانوية العامة" طوال سنوات طويلة بمثابة "بعبع"، بالنسبة لأفراد الأسرة، التى كانت تشعر بالخوف والقلق طوال العام، خوفاً من عدم استطاعة ابنهم الطالب الحصول على الدرجة التي تؤهله للالتحاق بالكلية التي يحلمون بها منذ ولادته، لذلك كانوا يجهزون غرفة معينة لأبنائهم خالية من الضوضاء، حتى تساعدهم على التركيز، مع توجيههم بين الحين والآخر، بضرورة المذاكرة ومراجعة المواد الدراسية طوال الوقت، حتى يستطيعون الحصول على الدرجة التي يحلمون بها، الأمر الذى كان يؤثر بشكل سلبى على نفسية الطالب، وقد يجعله لا يستطيع المذاكرة والحصول على الدرجة التى يحلم بها هو وأسرته.

صورة أخرى لطالبات السيدة زينب
صورة أخرى لطالبات السيدة زينب

لكن الأمر اختلف هذا العام، وشعر الطلاب بالسعادة والاطمئان الذى ظهر على ملامحهم بنهاية ماراثون الثانوية العامة، حتى إنهم عبروا عن شعورهم بالسعادة بطرق مختلفة من زغاريد وقرع الطبول والرقص، لكن لا يعود هذا فقط على سهولة أسئلة الامتحانات هذا العام، بل لسبب آخر وهو العامل النفسى، الذى أوضحه الدكتور على القط، استشاري الطب النفسي وطب نفس الأطفال والمراهقين، حيث قال لـ"اليوم السابع"، التعامل مع المشاعر، موضوع محتاج تدريب ومحاولات كتير، لأننا تعودنا على التعامل مع السلوك أو النتيجة الملموسة منذ صغرنا، مثل ضرب الأب لابنه عند قيامه بسلوك خاطئ أمام الآخرين، دون مراعاة مشاعره أو شعوره بالإحراج، أوالدوافع التى قادته للقيام بهذا السلوك، مثل أن يكون بحاجة للاهتمام، أو أسباب أخرى، وهذا لا يختلف كثيراً عن التعامل مع أولياء الأمور مع طلاب الثانوية حيث كانوا يهتمون بحصول أبنائهم على الدرجات دون الاهتمام بمشاعرهم".

وأضاف "ضغط أولياء الأمور على أبنائهم للحصول على المجموع الذي يحلمون به والذي يؤهله للالتحاق بكلية معينة، جعلت الطالب يشعر بأن ذاته وقيمته مترسخة في الدرجة أو المجموع الذى يحصل عليه، والذى يشكل أيضاً مظهره أمام أسرته والمجتمع".

وأشار إلى أن مقارنة الأسرة الدائمة بين أبنائه وأبناء أصدقائه وأقاربه، أثرت سلبياً على نفسيتهم وبالتالي أثر ذلك على تحصيلهم الدراسى، وتقديرهم لذاتهم، ولكن هذا اختفى هذا العام، بسبب استيعاب الكثير من الأسر الدرس النفسى، وبدأت في الاهتمام بنفسية الطالب أكثر، حيث حرصوا بالتأكيد على أبنائهم بأنهم أهم لديهم من أى نتيجة أو مجموع، وإن أهم شىء لديهم هو محاولات أبنائهم المستمرة للنجاح والسعى وأنهم بجانبهم دائماً مهما كانت النتائج".

طلاب المحلة
طلاب المحلة

وأضاف "الكثير من الأسر بدأت تعيش مشاعر أبنائها بمرحلة الثانوية العامة، وأصبح لديهم خبرات أكثر في التعامل مع الطلاب في هذه المرحلة خاصة بعد أن عاشوا هذه التجربة مع أشقائهم الأكبر منهم، فتعلموا من أخطائهم وتجنبوا تكرارها، كما ساعد نظام التعليم الحديث الأسر في التقليل الضغط على الطلاب مع فهم واستيعاب نفسية الطلاب، وبعض الأسر  ساعدهم التوجه الإعلامي حول التعامل مع مناهج الثانوية العامة ونفسية الطلاب في هذه المرحلة".

جانب أخر من الاحتفالات
جانب آخر من الاحتفالات

وبالإضافة إلى كل ما سبق، أشار الطبيب النفسى إلى أن بعض الأسر اهتمت مؤخراً بزيارة عيادات الطب النفسي طلبا للدعم لهم ولأبنائهم بوعي منهم، وبعض الأسر مازالت محتاجة تتعلم وتتشجع أن تخوض هذه التجربة للحفاظ على نفسية أولادهم والتخلص من الأفكار المعرفية المغلوطة المشوهة، والتخلص من فكرة أن الثانوية العامة هي التى تحدد مصير طالب أو نجاحه وفشله المستقبلي، وتتخلص من فكرة أن الأبناء يحتاجون فقط توفير إحتياجاتهم المادية مع تجاهل مشاعرهم واستيعابهم ودعمهم".

صورة أخرى
صورة أخرى

 

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة