تضم البحر الأحمر عددا من المناطق الأثرية المعروفة والتى لها قيمة تاريخية كبيرة، إلا أنها لا يعرفها الكثير بسبب نقص الترويج لها وعدم الاهتمام فى فتح زيارات لأغلبها، حيث إن تلك المناطق ينقصها الترويج والاهتمام من قبل الجهات المختصة بالترويج لتلك المناطق المختلفة، تعرف على تلك المناطق بالتفاصيل فى المعلومات الآتية.
منطقة جبل الدخان
تقع منطقة جبل الدخان الرمانية غرب مدينة سفاجا، وتحديدًا شمال غرب مدينة الغردقة بحوالى 65 كيلو مترا، وتضم عدة آثار رومانية قديمة، وعرفت باستخراج ما يسمى بالحجر الإمبراطورى الفريد من نوعه، والذى أنشأ منه عدة تماثيل حول العالم أحدهم فى أكبر كاتدرائية بألمانيا، أحد أهم المزارات المهملة بالمحافظة.
من جانبه قال بشار أبو طالب، نقيب المرشدين السياحيين بمحافظة البحر الأحمر لـ"اليوم السابع"، إن مزارات منطقة جبل الدخان نادرة والزيارة إليها تكون على هامش رحلات السفارى الجبلية، موضحا أن تلك المناطق غير موجودة على خريطة البرامج السياحية إطلاقا.
ووصف نقيب المرشدين السياحين بالبحر الأحمر رد فعل السياح عند مشاهدتهم الأعمدة والآثار الرومانية الضخمة ملقاة على الأرض بمنطقة جبل الدخان، موضحا أنهم يصابون بحالة من الذهول تنتاب أغلب من زاروا تلك المناطق من السياح، مطالبا بالاهتمام بها وفتحها أمام الأفواج السياحية والتسويق لها، مضيفا أن المنطقة تضم أعمدة رومانية ضخمة من الحجر الإمبراطورى وعليها كتابات رومانية.
وكشف أبو طالب أنه تم استخراج أعمدة صنعها الرومانيين من تلك المنطقة، والتى بنى بها حوض التعميد داخل أكبر كاتدرائية فى ألمانيا، كذلك أن مجلس الشيوخ الرومانى قديما شيد أيضا من الحجر الإمبراطورى الموجود بمنطقة جبل الدخان بالغردقة وكذلك أكبر تابوتين بمتحف الفاتيكان القديم، وتوجد بالمنطقة لوحة من عصر الإمبراطور هدريان من عام 117 ميلادية.
منطقة وادى الحمامات بالقصير
تقع منطقة وادى الحمامات، كما أطلق عليها قديما، فى الطريق الرابط بين مدينة قفط التابعة لمحافظة قنا ومدينة القصير التابعة لمحافظة البحر الأحمر، والذى أطلق عليه قديما طريق قدس الأقداس لمرور ملوك الفراعنة به خلال رحلاتهم لبلاد بونت، والتى تمثل الآن قاعدة منطقة المثلث الذهبى.
استخرج من تلك المنطقة خريطة ترجع لعام 1318 قبل الميلاد توجد فى متحف تورينو الإيطالى، وهى للملك سيتى الأول، توضح جميع المسالك والدروب الجبلية لمناجم الصحراء الشرقية، وتبين من تلك الخريطة أن منطقة وادى الحمامات والتى تمثل قاعدة المثلث يوجد بها 25 منجما من الدهب، وأن الخريطة توضح الطرق إلى 130 منجم ذهب بينهم السكرى.
وقال محمد أبو الوفا أحد العاملين بمنطقة آثار البحر الأحمر، إن طريق وادى الحمامات يعد أقدم وأول طريق فى العالم، وخريطة الملك سيتى الأول هى أقدم وأول خريطة فى العالم، مضيفا أن الفراعنة أول من استخدموا التعدين وأول من قدروا قيمة المثلث الذهبى بما يمتلكه.
وأضاف أن منطقة وادى الحمامات كانت قديما تسمى وادى الحمام أو الحمامات نسبة لوجود نقوش كثيرة للحمام على صخور للمنطقة والتى كانت ترمز إلى السلام، وأن بعض العلماء الأثريين توصلوا أن منطقة وادى الحمامات كانت قديما يتم نقل مرتكبى الذنوب والخارجين على القانون إليها لتشغيلهم فى استخراج الأحجار التى يتم إرسالها إلى مدينة طيبة لبناء المعابد وهى أحجار البريشا والبخت والجرانيت.
وأشار إلى أن منطقة وادى الحمامات تمتلك 2340 "نقش فرعونى"، معظمها يرجع لسنة 2550 قبل الميلاد، ويمتد الوادى لمسافة 9 كيلو مترات، ويعد وادى الحمامات من ضمن المحطات الثمانية التى كانت تمتد من النيل للبحر الأحمر، والذى كان يستخدمه الفراعنة وصولا للبحر للتبادل التجارى بينهم وبين دول إفريقيا.
وكشف أبو الوفا أن المحطات الثمانية التى كان يمر بها الفراعنة قديما على طريق قدس الأقداس الرابط بين قفط والقصير، وصولا للبحر هى كابتوس ووادى معتولة والدوى ووادى الحمامات والسيالة والزرقاء والحمراء والقصير القديمة.
فنار رأس غارب
يعتبر مبنى أثرى حيث تم بناؤه عام 1871 ميلادية، والذى يعد من أهم معالم المدينة وأبرزها، وترجع أهميته إلى أنه موقع أثرى مميز، وما يميزه أكثر أن المهندس الذى شيده هو غوستاف إيفل الذى شيد برج إيفل بباريس، وذلك بأوامر من الخديوى إسماعيل لتنظيم حركة الملاحة بالبحر الأحمر.
وأكدت محافظة البحر الأحمر من قبل أنه سيتم مخاطبة وزارة السياحة والآثار المصرية، لدراسة تطوير وإدراج فنار غارب كمزار سياحى باعتباره أقدم فنار قائم فى العالم، لكى يخدم أهالى المدينة ويحقق حلم أهالى وشباب مدينة رأس غارب الذى طال لسنوات.
وكانت أكدت إيمان محمد، مديرة الآثار الإسلامية بالبحر الأحمر، أنه بالفعل صدر قرار من وزارة الآثار بتسجيل فنار رأس غارب ضمن الآثار الإسلامية، التابعة للهيئة العامة للآثار، وجارى تطبيق القرار من خلال إيفاد لجان لتطبيقه، حيث أنه من المقرر عقب الانتهاء من إجراءات التسجيل يتم فتحه كمزار سياحى أمام المواطنين المصريين والسياح الأجانب.
وأوضحت أن عقب عملية التسجيل يتم فتحه كمزار سياحى بعد التنسيق مع الجهات المختصة والمعنية، خاصة أنه موقع أثرى مميز، وما يميزه أكثر أن المهندس الذى شيده هو غوستاف إيفل الذى شيد برج إيفل بباريس، وكذلك مشيد تمثال الحرية بنيويورك، وذلك فى عام 1871 ميلادية فى عهد الخديو إسماعيل، ويعد من أقدم فنارات العالم.
وقصة إنشاء فنار رأس غارب جاءت فى عهد الخديو إسماعيل وعقب حفر قناة السويس، تم إنشاء عدة فنارات على ساحل البحر الأحمر، لتنظيم حركة الملاحة والسفن الواردة والخارجة لقناة السويس، ومن ضمن تلك الفنارات كان فنار رأس غارب، الذى أطلق عليه مسمى "إيفل رأس غارب"، نسبة إلى المهندس الفرنسى الشهير غوستاف إيفل.
ومهام فنار رأس غارب، كانت تأمين جزر البحر الأحمر وتحديد العلامات الملاحية على جزر البحر الأحمر الشمالية والملاحة البحرية به، وإرشاد السفن، وفى 16 نوفمبر 1869 افتتح فنار رأس غارب حيث تم تنظيم حفل أسطورى له بحضور كبار الدولة آنذاك، حيث عقد الخديو إسماعيل اجتماعا مع كبار الدولة عقب حفر قناة السويس، لتحديد نطاق الفنارات وتم اختيار النقاط بمعرفة المهندسين من البحارة وغيرهم، وصدر أمر من الخديو إسماعيل باشا إلى الكومبانية بعمل تلك الفنارات.
ويحيط فنار راس غارب بناء دائرى من الأحجار الصابونية، ويشغل هذا البناء الدائرى مجموعة من الغرف المجهزة لساكنى الفنار من الفنيين القائمين على تشغيله ومنها غرفة مأمور الفنار، وغرف للماكينات والمعدات وغرفة الطعام وغرف الحراسة ويتوسط البناء الدائرى برج الفنار.
برج الفنار شيد على 3 محاور مقامة على سوست، وذلك لمقاومة أى اهتزازات أرضية محتملة بالمنطقة، ويبلغ ارتفاع الفنار نحو 60 مترًا من سطح الأرض أى ما يقارب مبنى بارتفاع 16طابقا وخامة تصنيعه بالكامل من الحديد الأحمر.
يمتلك الفنار إضاءة عن طريق شعاع متقطع عبارة عن 4 ومضات من النور ثم ظلام لمدة 30 ثانية وذلك للتمييز بين الفنارات المختلفة وكل فنار له شعاع يميزه عن الفنارات الأخرى وضوؤه يصل إلى 55 كيلو مترا.
وهو عبارة عن جسم أسطوانى به ثلاث فتحات رأسية لتوفير عناصر التهوية وللإضاءة من جميع الجهات، ويتم الدخول إلى جسم الفنار عن طريق باب حديدى يؤدى إلى سلم أسطوانى للصعود إلى قمة الفنار، وينتهى السلم الحديدى إلى قمة الفنار وهى دائرية الشكل، حيث يستقر بها مصدر الإضاءة فى الفنار ويحيط بقمة الفنار شرفة دائرية من الحديد.
القلعة العثمانية بالقصير "الطابية"
شيد العثمانيون فى عام 1799 ميلادية، صرحًا ضخمًا لحماية مدينة القصير فى تلك التوقيت من قاطعى الطرق، واللصوص، على قوافل الحجاج، التى كانت تغادر إلى بلاد الحجاز من ميناء القصير، وكذلك على أهل القصير، والذين بسبب تلك اللصوص تركوا المدينة آنذاك وتعطلت الحياة والتجارة، وشيد القلعة العثمانية فى تلك التوقيت لحمايتهم.
أطلق على تلك القلعة العثمانية اسم الطابية وتشتهر به حتى الآن، تحتوى تلك القلعة على كمية كبيرة من المدافع على أسوارها وبداخلها لحماية المدينة، حيث وصفها المسيو دى بوا ايميه، أحد رجال الحملة الفرنسية على مصر، بأنها تتحكم فى المدينة بشكل تام، فهى مشيد فوق هضبة مرتفعة من الحجر الجيرى.
من جانبه قال أشرف القاضى، أحد شباب مدينة القصير، إن الطابية من أشهر آثار مدينة القصير، حيث إنها علامة مميزة يعرفها الكبير والصغير باسم الطابية، طال مدافعها ومبانيها الإهمال، ولا تستفيد الدولة منها الكثير حيث إنها تصل اليها وفود سياحية، إلا أن تلك الأعداد لا تذكر بالنسبة للوفود السياحة، التى تصل لأكبر محافظة سياحية فى مصر.
وأضاف القاضى لـ"اليوم السابع" أن السياح الذين يزورون الطابية بالقصير، من المقيمين فى الفنادق القريبة للمدينة ومرسى علم، حيث إن الزيارات تنظمها شركات السياحة ضمن جولات البلد للسياح، مطالبًا هيئة تنشيط السياحة بالترويج للقلعة العثمانية بشكل افضل وخاصة أنها من أقدم آثار المحافظة والتى وصل عمرها إلى أكثر من 445 سنة.
وطالب القاضى وزارة السياحة بالتنسيق مع المجتمع السياحى من فنادق سياحية وشركات، بالتنسيق مع وزارة الآثار للترويج للقلعة العثمانية حامية مدينة القصير فى عهد العثمانيين للترويج السياحى لها والاهتمام بها أكثر من ذلك.
وعن وصف القلعة العثمانية بالقصير، شيدت لحماية المدينة من اللصوص، حيث كانت تعلوها أربعة أبراج للمراقبة ومازالت متواجدة، ويبلغ سمك جدران القلعة عريضة جدا، وهى مبنية بالحجر الجيرى، وكانت يوجد بها خزان مياه قديم مكسور بالطوب لتجميع مياه الأمطار.
اعتداء اللصوص على قوافل الحجاج والتجار وأهل القصير، كان السبب الرئيسى لإقامة القلعة، حيث إن أهل القصير هجروها بسبب الصوص منذ قرابة 500 عام تقريبا مما أدى إلى تعطيل العمل فى الميناء، وتسبب عطل الميناء عدم إرسال المؤن إلى الحجاز.
عقب تلك الأحداث وكثرة اللصوص أرسل الوالى العثمانى سنان باشا، فى تلك التوقيت خطابًا إلى السلطان، سليم الثانى، لبناء قلعة القصير لحماية قوافل الحجاج والتجارة والميناء وسكان المدينة، وأمر السلطان سليم الثانى بإنشاء قلعة القصير.
الأعمدة والنقاش الرومانية
القلعة العثمانية بالقصير
القلعة العثمانية بالقصير من الداخل
المخربشات الفرعونية بوادى الحمامات
المدافع بالقلعة العثمانية
إيفل رأس غارب
جانب من المخربشات الفرعونية
جبل الدخان
رحلات نادرة لجبل الدخان
شيده مهندس برج ايفل
فنار رأس غارب_1
كان الرومانيين يستخرجون منه الحجر الامبراطورى
من أحد فنارات تنظيم ابحار السفن
نقوش الفرعونية بوادى الحمامات
وادى الحمامات بالقصير
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة