نجحت الدولة المصرية فى إقرار وقف إطلاق النار بقطاع غزة بعد اتصالات مكثفة مع حركة الجهاد الإسلامى والجانب الإسرائيلى، وتكللت التحركات المصرية بالنجاح فى وقف نزيف الدم بالقطاع، ودخل وقف إطلاق النار فى قطاع غزة حيز التنفيذ بالفعل، منذ مساء الأحد الماضى، وتم فتح المعابر مع قطاع غزة، لإدخال البضائع والمحروقات والأعلاف والمواد الغذائية والطبية، بعد أسبوع من الإغلاق.
الرئيس عبدالفتاح السيسى أشار إلى أن مصر قامت بجهود ومساعٍ حثيثة ومركزة لاحتواء الموقف الميدانى وللحيلولة دون امتداد نطاق المواجهة وزيادة الأعمال العسكرية، مؤكدا أهمية اتخاذ خطوات فورية لتحسين الوضع المعيشى فى القطاع للتخفيف من الظروف المتدهورة به والإسراع فى تحسين العلاقات الاقتصادية مع السلطة الفلسطينية، وقال إن مصر تتطلع لتجديد الأمل لدى الشعب الفلسطينى فى تحقيق السلام المنشود والحصول على حقوقه المشروعة وفق المرجعيات الدولية، وهو ما يفرض حتمية إنهاء دائرة العنف والتصعيد المتكرر سعيا لفتح الباب أمام فرص وجهود التسوية وتحقيق الاستقرار والهدوء، تمهيدا لإطلاق عملية السلام بين الشعبين الفلسطينى والإسرائيلى، التى من شأنها تغيير واقع المنطقة بأسرها.
وبعد نجاح المبادرة المصرية، رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بإعلان وقف إطلاق النار فى غزة وإسرائيل، وأثنى على مصر لما تبذله من جهود بالتنسيق الوثيق مع الأمم المتحدة، للمساعدة فى استعادة الهدوء، مؤكدا التزام الأمم المتحدة بتحقيق حل الدولتين على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولى والاتفاقات السابقة وأهمية استعادة أفق سياسى.
ورحب الرئيس الأمريكى جو بايدن، بإعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامى فى قطاع غزة بعد أيام من عمليات عسكرية بين الجانبين، ووجه بايدن الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى وكبار المسؤولين المصريين الذين لعبوا دورا مركزيا فى هذه الدبلوماسية للمساعدة فى إنهاء هذه الأعمال العدائية، وأشادت روسيا عبر سفارتها بالقاهرة بالجهود التى بذلتها الدولة المصرية، لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، بعد 3 أيام من التصعيد، وقالت فى بيان لها: نهنئ الأصدقاء المصريين بالنجاح الدبلوماسى الجديد، نتيجة للوساطة المصرية المكثفة والفعالة، وأنه تم إحراز النجاح فى وقف إراقة الدم على الأراضى الفلسطينية وإطفاء بؤرة التوتر الجديدة فى منطقة الشرق الأوسط المتوتر، ونأمل فى تحقيق النظام المستدام والشامل لوقف إطلاق النار ومنع التصعيد الجديد.
وثمّن الرئيس الفلسطينى محمود عباس، الجهود المصرية، ومواقف الرئيس عبدالفتاح السيسى المتواصلة فى نصرة الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة، معتبرا أن هذه الجهود تساهم فى تهدئة الأمور ورفع المعاناة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى نتيجة هذا العدوان سواء فى القدس أو غزة أو فى باقى الأراضى الفلسطينية.
وهذه ليست المرة الأولى التى تتدخل فيها مصر لوقف التصعيد، ففى مايو 2021 عندما اندلعت أحداث حى الشيخ جراح وبدت القوى الدولية عاجزة حتى عن إطفاء النار فى الأراضى المحتلة، لم تكن مصر مجرد وسيط، لكنها تدخلت كطرف يمتلك القدرة على الفعل، وسط واقع مرتبك إقليميا وعالميا، ونجحت فيما فشل فيه مجلس الأمن والأمم المتحدة، والإدارة الأمريكية.
وفى أزمة حى الشيخ جراح بدا الموقف المصرى هو الأكثر اتساقا، إدانة للعدوان، ومساع لوقف التدهور وفتح معبر رفح وتجهيز المستشفيات فى العريش والقناة، وإرسال سيارات إسعاف مجهزة، ومساعدات طبية وغذائية ووقود، تحرك عاجل ترافقه مواقف ومساع مع كل الأطراف، بجانب إعلان الرئيس السيسى تقديم 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة، من خلال الشركات المصرية.
وفى الأزمة الأخيرة، وما قبلها تنطلق الدولة المصرية والرئيس السيسى، من موقف ثابت يدفع نحو أهمية الحل النهائى، ووحدة الفلسطينيين، وصولا إلى تهدئة مستمرة، تتيح بناء سلام انطلاقا من حل الدولتين، وتتطلب جهود مصر العمل فى كل الاتجاهات، والتواصل مع أطراف متقاطعة ومتشابكة، ليست بين طرفين نقيضين فقط، هما الاحتلال والفلسطينيون، ولكن أيضا داخل الجانب الفلسطينى الذى يتضمن تضاريس وتشابكات متعددة الجوانب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة