أكرم القصاص يكتب: الاختيار والوعى والطريق للمستقبل بعد الثانوية

الإثنين، 08 أغسطس 2022 10:00 ص
أكرم القصاص يكتب: الاختيار والوعى والطريق للمستقبل بعد الثانوية أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بإعلان نتيجة الثانوية العامة، ينتهى الفصل الأول من مستقبل عشرات الآلاف من الشباب، والذى قد يبدو الأصعب، لكن هذا الفصل رغم ما يستهلكه من جهد ووقت، هو مرحلة يفترض أن تقود إلى الأصعب.
فالطالب يختار طريقة الدراسة وتخصصا وكلية، وهى اختيارات تحدد مستقبله ورحلته فى الحياة العملية.
 
كل من ينجح فى الثانوية يطمح للحصول على مكان فى الجامعة، وهى مرحلة تقود الشاب إلى المستقبل، والذى يبدو محاطا بواقع متداخل لأنه يحدد الدراسة لكنه لا يحدد النتيجة، والفرص التى يمكن أن يجدها الشاب على بعد سنوات من الثانوية.
 
على مدى عقود كانت هناك تحولات فى شكل التعليم والمستقبل، وهذه التحولات فى العالم وأيضًا فى مصر، لكن على مدى عقود لم تكن هناك استجابة لهذه التغيرات فى سوق العمل وشكل الفرص التى تتوفر والتخصصات التى ولدت واتسعت.
 
التغيير فى شكل التعليم غير مصائر خريجى الكليات العادية، ارتفع عدد الكليات والتخصصات بشكل كبير، واتسعت الخيارات، وكلما تعددت الخيارات يكون الأمر أكثر صعوبة، وإثارة للحيرة.
 
فى الماضى كانت الاختيارات واضحة، كليات القمة بين الطب والهندسة والصيدلة والأسنان وكليات أخرى الحقوق والتجارة واللغات والتربية والإعلام والسياسة والاقتصاد.
 
اليوم أصبحت الخيارات أكثر، تعددت التخصصات وانقسمت الكليات إلى أقسام متعددة وظهرت تخصصات جديدة ارتبطت بالتطور التكنولوجى والتقنى وثورة المعلومات ‏وتخصصات لم تكن موجودة قبل 20 عاما، خاصة التخصصات الدقيقة فى الكمبيوتر والبرمجة والزراعة التى أخذت موقعا الآن، وحتى الطب والهندسة تداخلت معهما تخصصات جديدة وإضافات تفرض على الدارس أن يخوض فى مجالات كانت فى الماضى بعيدة عنه وفى مجالات أخرى، هناك مجالات فى المياه القطن السكر الإنتاج البزنس، اللغات الجديدة اللغات الآسيوية واللغات بشكل عام أصبحت لها ضرورات.
 
وبناء عليه فإن النقاش الذى يظهر فى مثل هذا التوقيت سنويًا يفترض أن يكون جزءًا من نقاش يستحق مساحات جديدة يطرح فيها كل هذا، حتى يمكن للطالب أن يكون على دراية، بالطبع فإن انتشار السوشيال ميديا ومنصات النشر يتيح الكثير للشباب، عن الدراسة والعمل، لكن هذا لايأخذ مساحته التى يستحقها. 
 
وفى كل عام مثل هذا التوقيت، تظهر نصائح من أصحاب التجارب، بدراسة تخصص ما أو الابتعاد عن آخر، هناك من يقول للطلاب المتفوقين أن يذهبوا إلى كلية الطب والصيدلة والأسنان أو أنها لم تعد مجدية، أطباء يتحدثون بأن الطبيب بحاجة إلى مصروفات كثيرة حتى يصل إلى مبتغاه ويجد لنفسه مكانا، ومن ينصح الطالب أن يتحاشى الطب والصيدلة والهندسة، وأن يختار تخصصات جديدة ‏تقودهم إلى أن يحصل الواحد منهم على فرصة عمل أو ربما يستطيع إنشاء عمل خاص، لكن تظل النصائح فردية. 
 
الأمر لا يفترض أن يبقى بين التفاؤل والتشاؤم، وهناك كثيرون ينصحون الشباب الذين يختارون دراسة الإعلام بأن المجال مزدحم، وآلاف يتخرجون ولا يجدون عملا، وهى مقدمة ربما تكون صحيحة لكن الحاصل أن هناك حاجة لتغيير فى مناهج الكليات عموما، بين العملى والنظرى، ودمج بين الأفكار والتخصصات، فى وقت لم يعد المحرر الصحفى كما كان فى السابق، لكنه أصبح محررا شاملا يجب أن يعرف كل فنون العمل وليس فقط جمع المعلومات وبثها أو نشرها،عليه أن يعرف الفيديو والمونتاج والجرافيك، ويتحرك ويقوم بعمليات كثيرة، وأيضًا عليه الدعاية والتسويق وهى مجالات أصبح لها مكان، وسط مساحات جديدة.
 
نفس الأمر المتعلق بالهندسة هناك تخصصات مطلوبة تتجاوز الاتصالات والمعلومات إلى الذكاء الاصطناعى والروبوت، والتطوير والبرمجة ضمن تخصصات متعددة مطلوبة، تظهر فى كل العالم وليس لدينا فقط، حيث يقاس نجاح الجامعات بعدد من يحصلون على مكان فى سوق العمل، وهو ما تسعى بعض الجامعات العامة والخاصة للدخول فيه حتى تمنح الخريج شهادة تمكنه من الالتحاق بسوق العمل.
 
وبجانب اللغة والتخصصات الأخرى هناك تطور فى مناهج الدراسة ودمج بين مناهج مختلفة، لم تعد الحواجز بين الكليات والتخصصات كالسابق، فمن يدرس الإعلام يمكن أن يدرس النجارة والديكور أو البناء الداخلى أو الإدارة والإنتاج.
 
الشاهد فى كل هذا، أن هناك بالفعل اختيارات متعددة تجعل الاختيار صعبا بالنسبة لطالب أمامه فرصة تحسم مستقبله، فى الماضى كان هناك اختيار أو اثنان، الآن هناك معارف أكثر تحتاج إلى توعية بهذه التخصصات الجديدة وبالكثير مما يجرى فى العالم، غير شكل الوظائف ويجعل هناك أهمية لأن نهتم بهذا كله من أجل المستقبل، وحتى يمكن للطالب أن يجد لنفسه واقعًا مريحًا بعد سنوات من العناء والتعليم.
p
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة