اكتشف العلماء سبب شعورك بالإرهاق بعد يوم طويل في العمل واستنفاذ طاقتك بعد أي عمل تقوم به، وكشفت دراسة جديدة أن الشعور بالإرهاق بعد نوبة من التفكير المكثف له أسباب عديدة، بحسب موقع "HEALTH".
وأظهرت التجارب المعملية أن العمل الذي يتطلب الكثير من التفكير يمكن أن يتسبب في تراكم منتجات ثانوية سامة في جزء من الدماغ يسمى قشرة الفص الجبهي، حسبما أفاد باحثون فرنسيون، ونشرت مجلة Current Biology.
وهذا بدوره يغير سيطرتك على القرارات، مما يجعلك أكثر استعدادًا لاختيار خيارات أسهل أو أسرع بينما يمتلأ دماغك بالتعب والإرهاق.
قشرة الفص الجبهي هي جزء من الدماغ حيث يعمل الناس على صياغة أفكار واتخاذ قرارات على مستوى عالٍ.
قال كبير الباحثين ماتياس بيسيجليون، من جامعة بيتي سالبيتريير في باريس: "تشير النظريات المؤثرة إلى أن التعب هو نوع من الوهم الذي يصنعه الدماغ ليجعلنا نوقف كل ما نفعله ونتحول إلى نشاط أكثر إرضاءً".
وأضاف "لكن النتائج التي توصلنا إليها تظهر أن العمل المعرفي ينتج عنه تغيير وظيفي حقيقي - تراكم مواد ضارة - لذا فإن التعب سيكون بالفعل إشارة تجعلنا نتوقف عن العمل ولكن لغرض مختلف: الحفاظ على سلامة وظائف الدماغ."
من أجل هذه التجربة ، قام بيسيجليون وفريقه بتجنيد مجموعتين من الأشخاص ووضعهما في العمل لأكثر من ست ساعات بقليل.
تم تكليف مجموعة واحدة من 24 شخصًا بمهمة شاقة ذهنيًا حيث تم عرض الحروف على جهاز كمبيوتر كل 1.6 ثانية ، وكان عليهم مقارنة الحروف بالحروف التي ظهرت من قبل بطرق مختلفة وطُلب من مجموعة أخرى مكونة من 16 شخصًا أداء مهمة مماثلة ولكنها أسهل.
أثناء عمل المشاركين ، استخدم الباحثون تقنية مسح تسمى قياس الطيف بالرنين المغناطيسي لقياس مستويات الجلوتامات التي تراكمت في قشرة الفص الجبهي لأدمغتهم.
الجلوتامات هو ناقل عصبي يلعب دورًا رئيسيًا في التعلم والذاكرة ، وفقًا لعيادة كليفلاند كلينيك الأمريكية، إنه ضروري بتركيزات مناسبة في الأماكن الصحيحة حتى يعمل دماغك بشكل صحيح ، ولكن الكثير من الجلوتامات يمكن أن يتسبب في إثارة الخلايا العصبية بشكل مفرط ويؤدي إلى تلف خلايا الدماغ أو الموت.
وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يقومون بمهام عقلية أكثر صعوبة لديهم بالفعل مستويات أعلى من تراكم الجلوتامات في قشرة الفص الجبهي.
أظهر هؤلاء المشاركون أيضًا علامات أخرى للإرهاق ، بما في ذلك انخفاض اتساع حدقة العين.
تم منح كلا المجموعتين أيضًا خيارًا ماليًا بشكل منتظم ، كمقياس لما إذا كان عمل الدماغ المستمر قد أثر على قدرتهم على اتخاذ القرار. يمكنهم الاختيار بين مكافأة نقدية أقل ولكن أسهل ، أو مكافأة نقدية أكبر تتطلب المزيد من الجهد أو الصبر.
بدأ الأشخاص في المجموعة الذين أعطوا أنشطة دماغية أكثر تطلبًا في تغيير خياراتهم الاقتصادية نحو نهاية اليوم، واختاروا في كثير من الأحيان الخيارات الأسهل التي تقترح مكافآت في وقت قصير مع القليل من الجهد.
قال الدكتور دون دكستر، زميل الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب وطبيب الأعصاب في Mayo Clinic في أو كلير ، ويسكونسن إن هذه التجربة قد وضعت تفسيرًا بديلاً معقولًا لإرهاق الدماغ.
وقال إن معظم الخبراء يميلون إلى الإشارة إلى استنفاد الطاقة كسبب للإرهاق الذهني.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة