أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: المصريون.. مشاعر واحدة وقلب واحد

الثلاثاء، 16 أغسطس 2022 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حادث حريق كنيسة أبو سيفين فى إمبابة، مشهد صادم أصاب المصريين بالحزن، وكانت مشاهد الوداع وجنازات إخوتنا وأبنائنا مؤلمة، وكل المصريين باتوا فى حزن ودعوا بالرحمة للضحايا والصبر لأهاليهم وذويهم، وأن يربط الله على قلوبهم فى مصاب أليم، وكان مشهد الحزن أثناء تشييع الضحايا كاشفا عن حزن عام لدى الجميع، وبكاء ودموع، يصعب التمييز بين عقائد عشرات الآلاف الذين شاركوا فى الجنازة والذين تعاملوا مع الضحايا على أنهم أخواتهم وأبناؤهم وأقاربهم وجيرانهم.
 
ومع أن شيئا قد لا يعوض هؤلاء الضحايا، إلا أن مشاهد التضامن والتكاتف من قبل المصريين شعبا وحكومة، تأكيد على وحدة قلوب المصريين، وأنهم معا فى مصاب يشعر به الجميع، ويعزون أنفسهم باعتبارهم أصحاب هذا المصاب، ومنذ اللحظة الأولى وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، الحكومة وكل أجهزة الدولة بالعمل على مواجهة تداعيات الحادث المؤلم، وقدم التعازى للمصريين فى مصابهم. 
 
كان تدفق المسؤولين من رئيس الوزراء، والوزراء، جميعا بجانب المجتمع الأهلى والمدنى، استكمالا لمشهد تدافع أهالى المنطقة فى إمبابة لإغاثة وإنقاذ الأطفال والمصابين داخل الكنيسة، ومنهم محمد يحيى وزملاؤه من شباب المنطقة الذين هرعوا للمكان وألقوا أنفسهم داخل المكان، ونجحوا فى إنقاذ عدد من المصابين فى الداخل، وأصيبوا بالاختناق أو جرحوا من دون أن يلتفتوا إلى خطورة الموقف، وحتى كاهن الكنيسة فقد بقى حتى رحل مختنقا، وحاول إنقاذ الضحايا قدر الإمكان، خاصة أنه ربما لم يدرك حجم الحريق، فى البداية، وحاول مواصلة الصلوات، قبل أن يكتشف خطورة الموقف، ويحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
 
هذا مشهد تلقائى، كاشف عن تضامن طبيعى فى أحياء مصر، خاصة أن الحدث تم بسرعة والنيران أمسكت بالمكان وامتلأ بالدخان، حيث إن الكنيسة فى شوارع ضيقة، ضاعفت من صعوبة تحرك قوات الدفاع المدنى، ونهو أمر تضعه الجهات المعنية فى الاعتبار، بجانب تأكيد أهمية الاهتمام بإجراءات الأمن والسلامة، التى يجب أن تتوفر فى كل دور العبادة، بجانب تأمين المداخل والمخارج فى الأماكن التى تشهد إقبالا كبيرا من الجمهور، ومن بينهم أطفال ونساء وأعمار مختلفة.
 
واستمر التضامن الشعبى من خلال أهالى المنطقة، أثناء الحريق وحتى فى المستشفيات، مع تواجد مؤسسات الدولة، حيث وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ اللحظة الأولى بتحرك كل المؤسسات، وتحرك رئيس الحكومة ووزراء التضامن والصحة والمحافظ، وتابعوا الإجراءات والمستشفيات والتعويضات، ووجود الدولة وتضامن المصريين يعطى إحساسًا بالتضامن ربما يخفف من آثار حادث صادم للجميع.. وكان قرار الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، بالتنسيق مع الجمعيات الأهلية لصرف إعانات نقدية عاجلة لعائلات المتوفين فى حريق كنيسة أبو سيفين، وفتح أبواب مستشفيات جامعة الأزهر أمام المصابين بجانب مستشفيات مؤسسات الدولة، تحركًا يحمل تأكيدًا على وقوف كل جهات الدولة، ومعهم المواطنون الذين تعاملوا مع حادث يخصهم، ويحرصون على مشاركة بعضهم البعض. 
 
ورغم قسوة الألم والمصاب، فقد عبر المصريون رسميًا وشعبيًا، بتلقائية عن وحدتهم فى مواجهة الأزمات، وقدموا نموذجًا كاشفًا لكيفية تداول وتبادل مشاعرهم.
 
p.8









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة